الأزمات المالية والمشاكل الاقتصادية قد تسبب آلام جسدية مستقبلية

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:دراسة جديدة تؤكد على أن الأزمات المالية والمشاكل الاقتصادية قد تؤدي إلى حدوث آلام مستقبلية وشعور بالوحدة وعدم الرغبة في الحركة وأمراض أخرى.
الأزمات المالية والمشاكل الاقتصادية قد تسبب آلام جسدية مستقبلية

جميعنا يعلم أن الأزمات المالية والمشاكل الاقتصادية قد تسبب انهيارات عصبية ونوبات قلبية وغيرها من المشاكل الصحية الآنية، ولكن ما لا نعلمه هو أنّ تأثير هذه المشاكل المالية لا تنتهي بمجرد تجاوزها والسيطرة عليها، وإنما قد تمتد وتظهر بعد ثلاثين سنة على شكل آلام جسدية وشعور بالوحدة ونشاط البدني محدود وغيرها.

هذا ما كشفته دراسة جديدة تم اجراءها من قبل علماء في جامعة جورجيا University of Georgia ونُشرت نتائجها في مجلة Stress & Health، والتي تم فيها دراسة ومتابعة بيانات ومعلومات 500 عائلة ريفية لمدة 27 سنة كانوا قد عانوا من مشاكل مالية في أواخر الثمانينات بسبب أزمة اقتصادية، ويبلغ عمر معظم أفراد هذه العوائل الآن أكثر من 65 عام.

حيث اهتم العلماء المشرفون على البحث بدراسة تأثير الظروف الحياتية والضغوط النفسية التي تعانيها الأُسِر على الصحة العقلية والنفسية والجسدية لأفرادها، وفي بحثهم هذا ركزوا على المشاكل المالية والظروف الاقتصادية وعلاقتها بالآلام الجسدية.

فوجد الباحثون صلة وثيقة بين الضائقة المالية للأسرة في أوائل التسعينيات والألم الجسدي بعد ثلاثة عقود تقريباً، وذلك بعد أخذ العوامل المؤثرة الأخرى كالأمراض الجسدية ودخل الأسرة والعمر بعين الاعتبار.

ويعتقد الباحثون أن الألم الجسدي هو حالة حيوية ونفسية وإجتماعية، وتشير الدراسة إلى أن التجارب الصعبة والمشاكل الحياتية المجهدة مثل الأزمات المالية تؤدي إلى استنزاف مشاعر وحاجّات نفسية كالشعور بالسيطرة، والتي تحفز بدورها مناطق في الدماغ حساسة للتوتر وبالتالي التسبب في حدوث عمليات فيزيولوجية ومرضية وعصبية تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية مثل الألم الجسدي والشعور بالوحدة والنشاط البدني المحدود وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومما يزيد الأمر سوءاً إن العلاقة بين الأمرين هي عبارة عن حلقة مفرغة تؤدي كل منها إلى الأخرى، فالضغوطات الاقتصادية والمشاكل المالية قد تتسبب في حدوث الألم الجسدي والمشاكل الصحية الأخرى، وهذه الأخيرة بدورها قد تسبب مشاكل مالية بسبب تكاليف الرعاية الصحية التي قد يُحتاج إليها.

هذه الدراسة وغيرها مهمة جداً في تأكيد تأثير الضغط والقلق النفسي على صحة الإنسان النفسية والعقلية والجسدية، وهذا يدفعنا إلى محاولة مراقبة مشاعرنا وعواطفنا، والتحكم بما يمكننا السيطرة عليه مما له تأثير سلبي على ذواتنا، وعدم التأثر قدر الإمكان بما هو خارج نطاق سيطرتنا الشخصية. ويَفرض علينا إعادة التفكير في نظرتنا لكل الأمور المادية المحيطة بنا ومدى سماحنا لها بالتأثير على حياتنا ومشاعرنا.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث