أمراض اللثة قد تسبب متلازمة الأيض والزهايمر وسرطان المريء والمعدة

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:دراسات وأبحاث تبين أهمية العناية بصحة الفم والأسنان واللثة في الوقاية من العديد من الأمراض كمتلازمة الأيض والزهايمر وسرطان المريء والمعدة
أمراض اللثة قد تسبب متلازمة الأيض والزهايمر وسرطان المريء والمعدة

لا تقتصر فوائد العناية المستمرة بنظافة الفم والأسنان على المنظر الجذاب والابتسامة الجميلة والتخلص من رائحة الفم الكريهة فقط، وإنما تتعداها إلى الوقاية من العديد من الأمراض والمشاكل الصحية المتعلقة بمناطق الجسم المختلفة وذلك وفقاً لما توصلت إليه الدراسات والأبحاث الطبية في السنوات الأخيرة، والتي كانت آخرها اكتشاف علاقة بين أمراض اللثة وزيادة خطر الإصابة بمتلازمة الأيض Metabolic Syndrome. 

وفي مقالنا هذا سنلقي الضوء على هذه الدراسات والأبحاث.

أمراض اللثة قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الأيض

تمكن الباحثون من تحديد آلية جديدة يمكن أن تتسبب بها أمراض اللثة Periodontal Disease في إحداث متلازمة الأيض (متلازمة التمثيل الغذائي) Metabolic Syndrome. 

ومتلازمة الأيض هي مجموعة من المشاكل التي تحدث معاً وتزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض كأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني وغيرها، وتشمل هذه المشاكل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة كمية الدهون في منطقة البطن والخصر ومستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية.

 حيث وجد باحثون من جامعة طوكيو للطب البشري وطب الأسنان Tokyo Medical and Dental University (TMDU) خلال دراستهم لمرضى تم تشخيصهم مسبقاً بمتلازمة الأيض ارتفاع مستويات الأجسام المضادة Antibody المتشكلة ضد جراثيم بورفيروموناس لثوية Porphyromonas Gingivalis المسببة لأمراض والتهابات اللثة.

وبكتيريا بورفيروموناس لثوية Porphyromonas Gingivalis، هي جراثيم تتسبب في حدوث التهابات داخل تجويف الفم، وكذلك في ازدياد مستويات الوسطاء والبروتينات الالتهابية الجهازية في مختلف أجزاء الجسم، واكتشف الباحثون أن عدوى هذه الجراثيم تسبب أيضاً اختلالاً وظيفياً في عمليات الاستقلاب والتمثيل الغذائي في العضلات الهيكلية والتي تعد من مقدمات متلازمة الأيض وذلك عن طريق إحداث تغييرات في بنية وطبيعة جراثيم الأمعاء (النبيت الجرثومي المعوي Gut Microbiome).

ونتيجة لهذه العوامل يمكن أن تؤدي الإصابة المستمرة بهذه الجراثيم إلى زيادة وزن الجسم وزيادة مقاومة الأنسولين والتي هي السمة الأساسية والمميزة لمرضى السكري من النوع الثاني فتزيد بذلك من خطر الإصابة بها وكذلك الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

حيث يساعد الأنسولين في نقل الجلوكوز من الدم إلى الأنسجة وخاصة العضلات الهيكلية التي تخزن ربع كمية الجلوكوز الذي يتم تخزينه.  ومقاومة الأنسولين تلعب دوراً هاماً في الإصابة بمتلازمة الأيض.

قام الباحثون في البداية بقياس مستويات الأجسام المضادة لبكتيريا اللثة في عينات دم المرضى الذين يعانون من متلازمة الأيض فوجدوا بذلك ارتباطاً إيجابياً بين مستويات الأجسام المضادة هذه وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين وهذا ما يعني أن هؤلاء الأشخاص من المحتمل أن يكونوا قد تعرضوا في أوقات سابقة لعدوى بكتيريا اللثة ومن ثم تكوين استجابة مناعية ضدها.

وبعد ذلك قاموا بإجراء التجارب على نموذج حيواني، حيث اعطوا الفئران التي تم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون (شرط مسبق لتطوير متلازمة التمثيل الغذائي) بكتيريا اللثة عن طريق الفم فلاحظوا تطور مقاومة الأنسولين وانخفاض امتصاص الجلوكوز وتسرب كميات من الدهون في العضلات الهيكلية لدى هذه الفئران مقارنةً بتلك التي لم تُعطى هذه البكتيريا.

أما بالنسبة لكيفية تمكن هذه البكتيريا من إحداث الالتهاب الجهازي والتسبب في متلازمة الأيض فقد ركز الباحثون على ميكروبيوم الأمعاء والتي هي شبكة من البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء حيث وجدوا حدوث اختلافات وتغييرات في بنيته لدى الفئران التي تناولت البكتيريا اللثوية.


أمراض اللثة قد تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر

وفي جانب آخر اكتشف الباحثون وجود علاقة واضحة وبينة بين أمراض اللثة ومرض الزهايمر وذلك وفقاً لدراسة نشرت في بدايات العام 2019 في مجلة Science Advances العلمية.

وجد الباحثون في جامعة بيرغن University of Bergen (UiB) أدلة على إمكانية انتقال البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة من الفم إلى الدماغ. حيث تقوم هذه البكتيريا بإنتاج بروتين يدمر الخلايا العصبية في الدماغ مما يؤدي بدوره إلى فقدان الذاكرة والإصابة في النهاية بمرض الزهايمر.

ويشير الباحثون المشرفون على الدراسة إلى أن هذه البكتيريا قد لا تكون قادرة على أن تتسبب بمرض الزهايمر لوحدها، إلا أن وجودها تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بشكل كبير، كما أنه يساهم في التطور السريع للمرض بشكل واضح.

وقد قام الباحثون بفحص 53 شخصاً مصاباً بمرض الزهايمر وتمكنوا من اكتشاف الأنزيم المدمر للخلايا العصبية الذي تفرزه هذه البكتيريا في 96% من الحالات، مما جعلهم يتفاءلون بإمكانية استخدامه كهدف جديد لأدوية معالجة الزهايمر.


أمراض اللثة قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان المريء والمعدة

وكذلك أوضحت دراسة تقدمية Prospective study نُشرت نتائجها في مجلة GUT إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان المريء وسرطان المعدة.

حيث وجد باحثون أمريكيون من كلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد Harvard T.H. Chan School of Public Health من خلال دراسة طويلة استمرت لعدة عقود وجود ارتباط بين أمراض اللثة وزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء والمعدة، ولاحظوا ازدياد هذا الخطر أيضاً في الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم سابقاً.

وقام الباحثون في هذه الدراسة بفحص العلاقة بين التاريخ المرضي لأمراض اللثة وفقدان الأسنان مع خطر الإصابة بكل من سرطان المريء وسرطان المعدة لدى 98359 امرأة (1992-2014) و49685 رجل (1998-2016).

وأظهرت النتائج أنه خلال 22 - 28 سنة من المتابعة لهؤلاء المرضى حدوث 199 حالة إصابة بسرطان المريء و238 حالة إصابة بسرطان المعدة. وارتبط التاريخ المرضي السابق بأمراض اللثة بزيادة خطر الإصابة بسرطان المري وسرطان المعدة بنسبة 43% و 52% على التوالي.

وكانت مخاطر الإصابة بسرطان المريء والمعدة أعلى أيضاً لدى الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم في وقت سابق بنسبة 42% و 33% على التوالي بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يفقدوا أسنانهم.

بالإضافة إلى ذلك ، من بين الأفراد الذين كان لديهم تاريخ مرضي سابق من أمراض اللثة، فإن عدم فقدان أي سن وفقدان سن واحد أو أكثر  كانا مرتبطين بشكل متساوٍ مع زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء بنسبة 59٪ مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم تاريخ مرضي مع أمراض اللثة ولم يفقدوا أي سن من أسنانهم. وبالمثل ، فإن نفس المجموعة من الأفراد كانت لديهم مخاطر أعلى بنسبة 50٪ و 68٪ للإصابة بسرطان المعدة ، على التوالي.


الخلاصة

صحيح إن كل ما تم ذكره هي نتائج دراسات وأبحاث تحتاج إلى المزيد من البحث والأدلة لأثبات العلاقة السببية بين نظافة الفم وأمراض اللثة وهذه الأمراض، إلا أن ذلك لا يعني إهمالنا لهذه النتائج بشكل كامل، بل على العكس من ذلك يجب علينا أن نصبح حذرين أكثر فيما يخص موضوع العناية بنظافة الفم والأسنان، ونواظب على اتباع التعليمات الطبية والإرشادات الصحية بدقة أكثر كاستخدام الفرشاة والمعجون مرتين على الأقل واستخدام خيط الأسنان مرة واحدة في اليوم.


أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقكم قلوباً مطمئنة وعقولاً سليمة وأجساماً صحية

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث