
تعد رائحة الفم الكريهة والمزعجة واحدة من أهم المشاكل التي يعاني منها عدد كبير من الناس، وهي تؤثر بشكل سلبي على نواحي حياتهم المختلفة، النفسية والصحية والاجتماعية ... إلخ.
كما إن رائحة الفم الكريهة تقلل من ثقة الناس بأنفسهم، وتتسبب لهم بمواقف محرجة تمنعهم من الخوض في الحياة والاقتراب من الناس.
وهناك العديد من الأسباب التي من الممكن أن تتسبب في رائحة الفم الكريهة والمزعجة. بعضها قد تكون بسيطة من الممكن أن تنتهي من تلقاء نفسها بعد فترة من الوقت، وبعضها قد يمكن التخلص منها بالقيام بإجراءات وتغييرات بسيطة في نمط الحياة وأساليب النظافة الشخصية.
أما بعضها الآخر قد تكون مشاكل صحية معقدة يستلزم التخلص منها الالتجاء إلى طبيب مختص واستشارته.
وعلى العكس من الفكرة الشائعة بين الناس فليس بالضرورة أن تكون رائحة الفم الكريهة ناتجة عن مشاكل في الأسنان واللثة فقط (وإن كانت هي من أهم الأسباب وأكثرها شيوعاً)، بل إنها قد تنتج كذلك عن بعض المشاكل الأخرى المتعلقة بأعضاء أخرى في جسم الإنسان كالجهاز الهضمي وغيرها.
وفي مقالنا هذا سنحاول أن نتطرق معكم إلى أهم الأسباب التي من الممكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة.
انتبه إلى الطعام الذي تأكله
قبل كل شيء، وقبل أن تقرر إذا ما كنت تعاني من مشاكل صحية تتسبب في رائحة الفم الكريهة أو لا، عليك بتقييم الطعام الذي تتناوله.
فمن المعروف أن بعض الأطعمة كالثوم والبصل وغيرها قد تتسبب في حدوث رائحة الفم الكريهة، وهي من الأسباب الشائعة جداً لرائحة الفم الكريهة.
روتين العناية بالفم والأسنان
يعد عدم الاهتمام الروتيني والمستمر بنظافة الأسنان والفم أحد أهم وأكثر أسباب رائحة الفم الكريهة والمزعجة انتشاراً.
وفي الوقت نفسه يعد هو السبب الأكثر سهولة من حيث قدرة الشخص في التغلب عليه وتجاوزه، وذلك باتخاذ بعض الخطوات البسيطة.
وللتخلص من رائحة الفم الكريهة الناتجة عن تلوث الأسنان والفم ببقايا الطعام وغيرها، يجب القيام بتنظيف الأسنان مرتين على الأقل يومياً إحداهما قبل النوم.
وكذلك يُنصح تنظيف منطقة ما بين الأسنان بواسطة خيط الأسنان أو الفرشاة المخصصة لذلك.
كما يُنصَح بتنظيف اللسان كذلك إما بأداة مخصصة لذلك أو بفرشاة الأسنان نفسها.
تسوس الأسنان والتهابات اللثة
وجود أسنان مسوسة أو التهابات في اللثة قد تكون أيضاً أحد أسباب رائحة الفم الكريهة، ولا يمكن التخلص منها إلا بمراجعة طبيب الأسنان.
وللوقاية من تسوس الأسنان ومشاكل اللثة يجب الاعتناء الروتيني بنظافتهما كما ذكرنا في الأعلى، كما يُنصح بزيارة طبيب الأسنان من فترة إلى أخرى ولو لم تكن هناك مشاكل تستدعي ذلك وذلك للاطمئنان على صحة الأسنان واكتشاف أي مشاكل مخفية غير واضحة قد تتسبب بمشاكل أكبر في المستقبل وتؤثر على صحة الإنسان ورائحة نَفَسه.
عدم شرب كميات كافية من الماء
عدم شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم قد يتسبب بجفاف الفم، وبالتالي خروج رائحة كريهة منه، وذلك بسبب عدم قدرة الغدد اللعابية على إفراز اللعاب بالكميات المناسبة للتخلص من البكتيريا الموجودة في الفم.
لذلك يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل خلال اليوم، للحفاظ على صحة الجسم وأعضائه المختلفة.
أما إذا كان الشخص يعاني من حالة جفاف مستمرة في الفم رغم شرب الكميات الكافية من السوائل، فحينها يجب مراجعة الطبيب المختص، لأن ذلك قد يكون ناتجاً عن بعض الحالات المرضية كمشاكل الغدد اللعابية ومرض السكري وغيرها.
التدخين
التدخين من الأسباب الرئيسية لرائحة الفم الكريهة إلى جانب كونها سبب رئيسي في العديد من الأمراض الأخرى وعلى رأسها سرطان الرئة.
ولذلك يُنصح بالامتناع عن التدخين بشكل كامل لتجنب المشاكل الصحية الكثيرة الناتجة عنها.
نزلات البرد والرشح والتهابات الجيوب الأنفية والتهاب اللوزتين
في بعض الأحيان قد تتسبب نزلات البرد والرشح والتهابات الجيوب الأنفية والتهابات اللوزتين كذلك في خروج رائحة كريهة من الفم.
ولكن في مثل هذه الحالات لا يوجد أي داعٍ للقلق، فرائحة الفم الكريهة هنا تكون مشكلة مؤقتة تزول بزوال السبب الرئيسي غالباً خلال عدة أيام بعد تلقي العلاج المناسب.
الشخير أثناء النوم والنوم مع بقاء الفم مفتوحاً
الشخير أثناء النوم أو النوم مع بقاء الفم مفتوحاً يمكن أن يتسببا كذلك في رائحة الفم الكريهة، وخاصة تلك التي تكون في ساعات الصباح الأولى بعد الاستيقاظ مباشرة.
وذلك لأن بقاء الفم مفتوحاً من شأنه أن يسبب جفافاً في الفم، وبالتالي تأمين وسط مناسب لنمو البكتيريا بداخله.
والشخير قد يكون أمراً مؤقتاً ناتجاً عن حالة من التعب الشديد خلال اليوم، أو بسبب النوم على الظهر يزول خلال أيام.
وقد يكون ناتجاً عن حالة مرضية تتسبب في انقطاع النَّفس أثناء النوم وحدوث الشخير، وهذا الأمر يتطلب استشارة طبيب مختص.
ولذلك إذا كان الشخص يعاني من حالة شخير مستمرة لا تزول بتغيير وضعية النوم والراحة فحينها يتوجب عليه مراجعة طبيب مختص لتجنب المشاكل الناتجة عن ذلك.
الارتجاع المعدي المريئي
الارتجاع المعدي المريئي قد يعد أحد الأسباب المهمة لرائحة الفم الكريهة. وهو عودة حمض المعدة وبعض بقايا الطعام والشراب من المعدة إلى المريء والحلق وحتى الفم، وبالتالي التسبب في الشعور بحرقة وإزعاج في منطقة الحلق وكذلك إمكانية خروج رائحة كريهة من الفم.
حيث من الممكن أن يؤدي هذا الرجوع لحمض وبقايا الطعام إلى تهيئة الوسط في الفم لنمو البكتيريا وبالتالي حدوث مشاكل ورائحة مزعجة.
وللتخلص من هذه المشاكل يُنصح بمراجعة الطبيب.
بعض الحالات المرضية الأخرى
- بعض الأشخاص المصابين بمرض السكري قد يعانوا من رائحة كريهة تخرج من أفواههم، وهذا قد يكون علامة على انخفاض كبير في مستويات الأنسولين لديهم.
- حدوث قرحات والتهابات في المعدة نتيجة الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية أو بكتيريا المعدة كذلك يمكن أن تسبب رائحة كريهة في الفم إلى جانب الغثيان وحرقة المعدة وآلامها.
- يمكن لبعض الأدوية كذلك أن تتسبب في جفاف الفم وبالتالي خروج رائحة كريهة منه، مثل النيترات التي تستخدم في علاج الأمراض القلبية، وأيضاً بعض الأدوية الكيمياوية التي تستخدم لعلاج مرضى السرطان، وبعض أدوية النوم كذلك قد تتسبب في حدوث رائحة الفم الكريهة.
- بعض أمراض الغدد اللعابية قد تؤثر بشكل سلبي على قدرة الجسم على إنتاج اللعاب، وبالتالي تتسبب في جفاف الفم وخروج رائحة كريهة منه.
- التليف الكبدي بمراحله المتقدمة كذلك قد يكون سبباً لرائحة الفم الكريهة. وهذا الأمر غالباً يكون مرافقاً لبعض الأعراض الأخرى مثل اليرقان (وهو اصفرار الجلد وبياض العين).
- الفشل الكلوي بمراحله المتأخرة جداً كذلك قد يتسبب في رائحة فم كريهة نتيجة عدم قدرة الجسم على التخلص من النفايات والبقايا الناتجة عن العمليات الإستقلابية التي يقوم بها الجسم.
في النهاية
وأخيراً إذا كنت تعاني من رائحة فم مزعجة، حاول أن
تستقصي وتعالج الأسباب التي يمكن معالجتها، وعند عدم انتهاء المشكلة واستمرارها
حاول أن تقوم بمراجعة طبيب أسنان وطبيب أمراض باطنية لتتمكن من التعرف على
المشاكل الموجودة والتخلص منها.
آخر تحديث للمقال: 31/07/2022
إرسال تعليق