
أظهرت ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة eNeuro العلمية أنّ دماغ الإنسان يستجيب للحقائق والمعلومات اليقينية بشكل مختلف عن استجابته للاحتمالات والمعلومات غير اليقينية.
حيث أظهرت الدراسة التي أشرف عليها مجموعة من علماء الأعصاب أن دماغ الإنسان يستجيب للمعلومات التي يتم تقديمها على أنها حقائق ووقائع بشكل أسرع من استجابته لتلك المعلومات نفسها عندما تتم إضافة كلمات توحي باحتمالية صحتها أو عدم صحتها كـ (ربما وقد) والتي قد تسبب تأخر في معالجة الدماغ لتلك المعلومات بمقدار 200 ميللي ثانية تقريباً.
وتم الوصول إلى هذه النتائج من خلال إجراء تجارب متعددة على أشخاص تم تسميعهم مجموعة مختلفة من الجمل والعبارات المُعبَّر عنها كحقائق أو كاحتمالات، ومن أجل قياس نشاط أدمغتهم تم استخدام تقنية تخطيط الدماغ المغناطيسي magnetoencephalography (MEG) وهي تقنية ترسم خريطة النشاط العصبي عن طريق تسجيل المجالات المغناطيسية الناتجة عن التيارات الكهربائية التي تنتجها الدماغ.
وأظهرت النتائج أن العبارات التي تم تقديمها كحقائق ومعلومات يقينية لا تحتمل الشك أدّت إلى استجابة الدماغ بشكل أقوى وإلى زيادة سرعة النشاط العصبي وسرعة معالجة الدماغ للبيانات مقارنة بتلك التي تم تقديمها كعبارات غير يقينية فيها دلالات لغوية تشكك بمدى صحتها.
وتمكن الباحثون أيضاً من تحديد المناطق الدماغية التي تستجيب لهذين النوعين من الخطابات، حيث تبين أن المناطق التي تستجيب للحقائق هي المناطق الصدغية الجدارية temporoparietal area في حين أن المناطق التي تقوم بمعالجة البيانات التي تحتمل الشك هي المناطق الأمامية الإنسية frontal medial areas.
هذه النتائج تبين لنا إلى أي مدى يمكن أن تؤثر اللغة المستخدمة في تقديم المعلومات على طريقة استجابة الناس لها واهتمامهم وتأثرهم بها، وهذا يُظْهِر أهمية أن ينتبه الشخص المُقدِم للمعلومات والبيانات إلى اللغة التي يستخدمها في تقديمه لها ليوضح فحواها بكل صدق وشفافية ويُحدث الأثر المناسب على أدمغة الناس.
ومما ينبغي الحذر منه أن البعض ممن يزوّرون المعلومات وينشرون الإشاعات يحاولون تقديمها في قوالب تُوحي للآخرين بأنها حقيقية لا شكّ فيها فيؤثرون بذلك على أدمغتهم وعقولهم بشكل يدفعهم إلى تصديقها بشكل أسرع.
ويمكن الاطلاع على جميع التفاصيل المتعلقة بالبحث والتجارب التي تم إجراءها على الموقع الرسمي للمجلة من هنا.
إرسال تعليق