تمارين المقاومة (تمارين القوة) يمكنها أن تساعدك على حرق الدهون

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:دراسة حديثة تؤكد قدرة تمارين المقاومة أو تمارين القوة على حرق الدهون وإنقاص الوزن الضار.
تمارين المقاومة (تمارين القوة) يمكنها أن تساعدك على حرق الدهون

تمارين القوة أو ما يُعرَف أيضاً بتمارين التحمل أو المقاومة هي من التمارين المهمة التي تساعد في زيادة لياقة الجسم والمحافظة عليه، وفي تحسين الكتلة العضلية ودعم الوظائف الفيزيولوجية المختلفة، والمبدأ الأساسي لهذه التمارين هو استخدام مقاومة أو ثقل من أجل تحفيز تقلص العضلات الهيكلية مما يزيد من قوتها وحجمها وتحملها.

هذه النوعية من التمارين ربما يتجنبها الكثير من الناس وذلك بسبب بعض المعلومات المغلوطة الشائعة المتعلقة بها، والتي من أهمها الاعتقاد بأن الهدف منها هو زيادة الكتلة العضلية وبنائها فقط، دون أن يكون لها أي تأثيرٍ على وزن الجسم والتخلص من الكتلة الدهنية الزائدة (والتي يظن الناس بأن تمارين الكارديو أو الهوائية فقط هي التي تساعد على ذلك).

هذه الفكرة منتشرة بين الناس بشكل كبير، حتى بين المتمرسين والمختصين في المجال الرياضي، ولعل السبب الأهم الذي يكمن وراء ذلك هو أن الممارسين لتمارين القوة لا يلحظون حدوث فرق في وزن الجسم قبل وبعد ممارسة تلك التمارين رغم حدوث تغيرات في شكل الجسم وبنية عضلاته، فيظنون أنها لا تملك أي تأثير على كتلة الجسم الدهنية وأنه يجب أن يتم ممارستها من قبل من يرغبون في بناء أجسامهم وزيادة كتلة عضلاتهم فقط. 

وقد ركزت العديد من الدراسات على هذه الفكرة، وحاول العديد من الباحثين التأكد من مدى صحتها، ولكن معظم هؤلاء كانوا غالباً ما يواجهون في أبحاثهم ودراساتهم مجموعة من المشاكل والصعوبات التي منعتهم من التوصل إلى نتيجة نهائية وحاسمة فيما يخص ذلك، ولعل من أهم تلك المشاكل هو قلة عدد المشاركين فيها، الراغبين والقادرين على الالتزام ببرنامج رياضي يتم تحديده من قبل المشرفين على الدراسة لفترة من الوقت، وهذا بالتأكيد أثَّرَ بشكل سلبي على نتائج الدراسات، وعلى مدى القدرة على اعتمادها وتعميمها.

ولكن مراجعة منهجية جديدة قائمة على طريقة التحليل التلوي (التحليل التجميعي أو البعدي Meta-Analysis) تم عملها من قبل جامعة نيو ساوث ويلز UNSW الاسترالية ونشرت نتائجها في مجلة الطب الرياضي Sport Medicine، تمكنت من أن تحدد العلاقة بين تمارين القوة وكتلة الجسم الدهنية، وذلك من خلال دراسة ومراجعة 58 ورقة بحثية سابقة، استخدمت أشكالاً عالية الدقة لقياس كتلة الدهون في الجسم من أجل تقييم نتائج برامج تمارين القوة التي ألزمت المشاركين بها، والذين كان مجموعهم 3000 مشارك، لم يكن لديهم أي تجربة وخبرة سابقة مع تمارين التحمل.

والتحليل البعدي (التلوي أو التجميعي Meta-Analysis)، هو نوع من المراجعات والدراسات المنهجية التي يتم فيها تطبيق الطرق والأساليب الإحصائية المتنوعة على نتائج دراسات وأبحاث مختلفة بهدف الوصول إلى إيجاد علاقة مشتركة فيما بينها والحصول على نتائج ذات قوة إحصائية أكبر.

وقد توصل الباحثون المشرفون على الدراسة إلى نتيجة مفادها أن تمارين القوة بمفردها دون اتباع نظام غذائي محدد أو ممارسة تمارين الكارديو أو الهوائية معها كانت لها القدرة على إفقاد حوالي 1.4% من كتلة الجسم الدهنية للمشاركين، وهو ما يشبه مقدار ما يكن خسارته من خلال ممارسة تمارين الكارديو أو التمارين الهوائية.

فبينما كان من الصعب الاعتماد على نتائج الدراسات والأبحاث السابقة المتعلقة بالموضوع كلٍ على حِدا، فإن هذه الدراسة بتجميعها وتحليلها لنتائج كل تلك الدراسات والأبحاث تمكنت من إزالة اللبس المحيط بهذه الفكرة، ومن إثبات قدرة تمارين القوة في المساعدة على فقدان الكتلة الدهنية الزائدة في الجسم.

أما فيما يتعلق بوزن الجسم، فالدراسة تلفت النظر إلى أن الأمر المهم الذي يجب التركيز عليه من أجل تقييم هذه التمارين هو كتلة الدهون في الجسم وليس فقط وزن الجسم الكلي، وذلك لأن تمارين القوة تساعد على بناء كتلة عضلية تمثل بدورها وزناً إضافياً إلى جانب حرقها للدهون والذي يمثل بدوره فقداناً للوزن، مما يصعّب على الممارس لها قدرته على تقييم وزنه، وذلك لأنه سيجد على الميزان التقليدي وكأن شيئاً لم يتغير، بل قد يجد إنه ازداد وزناً، رغم أنه في الحقيقة خسر بعض من كتلته الدهنية الضارة بالصحة ولكنه اكتسب في الوقت ذاتية كتلة عضلية مفيدة ومهمة لصحة الجسم.

فآلات قياس الوزن المنتشرة لا تستطيع التفريق بين كتلة الجسم الدهنية وغير الدهنية مثل السوائل والعظام والعضلات، فبممارسة التمارين الهوائية أو تمارين الكارديو غالباً لا نطور أي كتلة عضلية، وإنما نحسن من صحة الجهاز التنفسي والدوراني، ونتحصل على فوائد أخرى إلى جانب فقدان الوزن وخسارة الدهون، والذي يظهر واضحاً عندما نصعد على الميزان، في حين أننا في تمارين القوة نطور كتلة عضلية تؤثر على وزن الجسم الكلي، وإذا ما علمنا إن العضلات تكون أثقل وزناً من الدهون فهذا سيوضح لنا بشكل كبير سبب عدم فقداننا للوزن بممارسة هذا النوع من التمارين.

ومما يزيد الثقة في النتيجة التي توصلت إليها هذه الدراسة هو تركيزها على الأبحاث والدراسات التي استخدمت طرق وأساليب عالية الدقة لقياس نسبة الدهون في الجسم وفصلها عن كتلة باقي الأجزاء الخالية من الدهون مثل فحص كثافة العظام (DEXA , DXA)، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI والطبقي المحوري المحوسب CT.

ولكن مما يعيب هذه الدراسة هو عدم إظهارها لتأثير المتغيرات المختلفة على نسبة فقدان الوزن وخسارة الكتلة الدهنية عند ممارسة تمارين القوة، مثل مدة التمارين أو كثافتها أو عدد تكراراتها أو الوزن الذي يُعمَل عليه، إلا أن الباحثين أقرّوا بأنهم يعزمون التحقق من ذلك في دراسات لاحقة. 

هذه النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة ستكون دافعاً للكثير من الناس للإقبال على ممارسة تمارين المقاومة والتحمل بعد تأكدهم من قدرتها على تخليصهم من كتلتهم الدهنية الزائدة إلى جانب الفوائد الكثيرة الأخرى التي لا تقدمها الأنواع الأخرى من التمارين الرياضية، مثل تحسين كثافة المعادن في العظام، وتحسين كتلة الجسم الخالية من الدهون، وزيادة كتلة العضلات وقوتها وتحسين قدرتها على التحمل.

وهنا سيتوجب عليهم ألّا يركزوا كثيراً على الرقم الذي يظهر على الموازين المنزلية والعادية لأنها لن تقدم لهم كل النتائج التي تبين لهم مدى استفادتهم من تلك التمارين، وبدلاً من ذلك عليهم التركيز على شكل الجسم الكلي ومدى تناسقه ورشاقته بالإضافة إلى صحة الجسم العامة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث