متلازمة الإهمال: أن تعيش بنصف جسمك في نصف بيئتك

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:ما هي متلازمة الإهمال النصفي وما أسبابها وما هي أعراضها وكيف يتم كشفها وتشخيصها وهل هناك علاج لها؟ كل ما قد ترغب بمعرفته عن متلازمة الإهمال

متلازمة الإهمال Neglect Syndrome، أو ما يسمى أيضاً بمتلازمة الإهمال النصفي، حالة نادرة وغريبة جداً، لا يمكن لأحد أن يتخيل وجودها في عالم الحقيقة، ولا يمكن لعقلٍ أن يصدق ما فيها من أعراض وظواهر.

فما هي متلازمة الإهمال؟ وما هي أعراضها؟ وكيف يتم تشخيصها؟ وهل من علاجٍ لها؟

كل هذا نبحثه في هذه المقالة التفصيلية والموثوقة عن متلازمة الإهمال النصفي، فتابع القراءة لتعرف المزيد.

متلازمة الإهمال النصفي

سيناريو تخيلي حول متلازمة الإهمال النصفي

عندما تدخل الممرضة للغرفة تندهش من رؤية المريض مسطحاً على الأرض، في حالةٍ من الخوف والذعر، رافضاً العودة إلى سريره.

وعندما تستفسر من المريض عمّا حدث، يدّعي المريض بأنه عندما يستيقظ صباحاً يجد ساق شخص آخر في سريره، واصفاً تلك الساق بأنها ساقٌ ضخمة وقاسية تُشعره بالاشمئزاز.

عندما تحاول الممرضة أن تحدّثه عن تلك الساق، وتوضح له الأمر يبدأ بالغضب والقلق، ويفقد أعصابه تماماً، ويصف تلك الساق بأنها شيء مخيف ومقرف.

في النهاية عندما تنجح الممرضة بإقناعه بالنهوض إلى سريريه تسأله سؤالاً أخيراً قائلة: إذا لم تكن تلك الساق التي تتحدث عنها ساقك اليسرى، فأين هي إذا ساقك اليسرى؟

يجيبها المريض بكل ثقة: بأنه لا يملك أي فكرة عن مكانها، فهي قد اختفت ولم يعد لها وجود.

هذا سيناريوا بسيط يمكنك أن تتخيله لتعرف كيف يمكن أن يكون حالة المريض المصاب بمتلازمة الإهمال.

ولا تظن أن هذا كل شيء، ولا تندهش إن قلت لك أن هذه قد تكون أبسط حالة في متلازمة الإهمال.

معجزة العقل البشري

إن مخ الإنسان يعد من أعقد أعضائه على الإطلاق، وما نعرفه اليوم عنه لا يشكل سوى جزء يسير جداً مما يخصه، فهو معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى، ومهما تعمقنا فيه وسبرنا أغواره سنظل بحاجة للمزيد والمزيد.

فكل اكتشاف جديد متعلق بدماغ الإنسان نحتاج لفهمه إلى اكتشاف آخر، والاكتشاف الآخر بدوره يظل ناقصاً حتى يكمله اكتشاف آخر، ونظل هكذا دون أن نصل إلى نهاية الطريق في رحلة اكتشاف هذه المعجزة.

ومما يميز الدماغ البشري عن باقي الأعضاء هو إن كل بقعة وذرة منه تختص في أداء وظائف ومهام محددة، وأي ضرر في أيّ جزء منه لا بدّ وأن يؤثر على الإنسان فوراً.

والأمراض التي تنتج عن تعطل وظائف أجزاء الدماغ المختلفة تمتلك نفس الدرجة من التعقيد، فكل مرض نكتشفه يكون أغرب من الآخر، وأعراضه تكون أعقد من أعراض سابقته.

وهنا سنبحث واحدة من أغرب هذه الأمراض التي تثير الكثير من الاستغراب بأعراضها وخصائصها، التي لا يمكن أن يتصورها إنسان.

ما هي متلازمة الإهمال Neglect Syndrome؟

قبل أن نعرّف متلازمة الإهمال دعونا نتعرف أولاً على ظاهرة الإهمال.

فالإهمال أو اللامبالاة أو عدم الاهتمام، سمِّها ما شئت، هي في الحقيقة ظاهرة طبيعية بل وحتى مهمة بالنسبة لنا نحن البشر، وذلك لكي نتمكن من التركيز على الأمور المهمة التي بين يدينا، وتجاهل ما سواها مما قد يشغلنا عمّا نحن فيه.

فنحن عندما نقود السيارة مثلاً ليس من المنطقي والمفيد لنا أن نتمكن من التركيز على كل ما نمر به على جانبي الطريق، فذلك سيشوش تفكيرنا ويتسبب في حوادث كثيرة نحن في غنى عنها.

وكذلك عندما نحاول أن ندرس ونندمج في ما نحن بصدد دراسته، فإننا لا ندرك الأصوات غير الهامة التي تأتي من البيئة المحيطة بنا فنتمكن بذلك من الدراسة بفعالية أكبر.

وهناك الكثير من الأمثلة عن الإهمال الطبيعي الذي نستخدمه بشكل كثير في حياتنا اليومية، ولكن ما يجب أن نعرفه هنا هو إن هذا الإهمال لكي يكون مفيداً يجب أن يكون ضمن الحدود الطبيعية، وإلا فسيتحول إلى حالة مرضية تسبب لنا المشاكل والمخاطر وهذا ما يحدث في متلازمة الإهمال.

فمتلازمة الإهمال Neglect Syndrome هي حالة مرضية يضعف فيها قدرة المريض على التركيز على نصف جسمه ونصف البيئة المحيطة به، أي يهمل الشخص بشكل لا إرادي نصف جسمه ونصف البيئة المحيطة به.

وقد يكون هذا النصف هو النصف الأيمن أو الأيسر، ولكنه غالباً ما يكون الأيسر عند معظم المرضى، وذلك لأن متلازمة الإهمال تظهر بشكل أساسي نتيجة حدوث ضرر في مناطق الفص الصدغي من الدماغParietal Lobe بعد التعرض لسكتة دماغية.

وهي تكون شائعة أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون من سكتة دماغية في نصف الكرة المخية الأيمن بالمقارنة مع الذين يعانون من سكتة دماغية في نصف الكرة المخية الأيسر.

وكما نعلم كل نصف كرة مخية تكون مسؤولة عن معظم وظائف الجانب المعاكس له من الجسم، وهذا ما يفسر لنا سبب كون الجانب الأيسر هو النصف الأكثر تأثراً في متلازمة الإهمال.

أما السبب الذي يجعل متلازمة الإهمال تظهر بشكل أكثر لدى الأشخاص الذين يتعرضون لسكتة دماغية في نصف الكرة الأيمن، فيعتقد الباحثون بأنّ الدماغ الأيمن لديه القدرة على أداء الوظائف التي يتم فقدها عند تعرض نصف الكرة المخية الأيسر لسكتة دماغية، أي أنه يكون قادراً على تعويض بعض ما يتم فقدانه، في حين إن الدماغ الأيسر ليس لديه القدرة على تعويض ذلك عند تعرض نصف الكرة المخية الأيمن لسكتة دماغية.

ما هي أعراض متلازمة الإهمال؟

أعراض هذا المرض ومظاهره تكون مختلفة من حيث الطبيعة والشدة من مريض لآخر، حيث لا يُظِهر جميع المصابين جميع سمات ومظاهر المرض بالشكل والشدة نفسها.

فقد يعاني بعض مرضى متلازمة الإهمال من إهمالٍ حركي (Motor Neglect)فقط، لا يتمكن فيه المريض من تحريك الجانب المتأثر من جسمه بشكل مناسب رغم سلامة المسالك العصبية العضلية لديه.

فلا يستطيع مثلاً أن يُصَفِّق بكلتا اليدين، أو قد يفعل ذلك بصعوبة شديدة، ولا يستطيع أن يقوم بأداء مهامه اليومية كالأكل والشرب بيده الموجود في الطرف المهمَل.

وقد يعني مريض متلازمة الإهمال من إهمال حسي (Sensory Neglect)فقط، لا يدرك ولا يستجيب فيه المريض للمدخلات والمؤثرات والمحفزات القادمة من أعضاء الحس في ذلك الجانب من الجسم، كالمدخلات البصرية أو السمعية أو اللمسية أو الشمية، وذلك رغم سلامة أعضاء الحس ومسالكها العصبية من أي خلل.

فلا يأكل المريض سوى من نصف الطبق الذي أمامه، ولا يرتب سوى نصف طاولة العمل الخاصة به، ولا يتكلم مع الأشخاص الموجودين في الطرف المهمل لديه.

وإذا ما حاولت إخباره بشيء سريٍّ في أذنه الموجودة في ذلك الطرف فلن يتفاعل معك وكأنه لم يسمع أبداً، وإذا ما لمس أحدهم كتفه ليلفت انتباهه فلن يرد عليه.

وقد يكون كلا النوعين مجتمعين معاً في مريض واحد بشكل متفاوت.

وكما ذكرنا هذه الأعراض لا تكون ناتجة عن وجود خلل في بنية ووظائف الأعضاء المسؤولة عن الحركة أو الإحساس في ذلك الجانب (كالعضلات والأذنين والعينين ... إلخ)، فكلها تكون سليمةَ البنية والوظيفة.

إنما المشكلة تكمن فقط في عدم قدرة المريض المصاب بمتلازمة الإهمال على التركيز والتفاعل مع ذلك الجانب، والذي يكون بسبب حدوث تلف في بعض مناطق الدماغ الخاصة بالتعامل مع الأحاسيس.

ومن ناحية أخرى قد يكون الإهمال عند مريض متلازمة الإهمال إهمالاً شخصياً (Personal Neglect)، يؤثر على تركيز ووعي الشخص المصاب بجسمه فقط دون البيئة المحيطة به.

وفيه يجري ما ذكرناه في الإهمال الحسي أو الحركي على جسم الإنسان المصاب فقط دون بيئته.

أي أنه قد يتفاعل مع الأشخاص الموجودين في الطرف المهمل وقد يستطيع أن يركز على الأشياء الموجودة في غرفته وعلى طاولته في كلا الطرفين.

ولكنه لا يمشط سوى جانب واحد من شعره ولا يضع معجون الحلاقة سوى على خده الأيمن، ولا ينظف سوى جانب من أسنانه، ولا يستطيع ارتداء كم الجاكيت في الطرف المهمل.

أو قد يكون الإهمال عند مريض آخر إهمالاً خارجياً (Extrapersonal Neglect)، وفيه يتأثر قدرة المريض على التركيز على ذلك الجانب من بيئته المحيطة فقط دون جسمه.

فلا يستطيع مثلاً أن يرى سوى جانب واحد من الأشياء التي حوله، وقد يصطدم بها ويُلحق الضرر بنفسه.

أو قد يكون كلا النوعين مجتمعين وهو الغالب فيتأثر تركيزه على جسمه وبيئته في نفس الوقت.

فمتلازمة الإهمال غالباً ما يكون خليط من هذه الأنواع، وهذا الخليط يكون متفاوتاً ومختلفاً من مريض لآخر.

تساؤلات منطقية حول متلازمة الإهمال غير المنطقية

قد يتساءل أحدنا، ماذا لو وضعنا الطبق بكامله على يمين مريض مصاب بمتلازمة الإهمال هل سيظل يأكل من نصف الطبق؟ ماذا لو وضعنا الساعة بكاملها على يمين المريض هل سيرسم فقط نصف ساعة؟

والإجابة هي نعم، سيظل المريض يركز فقط على النصف الأيمن من الأشياء حتى ولو كانت كلها في مجال رؤيته الأيمن.

فالمريض بمتلازمة الإهمال يهمل بشكل لا يُصَدَّق الجانب الأيسر من الأشياء بدون استثناء.

وقد يتساءل آخر ماذا لو طلبنا من مريض مصاب بمتلازمة الإهمال أن يتخيل شيئاً ما ويصفه لنا وعيناه مغلقتان، هل سيصف لنا نصف ذلك الشيء؟ ماذا لو طلبنا منه أن يرسم لنا ساعة من خياله بعينين مغلقتين هل سيرسم لنا نصف ساعة؟

والإجابة مرة أخرى هي نعم، فمتلازمة الإهمال كما قلنا لا تكون نتيجة خلل في أعضاء الحس أو الحركة، وإنما تكون نتيجة حدوث خلل في مناطق الفص الصدغي من الدماغ، وهذا يؤثر على تفكير المريض وخياله أيضاً.

فالمصاب بمتلازمة الإهمال لا يستطيع أن يتخيل سوى جانب واحد من الأشياء، ولا أن يصف من مخيلته سوى نصف الأشياء، وهو سيرسم نصف ساعة الحائط ولو رسمها من خياله.

هل يدرك الشخص المصاب بمتلازمة الإهمال بأنه مريض؟

ليس تماماً، فالشخص المصاب بمتلازمة الإهمال قد يظهر لديه ما يسمى بـ Anosognosie وهو ما يُعرف بـ عمَهُ العاهة أو إنكار العاهة.

وعمه العاهة، تشير إلى حالة يقل فيها إدراك المريض بمرضه وحالته أو يختفي الإدراك تماماً.

وهذا ما قد يدفع أقرباء وأصدقاء المريض إلى الغضب أحياناً لأن هذا الأمر يتطلب منهم بعض الصبر، فيجب عليهم إدراك إن المريض لا يقوم بالتمثيل عليهم وإنما يتم ذلك من غير وعي وإدراك منه.

وهذا الأمر يشكل أيضاً أحد الصعوبات التي يجب على المعالج والمختص التغلب عليها ليتمكن من معالجة الشخص المصاب بمتلازمة الإهمال بشكل جيد، فالمريض قد يتساءل عن سبب قدومه للمركز الطبي، وقد يرفض الخضوع للعلاج لأنه ببساطة يعتقد بأنه سليم ومعافى.

كيف يتم تشخيص الإصابة بمتلازمة الإهمال؟

يمكن تشخيص المصابين في المراحل المتقدمة من متلازمة الإهمال النصفي بسهولة من خلال ملاحظة تصرفاتهم وأدائهم لوظائفهم اليومية.

ولكن ليس كل المرضى يكونون في هذه المراحل، وليس كلهم يُظهِر نفس السمات والأعراض، وهذا ما ولَّدَ الحاجة إلى مجموعة من الاختبارات والتقنيات التي تساعد على تشخيص المصابين بمتلازمة الإهمال بدقة.

ولأجل هذا يتم استخدام عدة اختبارات وأساليب سريرية، منها اختبار تنصيف الخط، واختبار الإلغاء، واختبار الرسم والنسخ.

اختبار تنصيف الخط لتشخيص متلازمة الإهمال

في هذا الاختبار يُطلب من المريض تحديد نقطة المنتصف لخط مستقيم مرسوم على ورقة.

فإذا كان الشخص مصاباً بمتلازمة الإهمال سيقوم بتحديد نقطة المنتصف للجزء الذي يستطيع التركيز عليه فقط من الخط المرسوم، والذي غالباً ما يكون منحرفاً نحو النصف الأيمن من الخط المستقيم.

ويمكن تحديد شدة المرض من خلال النظر إلى طول الجزء الذي أهمله المريض من الخط المستقيم.

اختبار الرسم والنسخ لتشخيص متلازمة الإهمال

هذا الاختبار بدوره يُقسم إلى اختبارين فرعيين، حيث يمكن أن يُطلب من المريض أن يقوم برسم بعض الرسومات البسيطة حسب رغبته وهو ما يُعرف باختبار الرسم الحر.

أو قد يُطلب منه أن يقوم بنسخ مجموعة من الرسومات الموجودة أمامه، وهو ما يُعرف باختبار النسخ.

والأشخاص المصابون بمتلازمة الإهمال النصفي غالباً ما يهملون رسم تفاصيل النصف الأيسر من الرسومات والصور.

ومن أمثلة الرسوم التي تُستخدم من قبل المختصين لتشخيص متلازمة الإهمال، الزهور والنجوم والمكعبات وبعض الأشكال الهندسية وساعة الحائط.

ويُعتقد أن رسم ساعة حائط أو وجه بشري أو فراشة تكون أكثر حساسية في تشخيص المرض من غيرها من الرسومات الأخرى.

فإذا ما طُلب من مريض مصاب بمتلازمة الإهمال أن يرسم ساعة حائط، فإنه يرسم الأرقام من 12 إلى 6 أو قد يرسم الأرقام جميعها في النصف الأيمن من الساعة، ويكون النصف الآخر مشوهاً أو ناقصاً.

اختبار الإلغاء أو الحذف لتشخيص متلازمة الإهمال

في هذا الاختبار يُطلب من المرضى وضع دائرة أو إشارة على بعض العلامات والرموز من ضمن مجموعة من الرموز الموجودة على ورقة أمامه، وهي تكون متوزعة بشكل متساوي على جانبي الصفحة.

وغالباً ما يضع المريض المصاب بمتلازمة الإهمال إشارات أكثر على الرموز الموجودة على الجانب الأيمن، ويتجاهل القسم الأعظم مما هو موجود على الجانب الأيسر (بحسب شدة المرض).

اختبار التركيز على الأشياء لتشخيص متلازمة الإهمال

في هذا الاختبار يُطلب من المريض بأن ينظر للغرفة ويقوم بعد الأشياء التي يشاهدها، والمريض بمتلازمة الإهمال سيتجاهل كل ما هو موجود على الجانب المُهْمَل لديه.

ملاحظة أخيرة حول تشخيص متلازمة الإهمال

ينصح الباحثون دائماً بعدم الاعتماد على اختبار واحد فقط من أجل تشخيص الإصابة بمتلازمة الإهمال النصفي، وإنما ينصح بالجمع بين عدة اختبارات منها لزيادة حساسيتها والتمكن من التشخيص بشكل أدق.

والاختبارات التي ذكرناها في الأعلى كلها تعتمد على الإدراك والتركيز المكاني للمريض، وهذا قد لا يساعد في تشخيص المريض المصاب بمتلازمة الإهمال الشخصي فقط.

ولذلك يجب أن يحاول المختص التركيز على حركة المريض ومدى استخدامه لأعضائه الموجودة في الطرف المهمل من جسمه، أو يمكن أن يطلب من المريض أن يقوم بتنظيف أسنانه أو حلق ذقنه أو مشط شعره ليتمكن من تشخيص الإهمال الشخصي أيضاً لو كان موجوداً.

هل يمكن علاج متلازمة الإهمال؟

إن بعض المصابين بمتلازمة الإهمال بعد السكتات الدماغية قد يتحسنون بشكل كامل من أعراضهم بعد عدة أسابيع من الحادثة.

ولكن بعضهم الآخر قد يستمر الأمر معهم بل ويتطور وتزداد شدة الأعراض، وهؤلاء يحتاجون إلى التدخل المناسب من أجل مساعدتهم على الشفاء بشكل سريع، ومن أجل منع المرض من التقدم بشكل أكبر.

وإلى الآن لم يتمكن الباحثون من إيجاد طريقة جيدة بما فيه الكفاية لشفاء جميع المرضى المصابين بمتلازمة الإهمال، وكل ما هنالك مجموعة من الأساليب والتقنيات التي يتَّبعها المختصون من أجل زيادة قدرة المريض على التركيز على الجانب المهمل.

وكل هذه الوسائل والتقنيات لم تثبت كفاءتها وقدرتها على شفاء المرضى بشكل كامل، ولا تزال الأبحاث والتجارب جارية لكشف المزيد.

ويعتقد الباحثون بأن الكشف المبكر عن هذه الأعراض لدى الشخص المصاب بسكتة دماغية قد يساعد على تجنب الإعاقات المزمنة، والمشاكل التي قد تنتج عن إهمال جانب من الجسم والبيئة المحيطة، والتي قد تنتج عنها نتائج سلبية جداً مثل إلحاق الضرر بالجسم، أو التعرض لحوادث وإصابات وكسور نتيجة الاصطدام بالأشياء الموجودة على الطرف المهمل، وهذا قد يؤخر من فترة العلاج ويسبب إعاقات دائمة.

 

وهذا كان كل ما يجب عليك أن تعرفه بخصوص متلازمة الإهمال النصفي، ولا شكّ في أنك اندهشت واستغربت أيضاً من هذه المتلازمة، ولا يبقى لنا أن نقول سوى عافانا الله وإياكم من الأمراض والمصائب.

مصدر الصورة: ويكيبيديا

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث