فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل والأم والأسرة

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:الفوائد الكثيرة للرضاعة الطبيعية وحليب الأم على الطفل والأم المرضعة والأسرة بأكملها.

هنالك العديد من الفوائد للرضاعة الطبيعية وحليب الأم على صحة كل من الأم والطفل معاً، كما أن فوائد الرضاعة الطبيعية وحليب الأم تتعدى هؤلاء لتشمل الأسرة بأكملها أيضاً.

فحليب الأم هو أفضل غذاء يمكن إعطاؤه للطفل الرضيع، إذ يوفر له جميع ما يحتاج إليه من عناصر غذائية وعوامل نمو مختلفة وعوامل مناعية تحميه من العديد من الأمراض.

ولكثرة فوائد الرضاعة الطبيعية وحليب الأم فإن معظم المؤسسات الطبية وبما فيها منظمة الصحة العالمية توصي بالاقتصار على إرضاع الطفل حليب الأم فقط خلال الأشهر الستة الأولى من عمره.

كما أنها توصي بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية إلى جانب مكملات ومواد غذائية مناسبة للمرحلة العمرية للطفل الرضيع حتى نهاية السنة الثانية من عمره.

وهنا سنحاول أن نذكر بنوع من التفصيل فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل والأم والأسرة.

فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل والأم والأسرة

فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل

هناك العديد من الفوائد للرضاعة الطبيعية وحليب الأم على صحة الطفل الرضيع، ولا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل على مرحلة الرضاعة فقط، وإنما تتعداها إلى جميع مراحل حياته الأخرى أيضاً.

وبناءً على هذا يمكن تصنيف فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل حسب فترة ظهورها وتأثيرها إلى، فوائد قصيرة المدى وفوائد بعيدة المدى.

فوائد الرضاعة الطبيعية قصيرة المدى على الطفل

  • تقوي الرضاعة الطبيعية العلاقة بين الأم وطفلها، وتؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية لكليهما. وهذه من أهم فوائد الرضاعة الطبيعية.
  • حليب الأم يوفر جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل بشكل سليم ولا سيما خلال الأشهر الستة الأولى من عمره. كما يوفر الكمية الكافية من الماء للطفل لتأمين الرطوبة المناسبة له.
  • يحتوي حليب الأم على عوامل نمو مختلفة تساهم في نمو الطفل بشكل صحي وسليم، مثل: عامل نمو البشرة EGF، عام نمو الأعصاب NGF، عامل النمو شبيه الإنسولين IGF، الحمض الأميني جلوتامين، الحمض الأميني تاورين ... إلخ.
  • تتغير خصائص وطبيعة مكونات حليب الأم وفقاً لاحتياجات الطفل الفيزيولوجية ومرحلته العمرية وخاصةً خلال الشهر الأول من حياته. حتى إن هذه التغييرات تحدث أيضاً بين بداية جلسة الرضاعة ونهايتها.
  • يعد حليب الأم أفضل غذاء متوافق مع طبيعة الجهاز الهضمي للطفل الرضيع الذي يتمكن بسهولة من هضم مكوناته وامتصاص عناصره الغذائية.
  • إن التلامس الجلدي المبكر بين الأم وطفلها الذي يمكن تحقيقه في أثناء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة له العديد من الفوائد السلوكية العصبية التي يمكن أن تساعد الطفل على التكيف مع الحياة خارج الرحم. فعلى المدى القصير يمكن أن يقلل التلامس الجلدي المبكر من بكاء الطفل الرضيع، ويزيد من مستويات الغلوكوز في دم الطفل، ويعزز من استقرار الأعضاء الحيوية في جسمه مثل القلب والجهاز التنفسي. كما يساعد التلامس الجلدي المبكر بين الأم وطفلها على تعزيز الرضاعة الطبيعية وزيادة فرص نجاحها واستمرارها وبالتي ضمان الحصول على الفوائد الأخرى للرضاعة الطبيعية.
  • إن الرضاعة الطبيعية يمكن أن يكون لها تأثير مسكن على الطفل الرضيع، حيث لوحظ أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يعانون من درجات توتر وألم أقل في أثناء تعرضهم لإجراءات طبية مؤلمة بالمقارنة مع أولئك الذين يرضعون حليباً صناعياً. ويُعتقد أن هذا التأثير المسكن للرضاعة الطبيعية والتلامس الجلدي الناتج عنها فعال وآمن مثل الأدوية المسكنة.
  • إن مكونات حليب الأم تساهم في النمو الطبيعي والسليم للجهاز الهضمي ووظيفته، وفي تطور البنية الميكروبية السليمة والمثالية للأمعاء. فبالمقارنة مع الحليب الصناعي ثبت أن حليب الأم يقلل من مخاطر الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء والإسهال، ويزيد ويسرع من إفراغ المعدة، ويقلل من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والقولون الناخر عند الأطفال الخدج.
  • يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة يمكنها أن تساعد الطفل على مقاومة الكثير من الأمراض المعدية. ومع أن الأجسام المضادة تكون موجودة في حليب الأم طوال مدة الرضاعة إلا أنها توجد بكميات كبيرة بشكل خاص في اللبأ (وهو الحليب الأول الذي يخرج من الثدي بعد الولادة). كما يحتوي حليب الأم على عوامل مناعية أخرى مثل اللاكتوفيرين والإنترلوكين. وكل هذه العوامل تساهم في تقليل مخاطر إصابة الطفل الرضيع بالتهابات الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات المسالك البولية والتهاب السحايا والتهابات الجهاز الهضمي والإسهال
  • كما أن الغلوبولينات المناعية الموجودة في حليب الأم ولاسيما اللبأ قد تساهم في وقاية الطفل من العديد من الأمراض الأخرى التي لم يتم تحصين الطفل تجاهها بعد، ولا سيما خلال الأشهر الأولى بعد الولادة مثل الإنفلونزا والسعال الديكي.
  • ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ، وهو السبب الأكثر شيوعاً لحالات الوفاة لدى الأطفال الرضع. حيث تظهر الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية لمدة شهرين على الأقل تقلل من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ بنحو 50%.
  • كما ارتبطت الرضاعة الطبيعية في بعض الدراسات بتقليل وفيات الأطفال الرضع بشكل كبير بغض النظر عن السبب. كما أظهرت مراجعة منهجية أن البدء بالرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى من الولادة أدى إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال الرضع بالمقارنة مع البدء متأخراً. وتشير التقديرات أن تحسين الرضاعة الطبيعية على مستوى العالم يمكن أن يمنع حوالي 800000 حالة وفاة سنوية بين الأطفال دون سن الخامسة.
  • كما بينت بعض الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقلل من حاجة الأطفال الرضع إلى البقاء في المستشفى لتلقي العلاج، مما قد يعني إنه يقلل من شدة الأمراض لديهم.

هذه كانت جميع فوائد الرضاعة الطبيعية قصيرة المدى على الطفل الرضيع، أما بالنسبة لفوائد الرضاعة الطبيعية بعيدة المدى على الطفل الرضيع فهي:

فوائد الرضاعة الطبيعية بعيدة المدى على الطفل

  • أكدت بعض الدراسات وجود ارتباط بين الرضاعة الطبيعية وانخفاض معدل حدوث بعض الأمراض المزمنة مثل السمنة، وداء السكري من النوع 1 والنوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض حالات الحساسية، والأمراض المعوية الالتهابية في المراحل التالية من عمر الطفل.
  • للرضاعة الطبيعية دور هام في المحافظة على صحة الأسنان. حيث تشير بعض الدراسات والأبحاث إلى أن مشاكل سوء الإطباق في الأسنان أكثر انتشاراً بين الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية. كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان مقارنة بالرضاعة الاصطناعية.
  • تُشير بعض البيانات من دراسات مختلفة إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تساهم ولو بدرجة قليل في تحسين النمو العصبي لدى الطفل. وقد لوحظ أن الرضاعة الطبيعية تترافق مع مستويات ذكاء أعلى. ويمكن أن يفسر التأثير الإيجابي على النمو العصبي ومعدلات الذكاء باحتواء حليب الأم على بعض العناصر الغذائية الضرورية لنمو الدماغ مثل الأحماض الأراكيدونية و الكوليسترول وأحماض أوميغا 3 بالإضافة إلى بعض الهرمونات مثل الأوكسيتوسين.
  • كما بينت بعض الدراسات التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية على تطور الوظيفة البصرية والسمعية للطفل.
  • الرضاعة الطبيعية أيضاً تحمي الطفل من الإصابة بالحساسية والأكزيما والربو.
  • أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون لأكثر من ستة أشهر يكونون أقل عرضة للإصابة بسرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية في مرحلة الطفولة بالمقارنة مع أولئك الذين يتغذون على الحليب الاصطناعي.
  • الرضاعة الطبيعية قد تساعد الطفل في الحصول على وزن صحي ومثالي، فتقيه من الحصول على وزن زائد والإصابة بالسمنة في المستقبل، على عكس ما يمكن أن تؤدي إليه الرضاعة الاصطناعية. حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة تزيد عن 4 أشهر أدت إلى انخفاض كبير في فرص إصابة الطفل بزيادة الوزن والسمنة.

وهذه كانت مع ما سبقها مجموعة من الفوائد المحتملة للرضاعة الطبيعية على الطفل الرضيع. ولكن وكما ذكرنا فإن للرضاعة الطبيعية العديد من فوائد على الأم أيضاً وهي:

فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم

يمكن تقسيم فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم أيضاً إلى فوائد قصيرة المدى (مرتبطة بمرحلة الرضاعة) وفوائد بعيدة المدى (مرتبطة بمرحلة ما بعد الرضاعة).

فوائد الرضاعة الطبيعية قصيرة المدى على الأم

  • إن البدء بالرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة يقلل من خطر حدوث نزيف ما بعد الولادة. حيث يساهم هرمون الأوكسيتوسين الذي يتم إفرازه في أثناء الرضاعة الطبيعية في تقلص عضلات الرحم وعودة الرحم إلى حجمه الطبيعي وبالتالي يمنع حصول نزيف دموي.
  • ومن فوائد الرضاعة الطبيعية على الأم أنها تساهم في تأخير عودة عملية الإباضة بعد الولادة، مما يساعد على تنظيم الولادات بشكل أفضل.
  • كما أن فوائد الرضاعة الطبيعية تشمل الصحة النفسية للأم أيضاً، حيث وجدت بعض الدراسات ارتباطاً بين الرضاعة الطبيعية وانخفاض مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. 
  • وللرضاعة الطبيعية تأثير مهدئ أيضاً على الأم، حيث إن الهرمونات التي يفرزها جسم الأم في أثناء الرضاعة الطبيعية مثل الأوكسيتوسين والبرولاكتين تعزز من الصحة النفسية والمشاعر الإيجابية للأم وتقلل من التوتر.
  • ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أنها قد تساعد الأم على التخلص من الأوزان الزائدة التي حصلت عليها في أثناء مرحلة الحمل. إذ إن الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى حرق ما بين 300-500 سعرة حرارية إضافية كل يوم.
  • ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تسهل على الأم تغذية طفلها في الليل إذا لا يحتاج الأمر سوى جلب الطفل إلى جانب الثدي، فهو لا يحتاج إلى تحضير ويمكن إعطاءه في جميع الأوقات والظروف. أما في حال الرضاعة الاصطناعية فلابد من تحضير زجاجة الحليب الاصطناعي أو تسخينها.


فوائد الرضاعة الطبيعية بعيدة المدى على الأم

  • ثبت أن الرضاعة الطبيعية تساعد على الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وسرطان بطانة الرحم.
  • ومن فوائد الرضاعة الطبيعية بعيدة المدى أنها تساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وبشكل خاص ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وذلك ربما لأن الرضاعة الطبيعية تساعد الأمهات على فقدان الوزن والعودة لحالات التمثيل الغذائي المثالي لهن.
  • ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أيضاً أنها ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بمقدمات السكري وداء السكري من النوع 2 لدى الأمهات. ويظهر التأثير الإيجابي هذا حتى لدى اللواتي لديهن تاريخ مرضي سابق للإصابة بمرض سكري الحمل (والذي يعد من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2).


فوائد الرضاعة الطبيعية على الأسرة

إن فوائد الرضاعة الطبيعية والآثار الإيجابية لها يمكن أن تنعكس على الأسرة وأفرادها أيضاً، إذ إن الرضاعة الطبيعية ستقلل من العبء المادي الذي يمكن أن تشكله شراء الحليب الاصطناعي على الأسرة.

كما أنها ستساعد الأسرة على ادخار العديد من الأموال التي كان من الممكن أن يتم صرفها على الأمراض والمشاكل التي تساعد الرضاعة الطبيعية على وقاية الطفل والأم منها.

بالإضافة إلى هذه الفوائد الاقتصادية فإن راحة الطفل وراحة الأم النفسية والجسدية ستنعكس بشكل إيجابي على جو الحياة العائلية وعلى الراحة النفسية والجسدية لبقية أفراد الأسرة.

ملاحظة مهمة

كلما ازدادت مدة الرضاعة الطبيعية، ازدادت الفوائد التي يمكن أن تجنيها الأم وطفلها منها.

وهكذا نكون قد تعرضنا بشكل مفصل لفوائد الرضاعة الطبيعية على كل من الأم والطفل والأسرة معاً، عسى أن تتشجع الأمهات على إرضاع أطفالهن، وعدم حرمانهم من حقهم الطبيعي هذ.


شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث