
البيض من الأغذية الحيوانية التي يتم استهلاكها بشكل كبير بين الناس، وذلك لما له من الفوائد الكثيرة، فهو غني بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان الجسمية والعقلية.
ولكن كالكثير من الأطعمة الأخرى هناك بعض الغموض حول بعض الأمور المتعلقة باستهلاك البيض، كغسله، والطريقة الأفضل لتخزينه، والشكل الأفضل لتناوله، وكذلك كيفية التخلص من البكتيريا الضارة التي يمكن أن تأتي منه.
ولا سيما أنّ استهلاك البيض الملوث بالبكتيريا يعد أحد الأسباب الرئيسة لحالات التسمم الغذائي في جميع انحاء العالم، والتسمم الناتج عنه وإن كان يتم الشفاء منه بسلامة لدى معظم الناس، إلا أنّ بعضهم قد يعاني من أعراض شديدة كالإسهال والتقيؤ، والذي يمكن أن يؤثر على صحتهم بشكل كبير، مثل الأطفال والمسنين، وضعيفي المناعة، ومن يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
وهنا في مقالنا هذا سنحاول أن نجيب على بعض الأسئلة المتعلقة بغسل البيض، مثل هل يجب غسل البيض قبل تخزينه؟ متى يجب غسل البيض؟ كيف يمكن التخلص من الأوساخ التي قد تكون على قشرة البيض؟ ما هي درجة حرارة الأفضل للماء المستخدم في غسل البيض؟
هل يجب غسل البيض قبل تخزينه في الثلاجة؟
في الحقيقة أنَّ موضوع غسل البيض لا يزال موضع خلاف، ليس بين الباحثين والمختصين فقط، بل بين الدول الكبرى أيضاً، والتي تختلف في طريقة تعاملها مع البيض قبل تسويقها، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
لكن بشكل عام ينصح معظم الباحثين بضرورة عدم غسل البيض إلا قبل استهلاكه بمدة قليلة، وذلك لتجنب السماح للبكتيريا بالتسلل إلى داخل البيضة.
حيث أنّ قشرة البيضة تحتوي على العديد من المسامات، والتي تكون ضرورية لنمو الصيصان بشكل سليم بداخلها، ولكن هذه المسامات ليست مفتوحة أمام دخول البكتيريا في الحالة الطبيعية، حيث تكون محاطة بطبقة خارجية رقيقة جداً تسمى بالإنجليزية بـ bloom أو cuticle، وتشكل هذه الطبقة خط الدفاع الأول لدى البيض، فهي تمنع البكتيريا المتمركزة خارج البيضة من الوصول إلى داخلها من خلال هذه المسامات.
وغسل البيض عند شراءه وقبل تخزينه في البراد، يلحق الضرر بهذه الطبقة الواقية وربما يتسبب في إزالتها بالكلية، وهذا سيترك المجال مفتوحاً أما البكتيريا الضارة للانتقال إلى داخل البيضة من خلال المسامات الموجودة على قشرتها.
كما أن الرطوبة الناتجة عن الغسل من الممكن أن تتسبب في توسع هذه المسامات وتمددها، مما يسهّل على البكتيريا الموجودة خارج البيضة الوصول إلى داخلها والتكاثر فيها.
بالإضافة إلى ذلك فإن البيض الذي لا يتم غسله قبل التخزين يمكن الاحتفاظ بها لفترات أطول بكثير، وذلك لأن البيض الذي يتم غسله يكون معرضاً للفساد بشكل أسرع، وقابلاً لنمو البكتيريا الضارة فيه بشكل أكثر.
ولذلك كله يفضل الاحتفاظ بالبيض الذي يتم شراءه داخل الثلاجة في علبته ودون غسله حتى يحين موعد استهلاكه.
ولكن في حال تم غسل البيض قبل تخزينه، ما الذي يجب الانتباه إليه؟
كما قلنا يُنصح بعدم غسل البيض قبل التخزين وأن أفضل توقيت لغسله هو قبل الاستهلاك مباشرةً، ولكن ولسبب ما ككثرة الوسخ عليه أو لجهل بالمعلومة الصحيحة أو غيرها من الأسباب يمكن أن يقوم بعض الناس بغسلها، وهنا يجب الانتباه إلى الأمور التالية:
- يجب أن يتم غسل البيض تحت مياه جارية دافئة. وفي الأسفل تفصيل هام بخصوص درجة حرارة الماء المناسبة لغسل البيض.
- يجب تجنب تنظيفها من خلال نقعها في إناء أو أي شيء آخر.
- يجب الاقتصار على غسل البيض بالماء الدافئ فقط دون استخدام الصابون أو غيرها من المنظفات والتي يمكن أن تتسرب لداخل البيضة وتتسبب في تلوثه.
- يجب تجفيف البيض جيداً بعد غسله.
- يجب تخزين البيض بعد غسله في الثلاجة حصراً، وذلك لتقليل نمو البكتيريا الضارة فيه، وذلك على عكس البيض الذي لم يتم غسله، حيث يمكن الاحتفاظ به لعدة أيام خارج الثلاجة دون أن يلحق به أي ضرر (وإن كان من الأفضل وضعه في الثلاجة لزيادة عمره).
- يجب استهلاك البيض الذي تم غسله بشكل أسرع، وذلك لأنه يكون قابلاً للفساد أكثر من البيض الذي لم يتم غسله.
- كما يُنصَح بالتأكد من طهيه جيداً لضمان التخلص من القسم الأكبر من البكتيريا التي من الممكن أن تكون قد تكاثرت فيه.
كيف يمكن تنظيف قشرة البيض دون غسله؟
كما ذكرنا في الأعلى فإن غسل البيض قبل التخزين يمكن أن يكون له سلبيات أكثر من الإيجابيات، ولذلك يُنصح بالاحتفاظ بالبيض كما هو لحين موعد استهلاكه.
أما عند الرغبة في التخلص من الأوساخ الموجودة على قشرة البيض قبل تخزينها، فحينها يُنصح باستخدام طرق أخرى غير الغسل، كفركها برفق بقطعة قماش خشنة أو بمنديل ورقي أو غيره.
وبطبيعة الحال يجب أن تكون الأولوية عند شراء البيض اختيار البيض النظيف والسليم، لتجنب الوقوع في مثل هذه المشاكل.
كما أنه يجب على منتجي البيض العناية بمكان تواجد الدجاج، والاهتمام بنظافته بشكل كافي، لضمان بقاء البيضة نظيفة قدر الإمكان، مما يسهل على المستهلكين الأمر ويوفر لهم غذاء صحي وسليم خالي من العيوب والأمراض.
ما هي درجة الحرارة المناسبة للماء المستخدم في غسل البيض؟
إن درجة حرارة الماء المستخدم في غسل البيض مهمة جداً، وذلك لأهميتها في القدرة على التخلص من بعض العوامل الممرضة، وكذلك لتأثيرها على قشرة البيض ومكونات البيض الداخلية.
فإذا كانت درجة حرارة الماء المستخدم للغسيل أبرد من درجة حرارة البيض، فسيؤدي هذا إلى انكماش في مكونات البيضة الداخلية مما سُيحدث فراغ وضغط سلبي داخل البيضة، وهذا من الممكن أن يتسبب في انتقال ماء الغسيل والميكروبات الموجودة على سطح البيضة إلى داخلها.
أما إذا كانت درجة حرارة الماء المستخدم للغسل أكبر بكثير من درجة حرارة البيضة نفسها، فهذا قد يسبب تمدداً سريعاً في مكونات البيضة الداخلية، وزيادة الضغط الداخلي، وبالتالي زيادة احتمالية التسبب بشقوق وكسر في قشرة البيضة.
ولذلك ينصح المختصون باستخدام ماء دافئ تكون درجة حرارته أكثر من درجة حرارة البيضة بـ 10 إلى 20 درجة مئوية، وهي الدرجة المناسبة التي ستمنع تشكل الضغط السلبي داخل البيضة والذي يتسبب في امتصاص الماء الملوث والميكروبات إلى داخل البيضة، كما سيمنع من تشكل التمدد السريع والضغط الإيجابي الكبير الذي يمكن أن يتسبب في كسر وتشقق قشرة البيض.
فمثلاً البيض الذي نُخرجه من الثلاجة تكون درجة حرارته تقريباً 4-5 درجة مئوية، فإذا أردنا غسله يُقضَّل أن تكون درجة حرارة الماء على الأقل 24-25 درجة مئوية.
وبشكل عام يفضل أن يكوم الماء دافئاً لا بارداً جداً، ولا ساخناً جداً.
إرسال تعليق