وفقاً لدراسة جديدة نُشرت نتائجها في مجلة القلب الأوروبية فإن الأشخاص الذين يقومون بوضع ملح "إضافي" في طعامهم على المائدة بشكل دائم - بغض النظر عن الملح المُضاف إليه أثناء الطبخ - يكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة لأي سبب من الأسباب.
وتعتبر هذه الدراسة أول دراسة تقوم بتقييم العلاقة بين إضافة الملح للطعام على المائدة والوفاة المبكرة. وإضافة الملح إلى الطعام على المائدة رغم ما أُضيف إليه أثناء الطهي يعد سلوكاً شائعاً جداً بين الناس، ويزيد من مدخول الملح اليومي بشكل كبير.
وقد ربطت الأبحاث والدراسات السابقة بين الإفراط في تناول الملح والإصابة بالعديد
من الأمراض كالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك الوفاة بسببها.
قام الباحثون في هذه الدراسة بتحليل بيانات أكثر من 501000 شخص مشارك في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة. وقد كان يُسأل المشاركين عند الانضمام بين عامي 2006 و 2010 عبر استبيان عما إذا كانوا يضيفون الملح إلى طعامهم على المائدة أم لا، وتم تصنيفهم وفقاً لإجاباتهم بأحد الأجوبة الخمسة التالية: 1- أبداً / نادراً 2- أحياناً 3- عادةً 4- دائماً 5- أفضل عدم الإجابة
وقد تم استبعاد أولئك الأشخاص الذين فضّلوا عدم الإجابة، كما قام الباحثون بأخذ بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على نتائج الدراسة بعين الاعتبار، مثل: العمر والجنس والعرق والوضع الاجتماعي والمستوى الاقتصادي ومؤشر كتلة الجسم والتدخين وتناول الكحول والنشاط البدني والنظام الغذائي وكذلك بعض الحالات الطبية مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتم تعريف الوفاة المبكرة بكونه الوفاة قبل سن 75 عاماً، وبعد متابعة المشاركين لمدة 9 سنوات تقريباً وجد الباحثون بأن خطر الوفاة المبكرة ازداد لدى الأشخاص الذين كانوا يفضّلون دائماً وضع ملح "إضافي" في طعامهم على المائدة بنسبة 28% مقارنةً مع أولئك الذين لم يكن يضعون أي ملح إضافي أو كانوا يضعون نادراً بعض الملح الإضافي.
بالإضافة إلى هذا وجد الباحثون انخفاض متوسط العمر المتوقع بين أولئك الأشخاص الذين كانوا يضعون ملحاً إضافياً إلى طعامهم بشكل دائم، حيث انخفض متوسط العمر المتوقع في سن الخمسين بـ 1.5 سنة لدى النساء و 2.28 سنة لدى الرجال منهم.
كما وجد الباحثون أيضاً أن مخاطر الوفاة المبكرة وانخفاض متوسط العمر المتوقع لدى أولئك الأشخاص الذين كانوا يضعون دائماً ملحاً إضافياً في الطعام على المائدة كانت تميل إلى الانخفاض قليلاً لدى الأشخاص الذين كانوا يتناولون كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات.
ورغم إن هذه النتائج لم تكن ذات دلالة إحصائية، إلا أنّ
الباحثين يعتقدون بأن غنى هذه الأطعمة بالبوتاسيوم هو الذي أثّر في هذا، إذ إن
البوتاسيوم له بعض الوظائف الوقائية ويرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة، مما
يساهم في عكس بعض النتائج السلبية للإفراط في تناول الصوديوم.
وهذه
الدراسة كما ذكرنا تعد أول دراسة حللت العلاقة بين إضافة الملح إلى الطعام على
المائدة وزيادة خطر الوفاة المبكرة، وهذا يولد الحاجة إلى المزيد من البحث
والدراسة للتحقق من صحة النتائج قبل الإقدام على تقديم أي نصائح أو توصيات طبية
مؤكدة بهذا الخصوص.
كما أن هذه الدراسة وإن كانت نتائجها متوافقة مع بعض الدراسات والأبحاث التي أكدت
التأثير السلبي للاستهلاك المفرط للصوديوم إلا أنها أنها تتعارض مع بعض الدراسات
الأخرى التي بيّنت العكس.
ولكن رغم هذا فإن الامتناع عن وضع ملح إضافي إلى الطعام على المائدة قد يكون له تأثير إيجابي على صحة الإنسان، ولا سيما إذا ما علمنا أن الإنسان في يومنا هذا غالباً ما يحصل على الكمية المطلوبة والصحية من الملح عن طريق الملح المُضاف أثناء الطبخ أو الموجود في بعض الأغذية والأطعمة بشكل طبيعي.
كما أن الإكثار من تناول الخضار والفواكه يمكن أن يساهم في الوقاية من بعض الآثار السلبية لتناول الملح على صحة الإنسان.
يمكن الاطلاع على جميع تفاصيل الدراسة من هنا.
إرسال تعليق