الإسعافات الأولية (2): مقدمة عامة 2

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:التعرف على الحالات والمواقف الطارئة وأهمية التدخل الفوري والأسباب التي تمنع الناس من التدخل والحصول على الموافقة في الإسعافات الأولية
الإسعافات الأولية (2): مقدمة عامة 2

في الدرس الثاني من سلسلة الإسعافات الأولية التي بدأناها في اقرأ فكرة تحت شعار ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، سنتطرق إلى العلامات التي تُشير إلى وجود حالة طارئة، وإلى أهمية التدخل الفوري لتقديم المساعدة بمجرد التعرف على الحالة الطارئة، كما سنوضح الأسباب التي قد تمنع الناس من الإقدام على تقديم المساعدة، وسنتحدث في النهاية عن أخذ الموافقة قبل القيام بأي إجراءات.

يمكنكم الوصول لجميع منشورات سلسلة الإسعافات الأولية بالضغط هنا.

التعرف على الحالات والمواقف الطارئة

إن التعرف على المواقف الطارئة وتحديد الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلاً من قبل المسعف الأولي تعد خطوة أساسية لضمان القيام بالتدخل المناسب في الوقت والمكان المناسبين. 

وهناك مجموعة من العلامات والإشارات التي قد تساعد في التعرف على الحالات والمواقف الطارئة وهي:

سماع أصوات غير طبيعية

  • سماع صراخ أو أنين أو استغاثة شخص ما.
  • سماع أصوات ضوضاء مفاجئة مثل صوت كسر الزجاج أو أصوات الإطارات أو أصوات ناتجة عن تضارب معدنين ببعضهما بشكل قوي.

وجود معالم غير عادية في مكان ما

  • وسيلة مواصلات متوقفة على جانب الطريق.
  • دخان أو حريق في مكان غير معتاد.
  • شخص ينزف بشدة.
  • شخص مستلقي على الأرض بلا حركة.
  • شخص ينهار فجأة، أو شخص تظهر عليه علامات غير طبيعية مثل كثرة التعرق أو تغير مفاجئ في لون الجلد بدون سبب واضح.

وجود روائح غير عادية

  • رائحة كيميائية كريهة أو قوية بشكل غير عادي.
  • رائحة الدخان.
  • رائحة الغاز.

بناءً على العلامات والإشارات السابقة في أغلب الأحيان تكون الحالات الطارئة واضحة ويمكن ملاحظتها بسهولة من قبل أي شخص، إلا أنه في بعض الأحيان قد تكون العلامات والإشارات التي تدل على وجود حالة طارئة صعبة الملاحظة، فعلى سبيل المثال قد يكون الصمت المطبق في بعض الأحيان من العلامات النادرة على وجود شيء غير معتاد، وكذلك حدوث تغييرات صغيرة في تصرفات ومظهر شخص ما. وهنا يأتي دور دقة الملاحظة في تحديد الحالات الطارئة والحرجة.

التدخل الفوري

بعد التعرف على الحالة الطارئة يجب على المسعف الأولي التدخل فوراً للقيام بالإجراءات اللازمة والضرورية، هذا التدخل الفوري قد يشكل فارق بين الحياة والموت بالنسبة للشخص المصاب.

ولكن قد لا يستطيع جميع الأشخاص القيام بالتدخل فوراً بمجرد التعرف على وجود حالة حرجة، وذلك لأسباب عديدة، منها إصابتهم بالذعر والخوف للوهلة الأولى، أوعدم استعدادهم لمثل هذه الظروف، أوعدم تلقيهم للتدريب والتعليم المناسب، بالإضافة إلى أسباب أخرى تطرقنا إليها بنوع من التفصيل في الفقرة التالية.

ولكن وفي كل الأحوال، وحتى عند اتخاذ القرار بعدم التدخل في الموقف يجب الاتصال بالطوارئ دون انتظار بأي شكل من الأشكال، فهذا الأمر لوحده قد يكون كافياً بإنقاذ أرواح ومنع إعاقات.

يُفضل دائماً الاتصال بسيارة الإسعاف لنقل المرضى، بدل من القيام بنقلهم شخصياً، لأن عملية نقل المرضى قد تكون صعبة وتسبب ضياعاً للوقت، وتؤخر الدعم الإسعافي الطبي الذي كان يمكن أن يتلقاه المصاب في مكان الحادث بوصول المسعفين الطبيين.

لماذا قد لا يُقدِم الناس على تقديم المساعدة

في بعض الحالات والمواقف قد لا يرغب بعض الناس في التدخل وتقديم المساعدة، وهناك العديد من الأسباب التي قد تقف وراء هذا الموقف ومنها:

انتظار الآخرين

من أهم الأسباب التي قد تمنع بعض الناس من تقديم المساعدة هو انتظار الآخرين لفعل ذلك وأخذ موقف المتفرج فقط، إلا أن هذا التفكير ليس بتفكير صحيح، بل يجب المبادرة بالتدخل فور رؤية العلامات التي تدل على وجود حالة طارئة، وذلك تفادياً لتضييع الوقت في انتظار الآخرين، والقيام بتقديم المساعدة المناسبة في أسرع وقت ممكن، وكذلك لتشجيع الآخرين على المساعدة والتطوع لإنقاذ الضحايا. 

كما أن المهام التي يمكن القيام بها في مثل هذه المواقف كثيرة، مثل توجيه الأشخاص الموجودين في الجوار، والسيطرة على الحشد، وإحضار الأدوات والمعدات اللازمة، والاتصال بفرق الطوارئ، وتقديم الرعاية للمرضى والمصابين وغيرها الكثير، وقد يكون من الصعب جداً على شخص واحد فقط القيام بكل هذه المهام، ولذلك يجب المباردة بتقديم المساعدة حتى ولو كان هناك مَنْ تدخل بالفعل، وسؤاله عمّا إذا كان هناك شيء يجب القيام به، وهذا من شأنه تسهيل الأمور أكثر وتسريع عملية الانقاذ والشفاء.

وجود حشد وازدحام في مكان الحادث لا يدل بأي شكل من الأشكال على أن التدخل المناسب قد تم، وإنه ليس هناك حاجة لتقديم الدعم بعد الآن، بل يجب التأكد من ذلك، فليس بأمر نادر أن لا يتواجد ضمن كل الحشد شخص جريء وقادر على أخذ زمام المبادرة لتقديم المساعدة.

الانزعاج من رؤية الدم أو الجروح الحرجة

بعض الناس قد يُصاب بالإغماء والغثيان والقيء عند رؤية الدم أو الجروح والإصابات العميقة، وهذا يعد سبباً يمنعهم من التدخل لإنقاذ الضحايا وتقديم المساعدة للمصابين.

يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الابتعاد للحظة عن مكان الحادث، وتهدئة أنفسهم، وأخذ نفس عميق، وثم محاولة تقديم المساعدة بعد ذلك.

وإذا كانوا لايزالون لا يستطيعون التدخل المباشر لإنقاذ المصابين واسعافهم رغم ذلك، فإنّ هذا لا يعني عدم قدرتهم على القيام بأي أمر آخر، فبإمكانهم كما ذكرنا في الأعلى تقديم المساعدة بأشكال أخرى، وتسهيل الأمر على مسعفي المصابين والمعتنين بهم، كالاتصال بالطوارئ وإحضار الأدوات والمستلزمات الضرورية، ومراقبة المكان، وتوفير الأمان للمسعفين الآخرين وغيرها من الأمور.

الخوف من التقاط العدوى والإصابة بأمراض خطيرة

بعض الناس قد يمتنع عن التدخل وتقديم المساعدة خوفاً من أن يلتقط العدوى ويُصاب بأمراض خطيرة أخرى نتيجة التماس المباشر مع المصابين ومفرزاتهم، وهذا التفكير وإن كان صحيحاً من حيث المبدأ، إلا أنه يجب ألّا يكون مانعاً للتدخل، لأنه هناك الكثير من الطرق والأساليب التي تساعد على تقليل العدوى والإصابة بالأمراض، ويمكن التعرف عليها من خلال الالتحاق بدورة تدريبية للإسعافات الأولية.

وسنتطرق لوسائل الحماية وأساليب الوقاية من العدوى والأمراض بشيء من التفصيل إن شاء الله في الدروس اللاحقة.

الخوف من ارتكاب الأخطاء والمحاسبة القانونية

الخوف من ارتكاب الأخطاء والتسبب بتدهور الحالة الصحية للمصابين والتعرض للمحاسبة القانونية تعد من الأسباب الرئيسية لامتناع الناس عن التدخل في الحالات الطارئة وتقديم المساعدة للمصابين، إلا أنه يمكن التغلب على هذا الشعور واكتساب الثقة بالنفس والحصول على نوع من الأمان القانوني من خلال مجموعة من الخطوات وهي:

  • تعلم المبادئ النظرية للإسعافات الأولية واتقان المهارات العملية الخاصة بها.
  • التركيز على القيام بما هو ضروري فقط مما تم تعلمه واتقانه، دون تجاوز الحدود للقيام بأمور خطيرة تقع ضمن مسؤولية الأطباء والمسعفين الطبيين فقط.
  • الحصول على الموافقة بالتدخل.
  • عدم ترك تقديم المساعدة بعد البدء فيه قدر الإسطاع حتى وصول الفريق الطبي المتخصص، أو حتى يصبح الموقف والمكان غير آمن للبقاء فيه.

ويجب معرفة أنّ قوانين الدول بشكل عام تحمي المسعفين الأوليين من المسائلة القانونية ما داموا لم يقصدوا الإساءة إلى المصابين وإيذائهم، ومادامت تصرفاتهم وأفعالهم ضمن نطاق المعقول الذي تعلموه في دورات الإسعافات الأولية.

الشي الأكثر ضرراً الذي يمكن أن يتسبب به الشخص للمصابين والمرضى هو عدم التدخل بتاتاً.

الحصول على الموافقة

كما ذكرنا في الأعلى فإن الحصول على الموافقة (الأذن) لتقديم المساعدة يعتبر من الأمور المهمة جداً لتفادي المشاكل القانونية، ولذلك يجب على المسعف الأولي محاولة أخذا الموافقة قبل الإقدام على القيام بأي تدخل إسعافي، وذلك بعد أن يخبرهم باسمه وبتلقيه لدروس وتدريبات عملية في الاسعافات الأولية، وبطبيعة المساعدة التي سيحاول تقديمها.

ويجب أخذ الموافقة من المريض أو المصاب نفسه إذا كان بالغاً، واعياً، وعاقلاً قادراً على اتخاذ القرارات السليمة، أو من الأهل إذا كان المصاب طفلاً، وهذا يسمى بالموافقة العلنية.

أما إذا كان المصاب شخصاً بالغاً فاقداً للوعي، أو طفلاً لوحده دون تواجد للأهل في مكان الحادث، فحينها يجب تقديم المساعدة والقيام بالإجراءات المطلوبة دون انتظار الموافقة، وهذا ما يسمى بالموافقة الضمنية، إذ نفترض إن المصاب لو كان واعياً كان سيوافق على ذلك، وكذلك الأمر بنسبة لأهل الطفل لو كانوا متواجدين. (والسن القانونية التي يُتعامل على أساسها مع المصاب كطفل أو بالغ يختلف من دولة إلى أخرى)

ويمكن التعبير عن الموافقة من قبل المصاب أو الأهل إما شفهياً أو عن طريق إيماءة بالرأس.

ويجب على المسعف الأولي احترام حرية المصاب أو أهل الطفل عند رفضهم لتقديم المساعدة، وعدم التدخل بالقوة بتاتاً، وإنما يُنصح بالاستمرار في محاولة شرح ضرورة تقديم المساعدة واقناعهم بحاجتهم إلى ذلك، وفي حال الاستمرار في الرفض يمكن البقاء بالقرب من مكان الحادث تحسباً لأي حاجة لاحقة كأن تسوء الحالة، أو للتدخل عند تغيير المصاب أو الأهل رأيهم.

وعند عدم الحصول على الأذن بالتدخل يُفضّل أيضاً الاتصال بالطوارئ واخبارهم بوجود حالة طارئة يرفض المصابين فيه أو أوليائهم إعطاء الأذن بالتدخل وتقديم المساعدة.

يمكنكم الوصول لجميع منشورات سلسلة الإسعافات الأولية بالضغط هنا.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث