نمط الحياة الصحي قد يوازن المخاطر الوراثية للإصابة بالسكتة الدماغية

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:دراسة جديدة تؤكد على أن اتباع نمط حياة صحي للقلب والأوعية الدموية يوازن المخاطر الوراثية للإصابة بالسكتة الدماغية.
نمط الحياة الصحي قد يوازن المخاطر الوراثية للإصابة بالسكتة الدماغية

السكتة الدماغية هي السبب الرئيس الثاني للوفاة، والسبب الرئيس الأول للعجز والخرف في جميع أنحاء العالم.

ووفقاً لإحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإنه في كل عام يعاني 795 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية من سكتة دماغية. وهذا يعني إصابة شخص كل 40 ثانية بالسكتة الدماغية، وموت شخص كل 3.5 دقائق بها.

والسكتة الدماغية تشمل كلاً من السكتة الدماغية الإقفارية (احتشاء دماغي خثاري وانصمامي) وهي تمثل حوالي 80% من حالات السكتة الدماغية، والسكتة الدماغية النزفية (نزيف تحت العنكبوتية ونزيف داخل المخ) وهي الأقل شيوعاً.

وقد يلعب كل من البنية الوراثية (التركيب الجيني) للإنسان وأسلوب حياته على حد سواء دوراً هاماً في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ولكن على الرغم من ذلك حتى بالنسبة لأولئك الذين لديهم مخاطر وراثية عالية للإصابة بالسكتة الدماغية، فإن اتباع نمط حياة صحي للقلب والأوعية الدموية يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية خلال حياتهم وذلك وفقاً لبحث جديد نُشرت نتائجه في مجلة جمعية القلب الأمريكية.

حيث اشتملت هذه الدراسة على أكثر من 11500 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 سنة، 45% منهم من الذكور و55% منهم من الإناث، وليس لديهم أي تاريخ مرضي سابق للإصابة بالسكتة الدماغية.

ثم قدر الباحثون خطر  الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى لدى المشاركين خلال حياتهم وفقاً لمستويات المخاطر الجينية (الوراثية) وذلك بناءً على درجة مخاطر السكتة الدماغية متعددة الجينات.

إذ يتم اشتقاق درجات المخاطر متعددة الجينات من أكثر من 3 ملايين متغير جيني genetic variants أو تعدد أشكال النيكليوتيدات المفردة single-nucleotide polymorphisms عبر الجينوم كلِّه.

وبناءً على عدد أشكال النيكليوتيدات المفردة المرتبطة بالسكتة الدماغية لديهم تم تصنيف المشاركين على أنهم إما لديهم مخاطر وراثية منخفضة أو مخاطر وراثية متوسطة أو مخاطر وراثية عالية.

ثم قام الباحثون بتحديد ما إذا كان المشاركون يتبعون نمط حياة صحي للقلب والأوعية الدموية أو لا، وذلك بتصنيفهم وفق درجات مقياس Life's Simple 7 الصادر عن جمعية القلب الأمريكية.

ومقياس Life's Simple 7 وهو مقياس مؤلف من سبعة عوامل خطر قابلة للتعديل لأمراض القلب والأوعية الدموية وهي:

  • التدخين
  • النظام الغذائي
  • النشاط البدني
  • الوزن الزائد
  • ارتفاع ضغط الدَّم
  • ارتفاع مستويات الكولسترول في الدَّم
  • ارتفاع نسبة السكر في الدَّم

ويتم تصنيف صحة القلب والأوعية الدموية لدى المشاركين بناءً على الدرجة الإجمالية للمكونات الصحية للقلب والأوعية الدموية المثالية لديهم وفق  Life's Simple 7 على أنها: مثالية أو متوسطة أو غير كافية.

هذه الدراسة استخدمت مقاييس Life's Simple 7 التي صدرت عام 2010 عن جمعية القلب الأمريكية، ولكن الجمعية أصدرت بتاريخ 29 يونيو 2022 مقياساً موسعاً باسم Life's Essential 8 بعد إضافة النوم كعنصر إضافي ثامن لصحة القلب والأوعية الدموية.

وقد تمت متابعة المشاركين لحوالي 28 عاماً، وخلال مدة المتابعة تم تشخيص 1138 حالة إصابة بالسكتة دماغية، 159 (14%) منها من فئة المخاطر الوراثية المنخفضة، 475 (41.7%) منها من فئة المخاطر الوراثية المتوسطة، 504 (44.3%) منها من فئة المخاطر الوراثية العالية.

حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين حصلوا على درجة مخاطر وراثية منخفضة كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية على مدى الحياة.

إذ كانت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بينهم 9.6%. بينما كانت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية على مدى الحياة 13.8% لدى المشاركين الحاصلين على درجة مخاطر وراثية متوسطة، و23.2% لدى المشاركين الحاصلين على درجة مخاطر وراثية عالية. 

بوجهٍ عام عانى الأشخاص الذين كان لديهم التزاماً أقل بقواعد الحياة الصحية للقلب والأوعية الدموية من معظم حالات السكتة الدماغية التي تم تسجيلها خلال مدة المتابعة (56.8%)، بينما عانى الأشخاص ذوو الالتزام العالي من 71 حالة سكتة دماغية فقط (6.2%).

كما وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مخاطر جينية عالية للإصابة بالسكتة الدماغية إلى جانب صحة قلب وأوعية دموية غير كافية (الأقل اتباعاً لأسلوب الحياة الصحية للقلب والأوعية الدموية) كان لديهم أعلى خطر للإصابة بالسكتة الدماغية خلال حياتهم وذلك بنسبة 24.8%.

وبغض النظر عن مستوى الخطر الوراثي للسكتة الدماغية، فإن أولئك الذين كان لديهم صحة قلب وأوعية دموية مثالية (أولئك الذين اتبعوا أسلوب الحياة الصحي للقلب والأوعية الدموية بأفضل شكل) كان لديهم أقل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية خلال حياتهم.

كما لاحظ الباحثون أن أولئك الذين كانت لديهم مخاطر وراثية عالية للإصابة بالسكتة الدماغية إلى جانب صحة قلب وأوعية دموية مثالية قللوا من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية خلال حياتهم بنسبة تصل إلى 30-43%، وهذا ما تُرجم إلى حوالي ست سنوات إضافية في حياتهم دون المعاناة من سكتة دماغية.

 

هذه الدراسة تبين أهمية اتباع نمط الحياة الصحية في الوقاية من الأمراض الخطيرة والمزمنة حتى لدى الأشخاص الذين قد يكون لديهم مخاطر وراثية عالية للإصابة بها.

 

يمكنكم الاطلاع على تفاصيل الدراسة من هنا.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث