الإنهاك الحيوي قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:بحث يؤكد على أن الإرهاق الحيوي من التعب المفرط والكآبة وزيادة الحساسية قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
الإنهاك الحيوي قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

أشار بحث تم تقديمه عام 2021 في مؤتمر علمي عبر الإنترنيت للجمعية الأوروبية لأمراض القلب European Society of Cardiology (ESC) إلى أن الرجال الذين يعانون من إرهاق حيوي شديد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية.

والإرهاق الحيوي (الإنهاك الحيوي / الإعياء الحيوي) وفقاً لتعريف القائمين على البحث هو عبارة عن تعب المفرط، وشعور بالإحباط والكآبة (تعكّر المزاج)، وزيادة الحساسية (سرعة الغضب).

حيث قام المشروفون على هذا البحث بتقييم العلاقة بين الإرهاق الحيوي وخطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب من خلال دراسة 657 رجلاً تتراوح أعمارهم ما بين ال 25 و 64 سنة، ليس لديهم أي تاريخ مرضي سابق للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 

إذ قاموا بتقييم مستويات الإرهاق لدى المشاركين باستخدام استبيانات خاصة بذلك، وبناءً على ذلك تم تصنيفهم في ثلاث مجموعات: مجموعة لا تعاني من إرهاق حيوي (33%)، مجموعة تعاني من مستويات إرهاق متوسطة (52%)، ومجموعة ثالثة تعاني من مستويات مرتفعة من الإرهاق (15%). 

ثم تمت متابعة المشاركين ومراقبتهم لمدة 15 عاماً، ووجد الباحثين إنه بالمقارنة مع المجموعة التي لم تكن تعاني من إرهاق حيوي بتاتاً، فإن أولئك الذين كانوا يعانون من مستويات مرتفعة أو متوسطة منه كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار 2.7 ضعف خلال خمس سنوات، و2.25 ضعف خلال 10 سنوات و2.1 ضعف خلال 14 سنة التالية.

وعندما تم التحكم بعوامل الخطر الأخرى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كالعوامل الاجتماعية (التعليم، والمهنة، والحالة الاجتماعية)، والعمر وغير ذلك، انخفض تأثير الإرهاق والتعب على زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية، ولكن بقي التأثير ذات دلالة إحصائية.

إذ أنه بالمقارنة مع أولئك الذين لم يكونوا يعانون من إرهاق حيوي، كان الرجال الذين يعانون من مستويات معتدلة أو عالية منه أكثر عرضة للإصابة باحتشاء عضلة القلب بنسبة 16% على مدى 14 عاماً من المتابعة.

كل هذه النتائج تشير إلى أن تقليل التوتر في المنزل والعمل يمكن أن يساعد في تقليل الإرهاق، وبالتالي يساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

والإرهاق الحيوي غالباً ما يكون استجابة لمشاكل مستعصية يعاني منها الشخص في حياته، وخاصة الإجهاد المستمر، وقد يكون ذلك نتيجة الضغوط المالية أو الشخصية أو المجتمعية التي يتعين على الشخص التعامل معها بشكل مستمر.

وبالنسبة للآليات التي يمكن أن يؤدي بها الإرهاق الحيوي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، فعلى الرغم من عدم التوصل لنتائج أكيدة إلا أن الباحثين يقترحون مجموعة من النظريات والتي منها:

  • إن الإجهاد الجسدي والتوتر النفسي يمكن أن يتسببا في زيادة ضغط الدم، وهو يعد عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية كالنوبة القلبية والسكتة الدماغية.
  • كما أن التوتر والإرهاق النفسي يمكن أن يؤديا إلى الإفراط في تناول الطعام، وهذا يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة الكولسترول والإصابة بالسمنة، وهو يعد عامل خطر رئيسي كذلك للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • كما أن التناول المفرط للطعام وزيادة الوزن يمكن أن تؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم، وهذا قد يؤدي إلى الإصابة بمقدمات السكري أو مرض السكري وكلاهما يعدان من عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • والسمنة ومقاومة الأنسولين ومرض السكري يمكن أن تسبب حالة من الالتهاب المستمر في الجسم، وهو عامل خطر آخر على صحة القلب.
  • كما يمكن أن يؤدي التوتر والاكتئاب إلى أنماط غير طبيعية من النوم، وهذا ما يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الجهاز القلبي الوعائي.
  • كما أن التوتر والإرهاق النفسي يمكن أن تشكل عائقاً عن ممارسة التمارين الرياضية والاستمرار فيها، وهذا يمكن أن يعود بنتائج سلبية كثيرة على صحة الإنسان.

ومن الملاحظات القيمة التي شاهدها الباحثون خلال الدراسة:

إن خطر الإصابة بنوبة قلبية مرتبطة بالإرهاق الحيوي كان أعلى لدى أولئك الذين لم يتزوجوا بتاتاً، أو الذين طلقوا زوجاتهم أو الأرامل بالمقارنة مع الرجال المتزوجين. 

وهذا يمكن أن يكون نابعاً من كون العيش وحيداً يشير إلى دعم اجتماعي أقل، وهو ما تم إثباته في عدة دراسات سابقة بكونه عامل خطر مستقل لاحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية.

كما لاحظوا أن خطر الإصابة بنوبة قلبية مرتبطة بالإرهاق الحيوي كان أعلى بمقدار الضعف لدى أولئك الذين تلقوا تعليماً ابتدائياً مقارنة بأولئك الحاصلين على شهادات جامعية.

وهذا بطبيعة الحال يمكن أن يكون ناتجاً عن وجود وعي صحي أكثر لدى الجامعيين، وفي قدرتهم الحصول على أعمال مريحة أكثر، وتحسين ظروف حياتهم بشكل أفضل.


وهذه الدراسة هي ليست أول دراسة تؤكد على التأثير السلبي للإنهاك النفسي والجسدي على صحة الإنسان، ولن تكون الأخيرة، وهذا يبين ضرورة أن يعتني الإنسان بجسده وروحه، ويسعى لأن يوفر لجسده الراحة التي يحتاجها ويقدم له حاجاته، وأن يوفر لروحه الغذاء المناسب، وباختصار يبين أهمية أن لا ينسى الإنسان نفسه في خضم هذا التسارع والضجيج الذي يحيط به.

وفي النهاية دعواتنا لكم بقلوب مطمئنة وعقول حكيمة وأبدان سليمة

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث