القلق والتوتر النفسي والأزمات المالية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:دراسة جديدة تؤكد على أن القلق والتوتر النفسي والأزمات المالية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

القلق والتوتر النفسي والأزمات المالية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

أظهرت دراسة جديدة نُشرت نتائجها حديثاً في مجلة JAMA Network Open، إن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يرتفع مع زيادة شدة القلق والتوتر النفسي وكثرة المشاكل المالية والأحداث الصادمة في حياة الإنسان. 

حيث جرت هذه الدراسة على عينة تحليلية ضمت 118706 مشاركاً من 21 دولة مختلفة الدخل، كان متوسط أعمارهم عند البدء في الدراسة وذلك عام 2008 حوالي 50 سنة (35-70 سنة)، ولم يكن لأي منهم أي تاريخ طبي سابق مع أمراض القلب والأوعية الدموية. 

والدول التي ينتمي إليها المشاركون هي: 5 دول منخفضة الدخل شملت بنغلاديش والهند وباكستان وتنزانيا وزيمبابوي، و12 دولة متوسطة الدخل شملت الأرجنتين والبرازيل وتشيلي والصين وكولومبيا وإيران وماليزيا وفلسطين والفلبين وبولندا وجنوب إفريقيا وتركيا، بالإضافة إلى 4 دول مرتفعة الدخل شملت كندا والمملكة العربية السعودية والسويد والإمارات العربية المتحدة وذلك وفقاً لتصنيف الدول على أساس نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي وفقاً لتصنيف البنك الدولي في عام 2006. 

وقد قام الباحثون المشرفون على الدراسة بطرح مجموعة من الاسئلة على المشاركين بهدف جمع بياناتهم المتعلقة بالعوامل النفسية والاجتماعية، والتي شملت على الشعور بالقلق أو التوتر أو الضيق النفسي بسبب ظروف في العمل أو المنزل، وكذلك ضغوطات الحياة والأحداث المؤلمة والصعبة التي عانوا منها (كالطلاق وفقدان الوظيفة وحالات الوفاة وإصابة احد المقربين بأمراض خطيرة)، بالإضافة إلى الأزمات والمشاكل المالية التي تعرضوا لها. 

وتم جمع النتيجة المركبة للقلق النفسي والأحداث المؤلمة والأزمات المالية، وبناء على ذلك تم تصنيف المشاركين وفقاً لدرجة القلق والتوتر لديهم على الشكل التالي: 

تم تصنيف 8699 مشاركًا (7.3٪) على أنهم يعانون من قلق مرتفع 

وتم تصنيف 21797 مشاركًا (18.4٪) على أنهم يعانون من قلق معتدل 

وتم تصنيف 34958 (29.4٪) على أنهم يعانون من قلق منخفض 

وتم تصنيف 53252 مشاركًا (44.8٪) ) على أنهم لم يعانوا من أي شكل من أشكال القلق 

وقد تم متابعة المشاركين لمدة 10 سنوات تقريباً، تم خلالها تسجيل 7428 حالة وفاة (أي 6.3% من المشاركين)، بينها 5934 حالة وفاة ناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية (4107 حالة لأمراض القلب التاجية، 2880 حالة للسكتة الدماغية). 

وبعد التعديل على عوامل الخطر الأخرى المحتملة لأمراض القلب والأوعية الدموية (كالجنس، والتعليم، والحالة الاجتماعية، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسكري، والتاريخ العائلي للأمراض القلبية الوعائية)، تبين أن المشاركين الذين كانوا يعانون من قلق وتوتر مرتفع ازداد لديهم خطر الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22%، وخطر الإصابة بالنوبة القلبية heart attack بنسبة 24%، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية stroke بنسبة 30% بالمقارنة مع أولئك الذين لم يعانوا من أي نوع من القلق أو التوتر النفسي. 

إن هذه النتائج قد لا تكون زادت شيئاً كثيراً على ما كنّا نعلمه أو نظنه على الأقل فيما يتعلق بتأثير القلق والإجهاد النفسي على صحة الإنسان بشكل عام، وصحة الجهاز القلبي الوعائي بشكل خاص، إلا أنها ومع غيرها من الدراسات السابقة التي جرت حول الموضوع نفسه تعد مهمة جداً في تأكيد الأمر وإثباته بالإحصائيات والأرقام الدقيقة. 

ورغم إن الآلية العلمية والجزيئية الدقيقة التي قد تقف وراء سبب ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من قلق نفسي وضغوطات اجتماعية لا يزال مجهولاً، إلا أن الباحثون يعتقدون أن تصلب الشرايين وتجلط الدم قد يكون لها دور في ذلك. 

ومما يجدر لفت الانتباه إليه بخصوص هذه الدراسة هو أن المشاركين الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع كانوا يعانون من درجات أعلى من القلق والتوتر النفسي بالمقارنة مع أولئك الذين يعيشون في البلدان منخفضة الدخل، كما أن أولئك الذين كانون يقطنون في المناطق المدنية والحضرية أبلغوا عن درجات أعلى من القلق بالمقارنة مع المشاركين الذين كانوا يعيشون في المناطق الريفية. 

ومما يجدر الإشارة إليه أيضاً أن نسبة المشاركين المتزوجين الذين لم يبلغوا عن أي نوع من الإجهاد والضغط كانت أعلى بالمقارنة مع المشاركين العزاب. وكذلك كانت نسبة المشاركين ممن أبلغوا عن درجات مرتفعة من الإجهاد والضغط اليومي عالياً بين المدخنين والذين يشربون الكحول. 

يمكنكم أيضاً قراءة مقال الأزمات المالية والمشاكل الاقتصادية قد تسبب آلام جسدية مستقبلية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث