شرب الكحول يسبب زيادة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بغض النظر عن نوعه وكميته

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:بينت واحدة من أضخم الدراسات التي جرَتْ أنّ شرب الكحول بغض النظر عن نوعه وكميته (مهما كانت قليلة) تسبب زيادة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني Atrial Fib
شرب الكحول يسبب زيادة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بغض النظر عن نوعه وكميته

بينت واحدة من أضخم الدراسات التي جرَتْ أنّ شرب الكحول بغض النظر عن نوعه وكميته (مهما كانت قليلة) تسبب زيادة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني Atrial Fibrilation، والذي بدوره يشكل عامل خطر للإصابة بفشل القلب Heart failure والنوبة القلبية Heart attack والسكتة الدماغية Stroke وغيرها العديد من الأمراض المميتة.

هذه الدراسة تم نشرها في مجلة القلب الأوروبية European Heart Journal وتمت فيه متابعة 107845 شخصاً من خمس دول مختلفة (سويد، نرويج، فنلندا، دنمارك وإيطاليا) على مدار 14 عاماً (من عام 1982 إلى عام 2010)، حيث خضع جميع المشاركين فيه إلى فحوصات طبية مفصلة عند الانضمام وقدّموا معلومات عن تاريخهم الطبي وأسلوب حياتهم (بما في ذلك استهلاكهم للكحول والتبغ وغيرها) بالإضافة إلى معلومات عن حياتهم العملية ومستوياتهم التعليمية. كان متوسط أعمار المشاركين 48 عاماً (ما بين 24 و 97 عام) وكان 100092 شخصاً من هؤلاء غير مصابين بحالة الرجفان الأذيني عند التحاقهم.

وجدت هذه الدراسة الطويلة أنه بالمقارنة مع عدم تعاطي الكحول بتاتاً، فإن تناول مشروب كحولي واحد فقط بشكل منتظم بغض النظر عن نوعه وكميته كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 16% عن المتوسط الطبيعي للإصابة به بين الأشخاص العاديين، حيث إنه خلال فترة المتابعة التي استمرت 14 عاماً تقريباً أُصيبَ 5854 شخصاً من بين المشاركين بحالة الرجفان الأذيني، وهذه الزيادة في خطر الإصابة كانت متشابهة بالنسبة لجميع أنواع المشروبات الكحولية ولم تظهر أي اختلاف بين الرجال والنساء.

وكان مما لاحظه الباحثون المشرفون على هذه الدراسة أن الخطر يزداد مع زيادة كمية الكحول اليومية التي يشربها الشخص، حيث أن نسبة 16% في الزيادة كانت بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون مشروباً كحولياً واحداً خلال اليوم، أما بالنسبة للأشخاص الذين كانوا يشربون ما يصل إلى مشروبين في اليوم ازداد خطر الإصابة لديهم بنسبة 28% وارتفعت هذه النسبة إلى 47% بالنسبة لمن شربوا أكثر من أربعة مشروبات يومية.

وكان المعيار الذي يتبعه الباحثين في تحديد كمية المشروب الكحولي الذي يتعاطاه الشخص يومياً هو 12 غراماً من الإيثانول للمشروب الواحد وهذا ما يعادل 120 مل من النبيذ و330 مل من البيرة وهكذا.

هذه الدراسة شكلت صدمة بالنسبة لبعض الأشخاص الذين كانوا يظنون أن الكميات القليلة اليومية من المشروبات الكحولية تقي من الأمراض القلبية، والذين كانوا قد استندوا في اعتقاداتهم هذه إلى دراسات سابقة كانت قد بيّنت ارتباط نقص خطر الإصابة بفشل القلب عند الأشخاص الذين يشربون كميات قليلة من الكحول بشكل منتظم بالمقارنة مع الأشخاص الذي لا يتعاطونها على الإطلاق (حيث كانت هذه الدراسات قد بينت أن خطر الإصابة بفشل القلب يزداد فقط عند تعاطي كميات كبيرة من الكحول). أما الدراسة التي بين أيدينا وإن لم تكن قد تطرقت في بحثها إلى العلاقة بين تعاطي الكحول وفشل القلب إلا أنها أكّدت أنه حتى الكميات القليلة من الكحول مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني والذي بدوره يعد عاملاً هاماً في تطور فشل القلب.

والرجفان الأذيني هو أحد اضطرابات النظم القلبية الناتجة عن حدوث خلل في كهربائية العضلة القلبية ويكون عبارة عن زيادة في معدل ضرب القلب عن الحد الطبيعي، ويتميز الرجفان الأذيني في عدم قدرة الأذينين على الانقباض بشكل سليم وإنما اقتصارها فقط على الرجفان بشكل سريع وغير منتظم وبالتالي عدم قدرتها على دفع الدم المتجمع فيها إلى البطينين، هذا بدوره يسبب ركود الدم فيه والذي يعد أحد عوامل زيادة خطر حدوث التجلطات الدموية والتي قد تنتقل من هنا إلى أوعية دموية أخرى تغذي مناطق مختلفة من الجسم وتتسبب في انقطاع التغذية الدموية عن تلك المناطق وهذا ما نراه نحن بشكل سكتة قلبية أو دماغية أو غيرها.


هذه الدراسات وغيرها التي أكدت ولا تزال تؤكد على أضرار شرب الكحول (والتي سنتطرق إليها لاحقاً في مواضيع أخرى إن شاء الله) يجب أن تكون حافزاً ودافعاً لكل من هو مدمن عليها ليعود إلى رشده قبل أن يصبح في حالة لا ينفع بعدها الندم أبداً.


شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث