عدد ساعات النوم الصحي والطبيعي للإنسان حسب العمر

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:كم عدد الساعات التي يجب على الإنسان أن ينامها كل ليلة ليحصل على فوائد النوم الكثيرة حسب عمره؟

إنَّ أكثر سؤال يراودنا ونحن نفكر في طبيعة نومنا، ونحاول أن ننظمه، لنتمكن من الحصول على الفوائد الكثيرة للنوم على صحتنا وجوانب حياتنا المختلفة هو: كم هي عدد ساعات النوم الصحي التي يجب أن ينامها الإنسان؟

وربما تعوّد الكثير منّا (وبشكل تلقائي) على أن يجيب على هذا السؤال بالجواب الروتيني والشائع بين الناس، وهو أن عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان هي 6 ساعات أو 7 ساعات.

فهل هذه الإجابة صحيحة؟ وهل تظل صحيحة في كل الظروف والأحوال، وبالنسبة لجميع الأعمار؟

هذا ما سنحاول أن نتطرق إليه ونبحث فيه ببعض التفصيل من خلال مقالنا هذا، لنتمكن في النهاية من معرفة عدد ساعات النوم الطبيعي والصحي التي يحتاج إليها كلٌ فرد منّا وفقاً لظروفه الخاصة، وطبيعة حياته التي تختلف عن طبيعة حياة الآخرين.

عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر

عدد ساعات النوم الصحي للإنسان

إن تعيين عدد ساعات محددة، واعتبارها عدد ساعات النوم الطبيعي والصحي للإنسان، والنصح بضرورة أن يلتزم بها كل فرد، بغض النظر عن عمره، وظروفه، وصحته، وجنسه، وعمله ... إلخ ليس أمراً صحيحاً أبداً.

فليس هناك عدد محدد من الساعات يُنصح بها لجميع الناس بدون استثناء، بل إن عدد الساعات النوم الصحي التي يُنصح بها، تختلف من إنسان لإنسان، وذلك وفقاً لعدد من العوامل والمعايير.

وهذا ما يجب أن ندركه ونفهمه جيداً قبل أن نتطرق لعدد ساعات النوم الموصى بها، فعدد الساعات التي ينامها أحدهم قد لا تتوافق بالضرورة مع طبيعتي وجسمي وحياتي.

فهي قد تكون كافية بالنسبة له، ولكنها قد لا تكفيني أبداً، وعلى العكس كذلك، فقد تكفيني عدد ساعات قليلة رغم أن بعضهم يحتاج لأن ينام طويلاً.

ولتتمكن جيداً من معرفة عدد ساعات النوم الصحي التي يجب عليك الالتزام بها، ننصحك بمتابعة القراءة جيداً.

العوامل التي تؤثر على عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان

كما ذكرنا في الأعلى، إن عدد ساعات النوم الطبيعي الموصى بها تتفاوت تفاوتاً كبيراً من شخص إلى آخر، وذلك تبعاً لعدد كبير من العوامل التي من الممكن أن تؤثر عليها.

وربما يعرف بعض الناس أن عدد الساعات النوم الطبيعي الموصى بها تختلف حسب العمر فقط، إلا أن العمر ما هو إلا عامل واحد من العوامل التي قد تؤثر على عدد الساعات الموصى بها.

فإلى جانب العمر هناك الجنس، وطبيعة الحياة، والعمل، والحالة الصحية والنفسية والاجتماعية، والبيئة المحيطة، وغيرها الكثير من العوامل.

ويجب على الإنسان أن يأخذ جميع هذه العوامل بعين الاعتبار عند تحديده لعدد ساعات النوم التي سيلتزم بها.

العمر

أكثر هذه العوامل أهمية وتأثيراً على عدد ساعات النوم التي يجب الحصول عليها كل ليلة هو عمر الإنسان.

حيث إنه بتحديد الفئة العمرية التي ينتمي إليها الشخص، تتحدد طبيعة جسمه، واحتياجاته، ومقدار حركته وصرفه للطاقة وغيرها من الأمور بصورة عامة، وذلك لأنها تكون متشابهة مع الأفراد من نفس الفئة العمرية بشكل كبير.

وفي الأسفل ذكرنا توصيات المؤسسة الوطنية الأمريكية لعدد ساعات النوم الصحي حسب العمر.

الجنس والحمل

إن جنس الإنسان كذلك يؤثر على عدد ساعات النوم الطبيعي الكافية له، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن النساء تحتاج إلى ما يصل إلى ساعة إضافية واحدة أكثر من النوم، مقارنة بالرجال الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية.

وكذلك تختلف عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها بين النساء الحوامل وغير الحوامل أيضاً.

فالتغيرات الفيزيولوجية والنفسية التي تحدث في جسم المرأة خلال فترة الحمل المبكرة قد تزيد من الحاجة إلى النوم ساعات أكثر من العدد الموصى به في الحالات الطبيعية.

الحالة الصحية للإنسان

الحالة الصحية للشخص له تأثير كبير على عدد الساعات النوم الكافية بالنسبة له.

فالمرض والعدوى من شأنها التأثير على طبيعة النوم، وزيادة الحاجة إليه من أجل السماح للجسم بالراحة ومكافحة العدوى والشفاء منها.

جودة النوم

بالإضافة إلى العوامل السابقة، فإن جودة النوم كذلك يمكن أن تؤثر على عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها.

حيث إنه في حال عدم تمكن الشخص من الحصول على نوم ذو جودة عالية يمكن أن يقضي عدد ساعات أكثر من المعتاد ليحاول التعويض عن الجودة بالكمية.

عدد الساعات النوم الصحي حسب العمر وفقاً للمؤسسة الوطنية الأمريكية

تصنف المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم (National Sleep Foundation (NFS الفئات العمرية إلى تسع فئات أساسية، وتوصي كل فئة منهم بمدة معينة من النوم وفقاً لحاجات وضروريات تلك المرحلة.

ومن أجل تحديد عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر، كانت المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم قد حددت لجنة خبراء مؤلفة من 18 شخصاً من مختلف المجالات العلمية والطبية لدراسة الأمر بدقة.

حيث استعرضت هذه اللجنة مئات الدراسات والأبحاث المتحققة من صحتها حول النوم وحول عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها للأشخاص الأصحاء، وحول آثار النوم المفرط أو القليل على صحة الإنسان.

وقد استغرقت هذه اللجنة أكثر من تسعة أشهر في دراسة الأدلة والأبحاث حتى تمكنت في النهاية من تحديد عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها حسب العمر، وكانت النتائج كالتالي:

  • الأطفال حديثو الولادة (من 0 إلى 3 أشهر) ← 14 - 17 ساعة
  • الطفل الرضيع (من 4 إلى 11 شهر) ← 12 - 15 ساعة
  • الأطفال الصغار (من 1 إلى 2 سنة) ← 11 - 14 ساعة
  • أطفال مرحلة ما قبل المدرسة (من 3 إلى 5 سنوات) ← 10 - 12 ساعة
  • الطفل في سن المدرسة (من 6 إلى 13 سنة) ← 9 - 11 ساعة
  • سن البلوغ (من 14 إلى 17 سنة) ← 8 - 10 ساعات
  • سن الشباب (من 18 إلى 25 سنة) ← 7 - 9 ساعات
  • سن الرشد (من 26 إلى 64 سنة) ← 7 - 9 ساعات
  • الأشخاص الكبار في السن (من 65 سنة وما فوق) ← 7 - 8 ساعات

عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان حسب العمر

ملاحظات ونصائح قد تساعد على تحديد عدد ساعات النوم الصحي بشكل أكثر دقة

في الأعلى ذكرنا جدول عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر، وفقاً لما اقترحته المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، ولكن هل يجدر الالتزام بهذا الجدول في جميع الظروف؟ وكيف يمكننا التعامل مع الحدود الأدنى والعليا لعدد ساعات النوم الموصى بها؟

للإجابة على هذه الأسئلة نضع هنا بين يديكم مجموعة من التوصيات والنصائح التي قد تساعدكم على الاستفادة بشكل أفضل من جدول عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر، وتطبيقها بشكل أكثر فعالية على حياتكم.

الاستفادة من الحد الأدنى والحد الأعلى لعدد الساعات النوم الصحي الموصى بها

كما نلاحظ من الجدول المذكور في الأعلى فإن الفرق بين الحد الأدنى والحد الأعلى من عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها حسب العمر لا بأس به.

وهذا بالطبع ليس بالأمر السيئ وإنما على العكس من ذلك تماماً فإنه يترك المجال للشخص لاكتشاف نفسه وحاجاته، وتحديد عدد الساعات المناسبة لَه وفقاً لظروفه وشروطه الخاصة مع الالتزام على الأقل بالحدود الدنيا والعليا.

ومن الأمور التي قد تساعد الإنسان على تحديد ما يحتاج إليه من ساعات النوم بشكل أكثر دقة هو مراقبته لنفسه في اليوم التالي.

فإذا كان يتمتع بالنشاط طوال اليوم ويقدر على إنجاز مهامه ووظائفه بشكل مناسب، وكان يستطيع السيطرة على تصرفاته وعواطفه، ويشعر بالسعادة والرضا فإن ذلك قد يعني ولو بشكل جزئي بأن ما ناله من النوم قد كان كافياً.

عدد ساعات النوم الطبيعي في حالة الصحة والمرض

يجب أن نعرف أن عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها حسب العمر، قد تم تحديدها بناءً على مراقبة الباحثين لأشخاص صحيحي البدن.

وهذا يعني أن عدد الساعات الموصى بها قد تختلف بالنسبة للشخص المريض، أو الذي لديه ظروف صحية خاصة.

فالشخص المريض أو الذي يعاني من بعض المشاكل يستطيع أن ينام (ولكن ليس بشكل مستمر) ساعات نوم أكثر حتى يسمح لجسمه بالتعافي والعودة إلى حالته الطبيعية بشكل أسرع.

مدة القيلولة مشمولة في عدد ساعات النوم الطبيعي الموصى بها

إن عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها حسب العمر والتي ذكرناها في الجدول في الأعلى تشمل  أيضاً فترات القيلولة.

ولا سيما بالنسبة للفئات العمرية الأصغر سناً كالأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين يحصلون على قيلولات كثيرة خلال اليوم.

الحرمان من النوم والنوم لساعات أكثر

الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى نوم الشخص عدد ساعات أكثر مما اعتاد عليه عندما يُتاح له ذلك.

وهذا أمر طبيعي، ولا يجب القلق بشأنه، ففي بعض الأيام قد تزداد الحاجة إلى النوم عدد ساعات أكثر، أو قد يكون الإنسان مجبراً على أن ينام عدد ساعات أقل، وذلك وفق الظروف الخاصة.

إلا أنه يجب ألّا يتحول هذا الأمر إلى عادة، كأن يتعود الإنسان على النوم لعدد ساعات قليلة وغير كافية، خلال أيام الأسبوع، بحجة أنه سيعوضها في أيام نهاية الأسبوع.

ولا أن يتعود الإنسان على أن ينام دائماً عدد ساعات أكثر من حاجته.

وإنما يجب أن تبقى مثل هذه الظروف حالات استثنائية يلجأ إليها الإنسان عند الحاجة.

النوم لفترات قصيرة

بالنسبة لبعض الأشخاص الذين ينامون عدد ساعات قليلة جداً ويؤكدون بأنها عدد الساعات المناسبة لهم فينصحهم بعض الخبراء بأنهم إن كانوا ينامون لفترات أطول عندما تتاح لهم الفرصة في ذلك كما في أيام نهاية الأسبوع أو العطل الرسمية فليعلموا أنهم ليسوا ممن يُقال عنهم أشخاص ذوي النوم القصير.

ويمكنكم الحصول على المزيد من التفاصيل بهذا الخصول من خلال قراءة مقال: هل يكفي النوم لساعات قليلة؟

هل مجرد الالتزام بعدد ساعات النوم الصحي كافٍ للحصول على فوائد النوم؟

بعد أن تطرقنا إلى عدد ساعات النوم الطبيعي التي يحتاج إليها الإنسان كل ليلة، علينا أن نجيب على هذا السؤال الهام: هل مجرد الالتزام بعدد ساعات النوم الصحي يكفي لأن يحصل الإنسان على فوائد النوم الكثيرة؟

إننا بنظرة سريعة لأنفسنا وللأشخاص من حولنا، ولعاداتنا المختلفة والمتنوعة فيما يخص موضوع النوم، سنكتشف أنه على الرغم من أننا جميعاً ننام وربما عدد ساعات كافية، إلا أن قسماً كبيراً منّا لا يزال يعاني مشاكل عديدة في صحته النفسية والجسمية، ويكافح التعب والكسل والنعاس خلال النهار.

هذا الوضع الذي نحن فيه ربما يوضح لنا أن مجرد النوم عدد ساعات كافية خلال اليل ليس بكافٍ لأن يتحصل الإنسان على فوائد النوم الكثيرة، سواءً على صحته النفسية أو الجسمية أو العقلية.

إذا فأين يكمن السر؟

إن الشيء الهام والذي ربما يغفل عنه الكثير من الناس، هو أنّه لكي يتمكن الإنسان من أن يستفيد من ساعات نومه، ويحصل على أكبر فائدة ممكنة منها عليه أن يتقيد بأمرين مهمين: أولهما عدد ساعات النوم الكافية، وثانيهما جودة النوم العالية.

فالنوم إذا كان قليل الجودة لن ينفع ولو كان لساعات كافية، وكذلك النوم لساعات كافية لن ينفع إذا كان قليل الجودة.

وبناءً على هذا ننصحكم إلى جانب حرصكم على الالتزام بعدد ساعات النوم الطبيعي الكافية بالالتزام بمعايير وتوصيات النوم الجيد، ويمكنكم الاطلاع عليها من خلال قراءة مقال: نصائح وإرشادات لنوم صحي ومفيد.

هنا لا ندّعي أن السر لعلاج كل هذه الاضطرابات يكمن في النوم الجيد، ولكن في الوقت نفسه لا نشكُّ أبداً بأهمية النوم، وتأثيره على كل جوانب حياتنا المختلفة، كصحة أجسامنا، وسلامة نفوسنا، وقدرتنا على عبادة ربنا، والتواصل مع من حولنا، ونشاطنا خلال يومنا، ونجاحنا في أداء مهامنا، وإيجاد الحلول لمشاكلنا ... إلخ.

هكذا نكون قد تطرقنا بشيء من التفصيل لعدد ساعات النوم الصحي والطبيعي التي يحتاج إليها الإنسان كل ليلة، وذكرنا جدول عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر وفقاً لما اقترحته المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، عسى أن نكون قد ساعدناكم في الوصول للجواب الكافي والشافي عن الأسئلة التي تشغل بالكم في هذا الخصوص.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث