كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL (الكوليسترول الجيد): ما له وما عليه

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:ما هو الكوليسترول الجيد HDL وما المستويات الطبيعية له وكيف يمكن رفع مستويات الكوليسترول الجيد HDL وهل ارتفاع مستوياتها فقط كافٍ للوقاية من الأمراض.
كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL (الكوليسترول الجيد): ما له وما عليه

الكوليسترول هو عبارة عن مواد شبيهة بالدهون يستخدمها الجسم في بناء الخلايا وإصلاحها، وفي تركيب بعض الهرمونات ومكونات الجسم الأخرى كالفيتامين د والأحماض الصفراوية، فهي إذاً مواد ضرورية لاستمرار عمل الجسم بشكل صحيح، ولكن بشرط بقائها ضمن الحدود الطبيعية المسموح بها وذلك لأن ارتفاع مستويات السيء منها وانخفاض مستويات الحميد منها في الدم تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 

ويحصل الإنسان على الكوليسترول من مصدرين رئيسيين: عن طريق تركيبها في الكبد أو عن طريق تناول الأطعمة المختلفة المحتوية عليها، حيث يوجد بكميات عالية في المنتجات الحيوانية كاللحوم والألبان والبيض، في حين لا تكون موجودة في الخضروات والفواكه والحبوب.

والكوليسترول ينتقل من الكبد إلى الخلايا ليتم استخدامها والاستفادة منها، وكذلك من الخلايا إلى الكبد ليتم إعادة استخدامها أو التخلص من المستويات الزائدة منها، وهذا الانتقال يتم عن طريق الدم. ولكن وبما أن الكوليسترول لا يذوب في الدم فلكي يستطيع الانتقال من مكان لآخر يحتاج إلى أن يرتبط ببروتينات ناقلة تسمى بالبروتينات الدهنية Lipoprotein، وتوجد منها نوعين أساسيين يُصنَّف على أساسها الكوليسترول إلى نوعَيْه الرئيسيين وهما: 

كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة - High-Density Lipoprotein - HDL

وهو النوع الذي يُعرَف أيضاً باسم الكوليسترول الجيد أو النافع أو المفيد وذلك لأنه يساعد في تخليص الأنسجة والأوعية الدموية من الكميات الزائدة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL (الكوليسترول الضار) وذلك بنقله إلى الكبد حيث يتم استقلابه ليتم إعادة استخدامه أو التخلص منه، كما أنه له دور هام جداً في بناء الخلايا وتصليح جدران الأوعية الدموية التالفة (حيث يعد تلف جدران الأوعية الدموية الخطوة الأولى في عملية تصلب الشرايين والتي تؤدي فيما بعد إلى انسداد الأوعية وحدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية)، بالإضافة إلى هذا كله له وظائف أخرى ككونها مضاد للأكسدة والالتهاب.

وقد ارتبطت المستويات المناسبة من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة - Low-Density Lipoprotein - LDL

وهو الشكل الأكثر تواجداً في الدم، وهو يُعرَف أيضاً باسم الكوليسترول السيء أو الضار أو المؤذي وذلك لأن المستويات المرتفعة منه تلتصق بجدران الأوعية الدموية وتتراكم عليها وتشكل ما يسمى باللويحات والتي تكبر رويداً رويداً بانضمام المزيد من الكوليسترول والمواد الأخرى إليها حتى تتسبب في انسداد الأوعية الدموية بشكل كامل أو جزئي مما يؤثر بشكل سلبي على تدفق الدماء فيها، وهذا الأمر إذا حصل في الأوعية الدموية المغذية لعضلة القلب تؤدي إلى حدوث ما يسمى بالنوبة القلبية، أما إذا حصل في الأوعية الدموية الدماغية فيؤدي إلى حدوث ما يسمى بالسكتة الدماغية. 

وهنا في مقالنا هذا سنتحدث عن النوع الأول منه وهو كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL بشكل مفصل وسنترك الحديث عن النوع الثاني إلى مقالات أخرى إن شاء الله.

الحدود الطبيعية لمستويات الكوليسترول الجيد في الدم

يعد قياس مستويات الكوليسترول والدهون في الدم من المؤشرات والمعايير الهامة جداً التي يتم متابعتها لتقييم صحة الجسم بشكل عام وصحة القلب والأوعية الدموية بشكل خاص.

المعدلات الطبيعية من مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL هي وفق الشكل التالي: 

  • عرضة للخطر: الرجال أقل من 40 ملغم/دل، النساء أقل من 50 ملغم/دل، 
  • المستوى المرغوب فيه: الرجال 60 ملغم/دل أو أكثر، النساء 60 ملغم/دل أو أكثر.

أعراض ارتفاع الكوليسترول السيء أو انخفاض الكوليسترول الجيد

ارتفاع مستويات الكوليسترول السيء أو انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد في الدم ليس له أعراض خاصة قد توحي به، وإنما يكون إجراء اختبار الدم هو الطريقة الوحيدة للكشف عن ذلك.

العوامل المؤثرة في مستويات الكوليسترول الجيد

هناك العديد من العوامل التي يمكنها أن تؤثر على مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة وعلى كفاءته الوظيفية، وبعض هذه العوامل يكون من الصعب السيطرة عليها والتحكم بها ولعل من أهمها الوراثة والتكوين الجيني للإنسان، فإن بعض العوامل الوراثية قد تُصعِّب من عملية السيطرة على مستويات الكوليسترول بشكل عام والكوليسترول الضار بشكل خاص، فبعض العوامل الوراثية قد تزيد من قدرة الجسم والكبد على انتاج الكوليسترول الضار وبالتالي التسبب في ارتفاع مستوياته.

أما القسم الآخر والأكثر تأثيراً والذي يمكن السيطرة عليه والتحكم به تتلخص في الأمور التالية:

الوزن الزائد

الوزن الزائد له تأثر سلبي كبير على صحة الإنسان بجوانبها المختلفة، ومن هذه الجوانب التي يؤثر عليها ويتسبب من خلالها في حدوث أمراض خطيرة ومميتة هو مستويات الكوليسترول في الدم، فإن الوزن الزائد يعد أحد الأسباب الرئيسية في انخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL وارتفاع مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول السيء) LDL.

وقد وجدت العديد من الدراسات أن فقدان الوزن الزائد (بغض النظر عن الطريقة المتبعة في ذلك) يزيد من مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة. ففي دراسة تم فيها متابعة 3000 شخص بالغ ياباني يعانون من السمنة وجد الباحثون أن فقدان 1-3% من وزن الجسم أدى إلى زيادات كبيرة في مستويات الكوليسترول الجيد.

النشاط البدني وممارسة الرياضة

زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام من العوامل المهمة المؤثرة على صحة الجسم بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص، فهي تساعد على بقاء وزن الجسم ضمن الحدود الطبيعية من جهة، وتؤثر على بعض العمليات الحيوية ومكونات الجسم بشكل مباشر من جهة أخرى.

فقد أظهرت العديد من الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها دور فعال في زيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL ولا سيما التمارين الرياضية عالية الشدة. بالإضافة إلى هذا فإن النشاط البدني المتزايد يساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ وهو أكثر أنواع الدهون شيوعاً في جسم الإنسان. ووفقاً لبعض الباحثين يمكن ملاحظة فوائد هذا الأمر بعد مرور أقل من 60 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة كل أسبوع.

الغذاء

الغذاء يعد أحد أكثر العوامل المؤثرة في صحة أجسامنا وعلى مستويات الهرمونات والمواد الجيدة والسيئة فيها، وهنا نذكر بعض الأمور المتعلقة بجانب التغذية والتي من شأنها المساعدة في السيطرة على مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL:

استهلاك زيت الزيتون

حيث يعد زيت الزيتون أكثر الدهون والزيوت الصحية المتوفرة وأهم مصدر من مصادر الدهون الأحادية غير المشبعة والتي يُعتقد أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. 

وقد أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أن أحد أهم الآثار الصحية لزيت الزيتون على صحة القلب هو زيادة نسبة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL ورفع كفاءته وتحسين قدراته الوظيفية المضادة للأكسدة والالتهابات، وكذلك المتمثلة في نقل الكوليسترول السيء من الأعضاء والأوعية الدموية إلى الكبد ليتم استخدامه أو التخلص منه، ويُعتقد أن هذا التأثير يكون ناتجاً عما تحتويه زيت الزيتون من مضادات الأكسدة التي تسمى بالبوليفينولات polyphenols. 

ولضمان الحصول على الفوائد العديدة لزيت الزيتون يفضل دائماً اختيار زيوت الزيتون البكر عالية الجودة والمُراقَبة من قبل المؤسسات الغذائية والصحية.

اتباع نظام غذائي فقير بالكربوهيدرات ولا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو مقاومة الأنسولين أو السكري

حيث وجدت العديد من الدراسات أن اتباع نظام غذائي فقير بالكربوهيدرات يزيد من مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري أو من مقاومة الأنسولين، هذا بالإضافة إلى فوائدها الأخرى الكامنة في فقد الوزن وخفض مستويات السكر في الدم وكذلك خفض مستويات الدهون الثلاثية وغيرها من عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ففي دراسة قسّم الباحثون مجموعة من الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني إلى مجموعتين، اتبعت إحداها نظاماً غذائياً يحتوي على أقل من 50 غراماً من الكربوهيدرات يومياً واتبعت الأخرى نظام غذائي غني بالكربوهيدرات، فوجد الباحثون أنه على الرغم من أن كلتا المجموعتين فقدتا الوزن إلا أن مستويات الكوليسترول الحميد كانت قد ازدادت أكثر لدى أشخاص المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي الفقير بالكربوهيدرات.

تناول الأسماك الدهنية

في دراسة أُجريَت في جامعة إيسترن فنلندا University of Eastern Finland نُشرَت نتائجها عام 2014 في مجلة PLOS ONE تبين أن زيادة تناول الأسماك الدهنية بشكل منتظم يساهم في رفع مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة وكذلك تحسِّن عملها وقدرتها على أداء وظائفها، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين زادوا تناولهم للأسماك الدهنية (مثل السلمون وتراوت قوس قزح والرنجة) إلى ما لا يقل عن 3 إلى 4 وجبات أسبوعية كان لديهم مستويات أعلى من جزيئات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL الكبيرة الحجم (أي الفعالة في نقل الكوليسترول السيء LDL من الأنسجة والشرايين إلى الكبد) بالمقارنة مع أولئك الذين يتناولون الأسماك بشكل أقل تكراراً.

وأكدت دراسة أخرى نُشِرت عام 2018 في مجلة Molecular Nutrition & Food Research هذا الدور الإيجابي لتناول الأسماك الدهنية 3 أو 4 مرات في الأسبوع على مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة وفعاليته.

تناول اللوز

وفقاً لدراسة نُشرت نتائجها عام 2017 في مجلة التغذية The Journal Of Nutrition وجد الباحثون أن تناول اللوز بشكل منتظم قد يساعد في زيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL في الدم ورفع كفاءته في أداء وظيفته التي تتمثل في جمع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL ونقله إلى الكبد ليتم تفتيته والتخلص منه، حيث أجُري البحث على 48 رجل وامرأة تناول كل منهم 43 غراماً (حفنة) من اللوز خلال اليوم.

وقد كانت دراسات سابقة أخرى قد أكدت الدور الإيجابي لتناول اللوز بشكل منتظم في خفض مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).

الإقلاع عن التدخين

 يعد التدخين عامل خطر هام للإصابة بالعديد من المشاكل والأمراض الصحية وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة. وأحد أهم الآثار السيئة للتدخين هو تأثيره السلبي على مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) HDL وعلى كفاءته وقدرته في أداء وظائفه بفعالية ولا سيما لدى النساء، بالإضافة إلى هذا فإن التدخين يزيد من مستويات الكوليسترول السيء والدهون الثلاثية. 

وقد وجدت العديد من الدراسات أن الاقلاع عن التدخين يزيد من مستويات الكوليسترول الجيد في الدم ويرفع من كفاءته الوظيفية، حتى تلك الدراسات التي لم يلحظ فيها الباحثون ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيد أكدت أن الاقلاع عن التدخين يُحسِّن من وظيفة الكوليسترول الجيد المضادة للالتهاب والأكسدة.

استنشاق انبعاثات السيارات والهواء الملوث

ومن الأسباب الأخرى التي قد تؤثر على مستويات الكوليسترول الجيد هو استنشاق انبعاثات السيارات والهواء الملوث، ففي دراسة تم اجراءها على الفئران ونُشِرت نتائجها عام 2013 في النسخة الإلكترونية من مجلة Arteriosclerosis ، Thrombosis and Vascular Biology وجد باحثون أكاديميون أن استنشاق انبعاثات السيارات والهواء الملوث يؤدي إلى حدوث تغييرات في كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL مما يغير خصائصه الوقائية للقلب والأوعية الدموية ويحوله من "كوليسترول جيد" إلى "كوليسترول ضار" يساهم في انسداد الشرايين (حيث فقدت قدرتها على القيام بوظيفتها في حماية الجسم من تأثير كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة بشكل فعال).

الأدوية

لم يتم حتى الآن إثبات فعالية أي دواء في رفع مستويات الكوليسترول الجيد بكفاءة   عالية وبشكل يقي من حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وحتى لو وُجِدت بعض الأدوية القادرة على رفع مستويات هذا الكوليسترول فإن الدراسات حتى الآن تؤكد أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكوليسترول الجيد بشكل طبيعي ودون تدخل دوائي هم الذين يكونون أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولم يتم التأكد مما إذا كان هذا الأمر ينطبق كذلك على من يرفعون مستويات الكوليسترول الجيد في أجسامهم بواسطة الأدوية أم لا.

بالرغم من هذا فأنه هناك العديد من الأدوية الأخرى التي تُستَخدَم في علاج أمراض مختلفة والتي تتسبب في انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد HDL لدى بعض الأشخاص ونحصي منها:

  • حاصرات بيتا وهو نوع من الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • الستيروئيدات الابتنائية Anabolic steroids بما في ذلك هرمون التستوستيرون (وهو هرمون الذكورة).
  • البروجستين، وهي هرمونات أنثوية موجودة في بعض حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة.
  • البنزوديازيبينات وهي مهدئات تستخدم غالباً لعلاج القلق والأرق.

ولا ينصح أي شخص بترك أي دواء من الأدوية المذكورة في الأعلى والتي كان قد بدأ بتناولها بوصفة طبية، وإنما يجب عليه مراجعة طبيبه المختص إن أرد ذلك واستشارته، مع العلم أن جميع الأطباء يعطون الأدوية بناءً على إجراء مقارنة بين الفوائد والأضرار الناتجة عنها.

الزيادة المفرطة كذلك قد تكون ضارة

وكما يُقال في الأمثال العامية (كل شيء زاد عن حده انقلب ضده) يبدو أن هذا ينطبق على مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) أيضاً، فقد وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية للغاية من البروتين الدهني عالي الكثافة - أكثر من 100 ملغم/دل (2.5 مللي مول/لتر) - يكونون أيضاً معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ففي دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة بيتسبرغ University of Pittsburgh Graduate School of Public Health على 658 رجل وامرأة مصابين بمرض السكري من النوع الأول وجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كانت مرتفعة لدى كل الرجال والنساء الذين كانت لديهم مستويات منخفضة من HDL (أقل من 47.5 ملجم/ديسيلتر). ووجدا انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد انخفضت مع ارتفاع مستويات HDL لدى كل من الرجال والنساء باستثناء النساء اللواتي كانت مستويات HDL لديهم عالية جداً (أي فوق 80 ملجم/ديسيلتر)، حيث ازدادت لديهم معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير (ولم يتمكن الباحثون من تأكيد حدوث الأمر نفسه عند الرجال من عدمه وذلك بسبب قلة أعداد المشاركين من الرجال ممن كانت لديهم مستويات HDL أعلى من 80 ملجم/ديسيلتر).

وكذلك في دراسة أخرى نشرت عام 2016 في المجلة السريرية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى Clinical Journal of the American Society of Nephrology وجد الباحثون أنه بالإضافة إلى المستويات المنخفضة من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL فإن المستويات العالية جداً منه كذلك تزيد من خطر الوفاة المبكرة، في حين إن المستويات المعتدلة منه قد تكون مرتبطة بطول العمر.

هذه الدراسات وغيرها تؤكد لنا أن بقاء مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الجيد) HDL ضمن حدود طبيعية غير منخفضة ولا مرتفعة بشدة له تأثير إيجابي أفضل على صحة الجسم وفي الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

المستويات العالية من HDL قد لا تكون كافية لوحدها

في دراسة نُشرت نتائجها عام 2016 في مجلة Circulation: Cardiovascular Quality and Outcome والتي تم فيها متابعة 3590 رجل وامرأة غير مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية لمدة 25 عاماً (ما بين عامي 1987 و 2011) وجد الباحثون أن التأثيرات الوقائية للمستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة مرتبطة بشكل وثيق بمستويات الدهون الثلاثية وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.

حيث وجد الباحثون المشروفون على الدراسة أنه إذا لم تكن مستويات هاتين الأخيرتين ضمن الحدود الطبيعية قد لا يكون للمستويات العالية من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL أيّة وظيفة وقائية. حيث أكدوا بأنه يجب التركيز على خفض مستويات كل من الدهون الثلاثية وكوليسترول بروتين الدهني منخفض الكثافة قبل التركيز على رفع مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة. وذلك لأنه لم يترافق ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيد مع انخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية بوجود مستويات دهون ثلاثية وكوليسترول سيء أعلى من 100 ملجم/ديسيلتر.

وهذا الأمر هو الذي يدفع الأطباء إلى إعطاء الأولوية لخفض مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة والدهون الثلاثية في حال كان ارتفاعها مترافقاً مع انخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث