استهلاك الفطر له العديد من الفوائد على الصحة الجسدية والعقلية، ولكن رغم ذلك لا يتم استهلاكه من قبل عدد كبير من الناس، ويعود السبب في ذلك إلى عدم معرفتهم لفوائده الجمة وقيمته الغذائية العالية.
ولذلك نحاول ان نضع بين يديكم نتائج دراسات وأبحاث أكّدت على أهمية استهلاك الفطر، وبيّنت فوائدها الكثيرة على صحة الإنسان.
وقد نشرنا في هذا الخصوص مقال بعنوان (تناول الفطر قد يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب) والذي يمكنكم الوصول إليه بالضغط هنا. كما نشرنا مقالاً بعنوان (تناول الفطر قد يقلل من خطر الإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل والذي قد يتحول إلى الخرف) والذي يمكنكم الوصل إليه أيضاً من هنا.
أما في مقالنا اليوم سنلقي الضوء على نتائج دراسة بحثت في العلاقة بين استهلاك الفطر والوقاية من السرطان، فالسرطان يعد أحد أهم أسباب الوفاة على مستوى العالم، وقد أشارت هذه الدراسة التلوية التي كانت قد نُشِرت في آذار 2021 في مجلة Advances in Nutrition إلى أن استهلاك الفطر قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان.
والتحليل التلوي، هو نوع من التحاليل والدراسات الإحصائية، وفيه تُطَبق الطرق والأساليب الإحصائية المختلقة على نتائج عدة دراسات وأبحاث سابقة، قد تكون متوافقة أو متضادة من حيث نتائجها، وذلك من أجل إيجاد علاقة مشتركة ممكنة فيما بينها، وإضفاء قيمة إحصائية للنتيجة الجديدة التي يتم الوصول إليها.
وقد تمت هذه الدراسة التلوية بمراجعة 17 دراسة مختلفة عن السرطان كانت قد نُشرت في الفترة ما بين عامي 1966 و 2020، وبفحص بيانات عائدة لأكثر من 19500 مريض سرطان شملتهم تلك الدراسات.
وقد لاحظ الباحثون إن الأفراد الذين تناولوا 18 جراماً من الفطر يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 45% مقارنة بالأشخاص الذي لم يتناولوه.
ولاحظوا أيضاً بأن سرطان الثدي كان الأكثر تأثراً بهذه العلاقة، ووفقاً للباحثين فإن هذا قد يرجع إلى قلة الدراسات والأبحاث التي جرت بخصوص انواع السرطان الأخرى.
أما عن الآليات والأسباب التي قد تقف وراء ذلك فلم تستطع هذه الدراسة أن تحددها، ولكن الفطر نبات غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، وهو يحتوي على العديد من المكونات الهامة والتي قد تفسر هذه العلاقة.
فيعتقد الباحثون بإن مضادات الأكسدة القوية التي توجد في الفطر قد تلعب دوراً هاماً في انخفاض خطر الإصابة بالسرطان لدى مستهلكيه.
إذ يعد الفطر المصدر الأهم لحمض أميني يُدعى بالإرغوثيونين، وهو حمض أميني لا يتم تصنيعه في جسم الإنسان، ويعتبر مضاد أكسدة فعال جداً، إذ يحمي الخلايا والأنسجة في الجسم من الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي، وبالتالي يساهم في الوقاية من العديد من السرطانات والأمراض المزمنة.
والإجهاد التأكسدي هو حالة عدم توازن في نظام العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد في الجسم باتجاه انتاج المزيد من العوامل المؤكسدة (الجذور الحرة)، والتي قد تتسبب في إلحاق العديد من الأضرار بالخلايا والأنسجة مؤدية إلى ظهور أمراض ومشاكل صحية كثيرة مثل السرطانات والسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وكذلك بعض الأمراض النفسية كالفصام واضطرابات ثنائي القطب، والاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك يعد الفطر من المصادر النباتية الفريدة لفيتامين د، إذ أنه ينتج فيتامين د بشكل طبيعي بعد تعرضه لأشعة الشمس بعملية شبيهة بما يحدث في أجسام البشر، وذلك لأنها تحتوي على ستيرول نباتي يُدعى بالـ إرغوسترول Ergosterol والذي يشبه الكولسترول الموجود في جسم الإنسان.
وقد ارتبط الفيتامين د وفقاً لدراسات عديدة بانخفاض مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، كالقولون والثدي والبروستات، كما أنّ له دور هام جداً في صحة العظام، وتعديل المزاج، وتعزيز قدرة الجهاز المناعي للإنسان، والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة.
كما أن الفطر يحتوي على معدن السلينيوم والذي له دور هام كمضاد أكسدة، ويساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان وبعض الأمراض المزمنة الأخرى.
كما أنه يحتوي على فيتامينات ب كالريبوفلافين Riboflavin والنياسين Niacin وحمض البانتوثينيك Pantothenic Acid، وهي مهمة جداً من أجل الوقاية من الأمراض والبقاء بصحة جيدة.
هذه الدراسات والأبحاث كلها تؤكد على أهمية استهلاك الفطر، وضرورة إضافته إلى قائمة الوجبات الرئيسية، وذلك للحصول على الفوائد الكثيرة والقيمة الغذائية العالية التي يوفرها للمحافظة على صحة الجسم وسلامة العقل، وذلك إلى جانب الخضروات والفواكه الأخرى التي يجب تناولها والتنويع في استهلاكها.
يمكنكم قراءة تناول الفطر قد يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب و تناول الفطر قد يقلل من خطر الإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل والذي قد يتحول إلى الخرف للتعرف على المزيد من فوائد الفطر وخصائصه المميزة.
إرسال تعليق