
في نشرة اقرأ فكرة للدراسات والأبحاث الطبية تكونون على موعد مع رحلة علمية ممتعة لعقولكم، حيث نقوم بجولة سريعة على أهم وأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالطب والصحة، لنبقيكم على إطّلاع دائم بكل جديد في هذا الميدان.
وفي نشرتنا هذه سنتطرق للحديث عن مجموعة من الأبحاث والدراسات الحديثة التي حاولت الإجابة على مجموعة من الاسئلة المهمة والتي منها: هل يمكن أن تزيد استخدام السجائر الإلكترونية من خطر العودة للتدخين واستخدام السجائر التقليدية؟ هل يمكن أن يسبب التوتر والقلق ارتفاع ضغط الدم؟ هلا هناك علاقة بين التدخين والقدرة على التحكم في ضغط الدم؟ هل يمكن للرضاعة الطبيعية أن تقلل من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
والآن نترككم مع الإجابات وتفاصيل الدراسات والأبحاث ... رحلة ممتعة نتمناها لعقولكم
استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من خطر العودة لاستخدام السجائر التقليدية

خَلُصَت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا سان دييغو University of California San Diego إلى أنَّ الأشخاص الذين تحولوا إلى استخدام السجائر الإلكترونية هم أكثر عُرضة للعودة إلى استخدام السجائر التقليدية مرةً أخرى بالمقارنة مع أولئك الذين أقلعوا عن التدخين بشكل نهائي بكل أنواعه.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في النسخة الإلكترونية من مجلة JAMA Network Open بتاريخ 19.10.2021، وشملت عيِّنة البحث أكثر من 135000 مُدخن بين عامي 2013 و 2015، وتم إجراء استبيانات سنوية لهم للتحري عن استخدام 12 نوع مختلف من منتجات التبغ المنتشرة في الأسواق.
وأظهرت نتائج المراجعة السنوية الأولى إلى أن 9.4% من هؤلاء المدخنين قد أقلعوا عن تدخين السجائر التقليدية، و63% منهم توقفوا عن التدخين بكل أشكاله وأنواعه، في حين أن 37% منهم تحوّلوا إلى استخدام أشكال أخرى من منتجات التبغ (غير السجائر التقليدية).
ولا حظ الباحثون في المراجعة السنوية الثانية أنَّ الذين تحولوا إلى استخدام أشكال أخرى من التدخين كالسجائر الإلكترونية أو لصاقات النيكوتين كانوا أكثر عرضة للعودة إلى تدخين السجائر التقليدية بفارق 8.5 نقطة مئوية، أي أن 50 % من الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين بكل أشكاله حافظوا على إقلاعهم، في حين كانت النسبة هي 41.5% بين الأشخاص الذين تحولوا إلى استخدام منتجات أخرى.
التوتر والقلق قد يزيدان من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم

إن الإرهاق والقلق يؤديان إلى حدوث تغييرات كثيرة في جسم الإنسان وطبيعة عمله، ومنها زيادة إفراز بعض الهرمونات المعروفة بهرمونات التوتر مثل النور إبنفرين والإبنفرين والدوبامين والكورتيزول.
إن هذه الهرمونات في الحالات الطبيعية لها أدوار ووظائف مهمة جداً من أجل استمرار عمل جسم الإنسان بشكل طبيعي، ووظائفها في أوقات التوتر والشدة كذلك هامة من أجل حفظ الإنسان وحمايته من المخاطر، ولكن الأمر السيء هو أن التعرض المستمر لها يمكن أن يؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية كثيرة وخاصة على الجهاز القلبي الوعائي وضغط الدم.
فالتعرض طويل الأمد لتأثير هرمونات التوتر هذه وفقاً للدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة Hypertension التابعة لجمعية القلب الأمريكية يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى حدوث اختلاطات في الجهاز القلبي الوعائي كحدوث السكتات الدماغية أو النوبات القلبية.
وقد تمت الدراسة بمتابعة 412 شخص ليس لهم تاريخ مرضي سابق مع ارتفاع ضغط الدم لمدة تزيد عن عشر سنوات، تمت فيها متابعة حالتهم الصحية ومستويات هرمونات التوتر في عينات البول لديهم، ووجد الباحثون تطور ارتفاع ضغط الدم لدى 48.8% منهم بعد 6.5 سنوات، وإصابة 5.8% منهم بحوادث قلبية وعائية كالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والموت بمرض القلب التاجي والإصابة بالأمراض الوعائية المحيطية بعد 11.2 سنة.
ولا حظ الباحثون إن المستويات المرتفعة لهرمونات التوتر وخاصة الكورتيزول كان لها تأثير سلبي على صحة الجهاز القلبي الوعائي. وهذا يبين مدى أهمية الصحة النفسية على الصحة الجسمية، وهنا يبرز اهمية أن يسيطر الإنسان قدر الإمكان على نفسه ويتحكم بردود أفعاله تجاه الحوادث والمشاكل التي يتعرض لها.
التدخين قد يصعِّب من السيطرة على ضغط الدم

إن التدخين وارتفاع ضغط الدم يعد كلاً منهما عاملاً مستقلاً من عوامل الخطر بالنسبة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وإن كان التأثير الدقيق للتدخين على التحكم في ارتفاع ضغط الدم غير واضح حتى الآن، إلا أنّ الباحثون لاحظوا في دراسة جديدة بأن التدخين يرتبط بانخفاض معدلات السيطرة على ضغط الدم لدى أولئك المرضى المدخنين الذين يتناولون أدوية خاصة بارتفاع ضغط الدم عند كلا الجنسين.
تم في هذه الدراسة تقييم معلومات 710 مريض من مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين تلقوا العلاج بين عامي 2018 و 2019، منهم 255 رجل و 455 امرأ بمتوسط عمر 66 عام، وقد تم تصنيف هؤلاء المرضى وفق عادات التدخين لديهم إلى ثلاث مجموعات: مجموعة لم يدخنوا ابداً، ومجموعة يدخنون الآن، ومجموعة كانوا يدخنون في السابق.
وقد لاحظ الباحثون أن 37.1% من الذكور الذين لم يدخنوا قط كانوا ممن كان ضغط الدم لديهم تحت السيطرة، في مقابل 34.9% من الإناث غير المدخنات.
أما بالنسبة لمجموعة المدخنين الحاليين، فقد وجد الباحثون أن التدخين ارتبط بانخفاض معدلات التحكم في ضغط الدم بين كلا الجنسين، حيث لاحظوا أنَّ 9.1% فقط من الذكور الذين يدخنون في الوقت الحالي كانوا من بين الذين صُنِّفوا على أنهم يتحكمون في ضغط الدم لديهم، في مقابل 25% من الإناث المدخنات.
وبالنسبة لمجموعة المدخنين السابقين وجد الباحثون أن 37.6% من الذكور الذين دخنوا في وقت سابق كانوا ممن يتحكمون في ضغط الدم لديهم، في مقابل 23.8% فقط من الإناث اللواتي دخنَّ في وقت سابق.
رغم أن هذه الدراسة وغيرها من الدراسات لم تثبت حتى الآن إن الإقلاع عن التدخين يحسن من التحكم في ضغط الدم، إلا أنها أظهرت وجود علاقة فيما بينها، وهي مع غيرها من الدراسات الكثيرة تؤكد لنا من وقت لآخر أهمية التخلص من عادة التدخين المضرة بجوانب عديدة من صحة الإنسان.
الرضاعة الطبيعية قد تقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة

وفقاً لإحصائيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما بين 11 إلى 20 % من النساء اللواتي يلدن كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية (وهو ما يعادل حوالي 800000 امرأة) يعانين من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة Postpartum Depression، والذي يعد أكبر عامل خطر لانتحار الأمهات وقتل الأطفال.
وقد بينت دراسة جديدة قام بها باحثون من كلية التمريض بجامعة فلوريدا أتلانتيك Florida Atlantic University's Christine E. Lynn College of Nursing والتي نُشِرَت نتائجها في مجلة Public Health Nursing، أن النساء اللواتي كن يرضعن رضاعة طبيعية لديهن خطر أقل من الناحية الإحصائية للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بالنساء اللواتي لم يرضعن. بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين مدة الرضاعة الطبيعية وخطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث أنه مع زيادة عدد الأسابيع التي ترضع فيها النساء رضاعة طبيعية، انخفض معدل الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
والإصابة باكتئاب ما بعد الولادة والذي يحدث في غضون شهر إلى 12 شهر بعد الولادة قد يكون له آثار سلبية كثيرة على صحة الأم وطفلها، فقد تجد الأمهات المصابات بهذه الحالة صعوبة بالغة في الارتباط العاطفي بأطفالهن ورعايتهم، وقد يعانين كذلك من أفكار سيئة تدفعهم لإيذاء أنفسهم أو أطفالهم، كما أنهن يكنّ أكثر عرضة لخطر اكتساب عادات سيئة أخرى كالتدخين أو إدمان الكحول أو حتى المخدرات.
ووفقاً لبعض الباحثين إن اكتئاب ما بعد الولادة يزيد كذلك من خطر الإصابة باضطرابات اكتئابية أخرى غير مرتبطة بالولادة خلال الأعوام التالية للولادة، وكذلك يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع 2.
إرسال تعليق