
في نشرة اقرأ فكرة للدراسات والأبحاث الطبية تكونون على موعد مع رحلة علمية ممتعة لعقولكم، حيث نقوم بجولة سريعة على أهم وأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالطب والصحة، لنبقيكم على إطّلاع دائم بكل جديد في هذا الميدان.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من الدراسات والأبحاث الطبية بقراءة النشرات السابقة بالضغط هنا .
نترككم الآن مع الدراسات ونتائجها
المغنيسيوم يعزز من قدرة الجهاز المناعي وقد يساعد في القضاء على الخلايا السرطانية
يُعدُّ مستوى المغنيسيوم في الدم عاملاً مهماً جداً في قدرة الجهاز المناعي على محاربة العوامل الممرضة والقضاء على الخلايا السرطانية. إذ يرتبط نقص المغنيسيوم بمجموعة متنوعة من الأمراض الالتهابية والسرطانية، وأظهرت دراسات سابقة تمت على الفئران أن السرطان ينتشر بشكل أسرع في أجسام الفئران التي تلقت نظاماً غذائياً منخفض المغنيسيوم، كما أظهرت أن دفاعات الفئران هذه قد ضَعُفَت ولم تعد قادرة على مقاومة فيروسات الأنفلونزا بكفاءة عالية.
كما أنه من المعلوم أن نقص المغنيسيوم يمكن أن يترافق مع عدد من الأعراض والاضطرابات وذلك بحسب شدته، كالإرهاق، والتقلصات العضلية، واضطرابات النظم القلبي، والاختلاجات وغيرها.
وحديثاً في دراسة جديدة اكتشف باحثون من قسم الطب الحيوي في جامعة بازل ومستشفى بازل الجامعي وقسم الطب بجامعة كامبريدج، أن الخلايا التائية المناعية تزداد كفاءتها في القضاء على الخلايا المصابة وغير الطبيعية في وسط غني بالمغنيسيوم.
واكتشف الباحثون أن المغنيسيوم ضروري جداً من أجل عمل بروتين موجود على سطح الخلايا التائية يُدعى بـ LFA-1، والذي يلعب دوراً رئيساً في تنشيط الخلايا المناعية التائية وبالتالي تحفيزها على محاربة العوامل الممرضة ومهاجمة الخلايا المصابة.
ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يكون مهماً للغاية فيما يخص تطوير الأدوية والعلاجات المناعية الخاصة بالسرطان، وهي الأدوية التي تهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي وخاصة الخلايا التائية لمحاربة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، إذ لا حظ الباحثون في التجارب المخبرية أن الاستجابة المناعية للخلايا التائية ضد الخلايا السرطانية قد ازدادت وتعززت بعد زيادة تركيز المغنيسيوم الموجود في الوسط (الورم)، وهذا ما دفع الباحثين ليعكفوا على البحث عن طرق ووسائل تُمكِّنهم من زيادة تركيز المغنيسيوم في الأورام والكتل السرطانية.
وهذه الدراسة لا تعني بأي شكل من الأشكال أن تناول مكملات المغنيسيوم قد تساعد على الوقاية من السرطان، فهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة، ولكن التنويع في تناول الخضروات والفواكه سيكون جيداً من حيث توفيرها لكمية مناسبة من المغنيسيوم، والذي له وظائف هامة في جسم الإنسان إلى جانب دورها في تقوية الجهاز المناعي.
يمكنكم أيضاً قراءة مقال استهلاك الفطر قد يساعد على الوقاية من السرطان بالضغط هنا.
دراسة جديدة تلقي الضوء على الآلية التي يمكن أن تتسبب فيها السمنة بحدوث التهابات اللثة وفقدان الأسنان
توصلت دراسة جديدة أشرف عليها باحثون من جامعة بوفالو الأمريكية إلى أن الحالة الالتهابية المزمنة التي تُحدثها السمنة في جسم الإنسان قد يكون لها دور في تحفيز إنتاج الخلايا الآكلة للعظم التي تفكك النسيج العظمي وتدمره، بما فيه نسيج العظم السنخي الذي يعمل على دعم الأسنان وتثبيتها في مكانها، وبالتالي التسبب في حدوث التهابات اللثة والنسج الداعمة وفقدان الأسنان.
والارتباط بين السمنة والتهاب اللثة والنسج الداعمة أمر واضح ومتفق عليه، إلا أن الآليات الكامنة وراء هذا الأرتباط لم تكن مفهومة بشكل كامل، وهذا ما حاولت هذه الدراسة التي تم نشرها في مجلة أبحاث طب الأسنان أن تبحث فيه.
وقد وجدت الدراسة، أن الالتهاب المفرط والمزمن الناتج عن السمنة يزيد من عدد خلايا تسمى بالخلايا المثبطة نقوية المنشأ (Myeloid-derived suppressor cell) والتي تُعرف اختصاراً بـ MDSC، وهي خلايا مناعية تزداد بشكل كبير أثناء الإصابة بالأمراض الانتانية والسرطانية وفي حالات الالتهابات المزمنة، وتتفاعل مع الخلايا المناعية الأخرى لتقوم بتنظيم عملها وتساعدها على اداء وظائفها.
وتتمايز هذه الخلايا إلى مجموعة متنوعة من الخلايا بما فيها خلايا ناقضة العظم أو ما تُعرف بخلايا هادمة العظم Osteoclast، وهي خلايا موجودة في العظم ووظيفتها الطبيعية هي هضم العظم الزائد وغير المفيد.
حيث قام الباحثون في هذه الدراسة بفحص مجموعتين من الفئران تمت تغذيتهم لمدة 16 أسبوع بنظامين غذائيين مختلفين: حيث تم تغذية مجموعة بنظام غذائي فقير بالدهون (تشكل الدهون فيه 10% فقط من إجمالي السعرات الحرارية)، في حين تم تغذية المجموعة الثانية بنظام غذائي غني بالدهون (تشكل الدهون فيه 45% من إجمالي السعرات الحرارية).
ولاحظ الباحثون بأن فئران المجموعة التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون أصيبت بالسمنة، وزادت مستويات الالتهاب لديها، كما لاحظوا أن انتاج الخلايا المثبطة نقوية المنشأ كذلك قد ازداد لديها بشكل ملحوظ.
كما وجد الباحثون أن أعداد الخلايا الآكلة للعظم كذلك قد ازدادت بشكل كبير في هذه الفئران، ووجدوا أنها قد فقدت جزء كبير من نسيج العظم السنخي الداعم للأسنان لديها.
ومما لاحظه الباحثون أيضاً أن 27 جيناً متعلقاً بتشكل الخلايا الآكلة للعظم قد ازداد التعبير عنها في هذه الخلايا التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون، مما ساهم بشكل كبير في زيادة أعداد هذه الخلايا، والتي لعبت دوراً كبيراً في تآكل نسيج العظم السنخي الداعم للأسنان لديها.
هذه النتائج التي توصل إليها الباحثون مهمة جداً في توضيح العلاقة بين السمنة وزيادة معدلات التهاب اللثة وتآكل النسج العظمية الداعمة وتساقط الأسنان لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، كما أنها قد تلقي المزيد من الضوء على الآليات الكامنة وراء الأمراض الالتهابية الأخرى التي تتطور عند الأشخاص المصابين بالسمنة بنسبة كبيرة مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام.
يمكنكم أيضاً قراءة مقال أمراض اللثة قد تسبب متلازمة الأيض والزهايمر وسرطان المريء والمعدة بالضغط هنا.
العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة قد يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس
إن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وهو يستأنس بالأهل والأحبة والأخوة من حوله، وهذا يؤثر بدوره بشكل إيجابي على صحته الجسدية والعقلية والنفسية. ولكن الوباء الذي حل على البشر، وأثّر على جميع جوانب الحياة، لم يكتفي فقط بالإصابات التي تسبب بها والوفيات التي أدى إليها، بل امتدت آثاره حتى على الناجين من ضرره الظاهري، إذ حال دون التواصل المعتاد بين الأحبة، وباعد بين الأهل، وجعل قسم كبير من الناس في عزلة، وتسبب برهابٍ اجتماعيٍّ جماعيّ بين البشر، مما ألحق ضرراً لا يمكن وصفه بنفوسهم وعقولهم، بل وحتى صحة أجسامهم.
وهذا ما بينته دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة JAMA Network Open، والتي أشارت إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة كلاهما قد يزيدان من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس.
شاركت في هذه الدراسة 57825 امرأة تجاوزت سن اليأس، حيث تم استجوابهم من خلال استبيانين أحدهما لتقييم العزلة الإجتماعية وذلك خلال عامي 2011 و2012، والآخر لتقييم الشعور بالوحدة وذلك خلال عامي 2014 و2015.
ثم قام الباحثون بمتابعة المشاركات في الدراسة منذ وقت ملء الاستبيان (أي منذ عام 2011) حتى عام 2019 أو عندما تم تشخيصهم بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (إذا ماكان قد حدث هذا قبل عام 2019)، وقد أُصيب ما مجموعه 1599 امرأة منهن بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد توصل الباحثون المشرفون على الدراسة إلى أن العزلة الاجتماعية تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 8%، بينما يزيد الشعور بالوحدة هذا الخطر بنسبة 5%، وعند اجتماع الإثنين فإن نسبة الزيادة ترتفع بنسبة 13 إلى 27%، وذلك بالمقارنة مع النساء اللواتي أبلغن عن مستويات منخفضة من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
وعلى عكس مما قد يظن البعض، فإنه ليس بالضرورة أن ترتبط العزلة الاجتماعية دائماً بالشعور بالوحدة، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يعاني من الوحدة معزولاً اجتماعياً، فربما يكون هناك شخص معزول اجتماعياً، ولكنه لا يشعر بالوحدة، كما يمكن أن يكون هنا شخص يشعر بالوحدة حتى وهو في وسط اجتماعي صاخب.
فالعزلة الاجتماعية، يمكن توضيحها بأنها تمثل حالة التباعد الجسدي بين الأشخاص، حيث لا يمكن التلامس والنظر والتحدث المباشر إلى الطرف الآخر، أما الشعور بالوحدة فهو نابع من غربة وعزلة داخلية.
وبالإضافة إلى كونهما عاملا خطر مستقلان للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (وذلك بعد أخذ عوامل الخطر الأخرى بعين الاعتبار)، فإن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، يعززان أيضاً من الظروف والأحوال الأخرى التي تزيد بدورها من هذا الخطر بشكل أكبر، فإنهما قد يلعبان دوراً هاماً في الإصابة بالسمنة، والتدخين وشرب الكحول، وقلة النشاط البدني وسوء التغذية، وارتفاع ضغط الدم وكذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وهذه كلها تعد بدورها من العوامل الخطر بالنسبة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
يمكنكم أيضاً قراءة مقال الاعتقاد بالقدرة على تقديم الدعم والمساعدة للآخرين قد يساعد في تقليل مستويات الالتهاب في الجسم بالضغط هنا.
إرسال تعليق