بعض المضادات الحيوية قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:خمس فئات من المضادات الحيوية قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى ولا سيما عند الأطفال والمراهقين
بعض المضادات الحيوية قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى

تُعتبر المضادات الحيوية من أهم الأسلحة التي يملكها البشر في يومنا هذا، وقد ساهمت في علاج العديد من الأمراض المعدية والانتانات الخطيرة، ولكن وككل سلاح آخر لها ما لها من الفوائد، وعليها ما عليها من الأضرار الجانبية والآثار السلبية، ولا سيما عندما يتم استخدامها بشكل غير واعي من قبل الناس.

فالاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يزيد من خطر ظهور الأعراض الجانبية الناتجة عن استخدامها، وكذلك يزيد من احتمالية تطور بكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية التي نملكها اليوم، ولا سيما إن قسماً كبيراً منها بات غير مفيداً في حربنا ضد هذه الأحياء الدقيقة، وذلك لأن الأخيرة قد طورت آليات ووسائل تستطيع من خلالها التهرب من هذه المضادات وتجنبها. 

وسعياً منّا لنشر ثقافة الاستخدام الواعي للمضادات الحيوية، والتحذير من خطر الاستخدام الخاطئ لها نضع بين أيديكم نتائج دراسة تطرقت إلى أحد المخاطر المحتملة لاستخدام المضادات الحيوية.

حيث أشارت هذه الدراسة والتي كانت قد نُشرت عام 2018 في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى American Society of Nephrology، إلى أنّ خمس فئات من المضادات الحيوية الشائعة ارتبط استخدامها بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكى. 

لاحظ الباحثون المشرفون على هذه الدراسة أنَّ الخطر المتزايد الناجم عن استخدام هذه المضادات الحيوية استمر لمدة ثلاث إلى خمس سنوات بعد الاستخدام، ولاحظوا أيضاً أن الأطفال والمراهقين كانوا الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالحالات المؤلمة والشديدة من حصوات الكلى. 

وقد ازداد في الآونة الأخيرة عدد المصابين بحصوات الكلى بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، ولا سيما بين فئة صغار السن. وحصوات الكلى تظهر بشكل عام بعد تراكم بعض الأنواع من المعادن في الكلى والقنوات البولية، وفي بعض الحالات تمر الحصوات الصغيرة عبر هذه المسالك وتخرج من جسم المريض بدون أي أعراض، بينما تتسبب بعضها الآخر (ذات الحجم الكبير) ببعض الأعراض، كظهور الدم في البول، وآلام حادة في الظهر أو الجنب أو أسفل البطن، ويمكن أن تتسبب بحوادث خطيرة. 

وقد استخدم الباحثون في هذه الدراسة بيانات الرعاية الصحية البريطانية لعزل حالات حصوات الكلى بين ملايين المرضى ممن تم معالجتهم من قبل 641 من ممارسي الرعاية الصحية العامة بين عامي 1994 و 2015، وتمكنوا من تحديد ما يقرب من 26000 مريض مصاب بحصوات الكلى. 

ثم قام الفريق البحثي بعد ذلك بفحص ما إذا كان أي من هؤلاء المرضى قد وُصِفَ لهم أيّاً من 12 فئة مختلفة من المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم في ثلاثة أشهر إلى اثنتي عشر شهراً التي سبقت ظهور حصوات الكلى لديهم أم لا. 

وقد تم تحديد هذا الإطار الزمني الطويل لأن حصوات الكلى قد يستغرق تشكلها فترة تتراوح بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

وبعد الفحص والتدقيق وجد الباحثون إن المرضى الذين استخدموا مضادات حيوية من خمس فئات محددة ازداد لديهم خطر الإصابة بحصوات الكلى بشكل ملحوظ، وذلك بنسبة تتراوح بين 27 إلى 130% وفقاً لنوع المضاد الحيوي الذي تم استخدامه.

كما لاحظ الباحثون إن خطر الإصابة بحصوات الكلى كان أكبر في الأشهر الثلاثة أو الستة التالية لاستخدام المضادات الحيوية، ولكنه ظل موجوداً لمدة خمس سنوات بعد استخدام المضادات، وإن كان بدأ بالتناقص تدريجياً.

ومما تجدر الإشارة إليه إن هذه الزيادة في خطر الإصابة بحصوات الكلى بعد استخدام هذه المضادات الحيوية ظل موجوداً حتى بعد التحكم بعوامل الخطر الأخرى المتعلقة بحصوات الكلى، كالعمر والجنس والعرق، وعدوى المسالك البولية، والأدوية المستخدمة، والأمراض المزمنة والحالات الطبية الأخرى.

أما بالنسبة للسبب الكامن وراء هذه العلاقة، فلا يزال غير واضح تماماً، إلا أن الباحثون يعتقدون أن الأمر قد يكون بسبب التأثير السلبي المحتمل لهذه المضادات الحيوية على التركيب البكتيري الطبيعي في بنية الأمعاء والمسالك البولية (الميكروبيوم)، ولا سيما أنّ بعض الدراسات والأبحاث السابقة كانت قد أثبتت العلاقة بين اضطرابات بنية ميكروبيوم الأمعاء والمسالك البولية، وزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى. 


النتائج التي تم الوصول إليها في هذه الدراسة تتفق مع نتائج الدراسات السابقة، وهي بكل تأكيد لا تعني بأي شكل من الأشكال أنه يجب التجنب الكامل لاستخدام هذه المضادات الحيوية، وإنما تُشير إلى ضرورة الاستخدام الواعي والمناسب لها، القائم على الموازنة بين الفوائد والأضرار المحتملة لاستخدامها، وهذا لا يمكن أن يتم إلا تحت إشراف الأطباء.

وهذه الدراسة لا تشكل تحذيراً لعامة الناس فقط، وإنما كذلك تعد تحذيراً لأولئك الأطباء الذين يتساهلون كثيراً في الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بسبب أو بدون سبب.

ملاحظة: لم نذكر هنا اسماء الفئات الخمسة التي تمت تحديدها بأنها قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، وذلك لأنها لا تدخل ضمن مجال الثقافة الصحية التي نسعى لنشرها في اقرأ فكرة، فهي تُعتبر من الأمور المهمة لأهل الاختصاص فقط.

مع دعواتنا لكم بقلوب مطمئنة وعقول حكيمة وأبدان سليمة

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث