الأنابيب البلاستيكية المعرضة لدرجات الحرارة العالية قد تتسبب في تسرب مواد مسرطنة للماء

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:أنابيب مياه الشرب البلاستيكية المعرضة لدرجات الحرارة العالية قد تتسبب في تسرب مواد كيميائية خطيرة للماء
الأنابيب البلاستيكية المعرضة لدرجات الحرارة العالية قد تتسبب في تسرب مواد مسرطنة للماء

بعد الحرائق الهائلة التي اندلعت في غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية وجد الباحثون بأن مستويات مادة البنزين (Benzen) المسرطنة في المياه قد وصلت إلى مستويات أعلى بتسعة أضعاف من الحد الأقصى لمستويات الأمان الخاص به، هذه الزيادة خلقت  لدى الباحثين حيرة وتساؤلات عديدة حول مصدرها والأسباب الكامنة وراءها وعلاقتها بالحرائق التي حصلت ولا سيما إن هذه لم تكن المرة الأولى التي يُلَاحَظ فيها هذه الزيادة في مستويات هذه المادة المسرطنة وغيرها من المركبات العضوية المتطايرة الأخرى Volatile Organic Compounds (VOCs) في المياه بعد حرائق الغابات.

كان العلماء والباحثون يشتبهون بأن تكون أنابيب مياه الشرب البلاستيكية هي نفسها المصدر الذي انبعثت منه هذه المواد للماء ولكن كان هذا يظل مجرد فرضية لا يملك العلماء أي دليل يثبت صحتها حتى جاءت هذه الدراسة الحديثة والتي بيّنت بشكل واضح صحة هذا الادعاء.

حيث قامت مجموعة من الباحثين بتعريض عدد من أنواع الأنابيب الشائعةِ الاستعمال لدرجات حرارة عالية مماثلة للتي قد تتعرض لها عند حدوث الحرائق (200 درجة مئوية إلى 400 درجة مئوية) وهي درجات حرارة كافية لإلحاق الضرر بها دون أن تتسبب في دمارها وخرابها بشكل كامل.

وبعد ذلك قاموا بغمرها في الماء وتبريدها، فلاحظوا تسرب كميات متفاوتة من البنزين والمركبات العضوية المتطايرة الأخرى (أكثر من 100 مادة كيميائية) من 10 أنواع من تلك الأنابيب من أصل 11 نوع منها كانت تُجرَى عليها هذه التجربة.

من خلال هذه التجربة تمكن الباحثون من إثبات إمكانية تسرب مواد كيميائية سامة وضارة بالصحة من الأنابيب البلاستيكية إلى مياه الشرب عند تعرضها لدرجات حرارة عالية كالتي تحدث أثناء الحرائق الكبيرة، وبما إنه من الصعب جداً إجراء التجارب والأبحاث عند حدوث الحرائق مباشرة فإن فحص الأنابيب التالفة بعدها يمكن أن تشير إلى درجات الحرارة التي تعرضت لها وبالتالي تزويد الباحثين بفكرة عما إذا كانت هي السبب وراء زيادة مستويات هذه المواد السامة في مياه الشرب أم لا.

ومادة البنزين (البنزين الحلقي - Benzene) هو سائل عديم اللون وأبخرته شديدة الاشتعال وله رائحة قوية ونفاثة، تركيبته الكيميائية تتشكل من حلقة سداسية من الكربون والهيدروجين (C6H6). وهو إحدى مركبات الوقود المستخدم في المركبات والمحركات (الذي نسميه أيضاً البنزين مما قد يسبب التباساً في الفهم لدى البعض)، وقد اتخذت بعض الدول العديد من التدابير الجادة من أجل تقليل نسبته في الوقود المستخدم في المركبات بعد أن أثبتت الدراسات مدى سميته وتأثيره الضار على صحة الإنسان. 

ويتم استخدام البنزين والمواد الكيميائية المصنوعة منها في العديد من الصناعات الحديثة كصناعة البوليمرات والبلاستيك والمطاط وكذلك الأصباغ والمنظفات والأدوية والمبيدات الحشرية وغيرها الكثير.

ويُصَنَّف البنزين على أنه مادة مسرطنة تزيد خطر الإصابة بالسرطان والعديد من الأمراض الأخرى. حيث له تأثير ضار جداً على صحة نقي العظام (وهو المكان الذي يتم فيه أنتاج خلايا الدم) وبالتالي التسبب في حدوث العديد من الأمراض والأورام الدموية كـ فقر الدم اللاتنسجي aplastic anemia وابيضاض الدم النقوي الحاد acute myeloid leukemia ومتلازمة خلل التنسج النخاعي myelodysplastic syndrome (MDS) وابيضاض الدم اللمفاوي الحاد  acute lymphoblastic leukemia (ALL) وابيضاض الدم النقوي المزمن chronic myeloid leukemia (CML). 

كما بينت الدراسات والأبحاث وجود آثار سامة للبنزين على أعضاء الجسم المختلفة كالكبد والرئة والكلى والقلب والدماغ، وكذلك يمكن أن تتسبب في حدوث خلل في الحمض النووي والصبغيات.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن هذه المادة تتوافر أيضاً في السجائر.

وينصح المشرفون على هذا البحث بإجراء اختبارات لمياه الشرب عند نشوب الحرائق وخاصة التي تحدث بالقرب من المنازل السكنية واستبدال الأنابيب البلاستيكية المستخدمة في تزويد المنازل بمياه الشرب بأخرى معدنية مقاومة للحرارة للحد من تسرب هذه المواد منها للمياه عند تعرضها لدرجات حرارة عالية.


شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث