
إن ولادة طفل جديد توجب على الوالدين تعلم المهارات الضرورية للعناية بالأطفال، وحمايتهم من الأمراض، وتأمين أفضل بيئة ممكنة لنموهم بشكل صحي وسليم.
ومن جملة المهارات التي ينبغي للوالدين اكتسابها كيفية العناية بنظافة الطفل، والطريقة الصحيحة لغسل ملابسه.
وهنا نضع بين يديكم دليلاً شاملاً للتعامل مع ملابس الأطفال وغسلها، يجيب على كل
الأسئلة التي قد تخطر على بالكم فيما يخص ذلك.
جلد حساس وجهاز مناعي لم يكتمل بعد
إنّ المعلومة الأهم والفيصل في كل ما يخص التعامل مع الأطفال، وخاصة غسل ملابسهم وبطانياتهم وما شابه، هو معرفة أن جلودهم تكون أكثر حساسية للتأثر بالمواد والتقاط الأمراض.
وأيضاً معرفة أن الجهاز المناعي الخاص بهم لم يكتمل نموه بعد، فهم بذلك يكونون أقل قدرة على مقاومة الجراثيم وغيرها من العوامل، فيمرضون بسهولة ولأقل الأسباب.
ولذلك يجب أن يضع الوالدان هاتين المعلومتين نصب أعينهم عند تعاملهم مع كل ما يخص
الأطفال حديثي الولادة والرضع، دون إهمال للأمر أو تعقيد غير لازم.
غسل ملابس الأطفال الجديدة
قد يستغرب البعض من هذا الأمر، إلا أنه يُنصح بغسل ملابس الأطفال الجديدة قبل أن
يقوموا بارتدائها.
وذلك لأن هذه الملابس قبل أن تصل لأيدينا تكون قد مرت بسلسلة طويلة من المراحل، من صنعها في المصانع، وتخزينها في المستودعات، ومن ثم نقلها بالشاحنات، لتصل للمتاجر وتُوضَع على الأرفف، فتتلقفها الأيدي من هنا وهناك.
فيمكن أن تكون هذه الملابس الجديدة قد التقطت الغبار والأوساخ والمهيجات، وتعرضت
لأعداد كبيرة من الجراثيم، والمواد الكيميائية التي من الممكن أن تضر بصحة
الأطفال، وتسبب الحساسية لديهم حتى وصلت إلينا.
فالأطفال لديهم بشرة حساسة، وجهاز مناعي لم يكتمل نموه بعد كما ذكرنا.
اختيار المنظف المناسب
كما ذكرنا في الأعلى فإن بشرة الأطفال تكون أكثر حساسية للتأثر بالمواد الكيميائية، ولأجل ذلك يجب اختيار منظف غسيل آمن وخاص بالبشرة الحساسة عند غسل ملابسهم.
ويجب أن يكون المنظف خالياً من العطور أو الملونات أو غيرها من المواد الكيميائية الضارة بالأطفال.
كما يُنصح باستخدام منظفات سائلة بدلاً من المساحيق، وذلك لأنها ألطف على
الملابس، وأسهل من حيث التخلص منها في الغسالة، وكذلك تحافظ على الملابس جديدة
لمدة أطول.
وبالطبع ليس بالضرورة شراء تلك الماركات الغالية التي يتم تسويقها على أنها صُنعت خصيصاً للأطفال، وإنما يمكن الاكتفاء بأي غسيل يفي بالمعيار الذي ذكرناه ويكون آمناً للأطفال.
كما يُنصح باستخدام كميات معتدلة من المنظف عند غسل الملابس، وذلك لتستطيع آلة الغسيل التخلص منها بشكل كامل عند الشطف. فبقاء بعض المنظف على الملابس قد يسبب إزعاجاً لجلد الأطفال.
وينصح البعض باستخدام دورة شطف إضافية دون منظف لضمان التخلص الكامل من المنظف وغيرها من المواد، وكذلك القضاء الكامل على الجراثيم والملوثات. وخاصة بالنسبة لأولئك الأطفال ذوي البشرة شديدة الحساسية.
استخدام منعم الأقمشة
يمكن استخدام منعم الأقمشة عند غسل ملابس الأطفال، لزيادة نعومة الملابس وتقليل تأثيرها على جلد الطفل.
ولكن يُنصح باستخدام منعم أقمشة آمن للبشرة الحساسة وخالٍ من العطور.
كما يُنصح بالاطلاع على ملصقات الملابس للتأكد من إمكانية استخدام منعم الأقمشة معها، وذلك لأن بعض ملابس الأطفال قد تكون مغطاة بطبقة مضادة للاشتعال والتي يمكن أن تتلف بسهولة عند استخدام منعم الأقمشة.
يُنصح بعدم استخدام منعم الأقمشة عند غسل حفاضات القماش القابلة لإعادة
الاستعمال، وذلك لأنها ستؤثر بشكل سلبي على قدرة الحفاضات على الامتصاص.
غسل ملابس الأطفال بمفردها
قد يكون من الجيد غسل ملابس الأطفال وبطانياتهم وحاجياتهم الأخرى بشكل منفصل عن ملابس باقي أفراد الأسرة، ولكنه ليس من الضروري القيام بذلك.
حيث يمكن أن يشكل ذلك عبئاً آخراً على الأم التي غالباً ما يكون لديها الكثير من الأعمال الأخرى للعناية بطفلها الجديد.
كما أنه من الصعب أصلاً عزل الأطفال بشكل كامل عن ملابس باقي أفراد الأسرة وخاصة الأم، فهم هكذا وهكذا سيتعرضون لملابس الآخرين وسيلمسونها وسيلعقونها بأفواههم كذلك.
لذلك يمكن غسل ملابس الأطفال مع ملابس باقي أفراد الأسرة دون قلق، ولكن بشرط واحد. وهو أن يتم استخدام منظف آمن للأطفال، وخالٍ من العطور والملونات وغيرها من المواد الكيميائية الضارة لغسل جميع الملابس.
وهنا ستكون الأسرة حرة في اختيار الطريقة التي تريد بها غسل ملابس الأطفال، وذلك وفقاً لإمكاناتها الاقتصادية. فإذا كان بإمكانها شراء منظف آمن يكفي لجميع أفراد الأسرة فيمكنها الجمع بين ملابس الأطفال وغيرهم عند الغسل.
أما إذا كان منظف الأطفال غالياً بعض الشيء بالمقارنة مع المنظف العادي فيمكنها الفصل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفصل بين الملابس قد يؤدي إلى زيادة عدد مرات تشغيل الغسالة وهو ما يمكن أن ينعكس على فاتورة الكهرباء والماء بالزيادة أيضاً.
حالات مستثناة من الجمع بين الملابس
هناك بعض الحالات التي يُفضّل / يجب فيها غسل ملابس الأطفال بمفردها، ومنها:
-
إذا كان الطفل يعاني من مرض جلدي مثل الأكزيما ويكون لديه بشرة حساسة جداً. ففي
مثل هذه الحالة قد ينصح الطبيب باستخدام منظف خاص بمثل هذه الأمراض وآمن
للأطفال شديدي الحساسية، وهو بطبيعة الحال سيكون غالي الثمن.
في بعض الحالات قد يضطر جميع أفراد الأسرة إلى استخدام منظف خاص بالبشرة الحساسة لضمان عدم تأثر الأطفال بالمواد الكيميائية العالقة بملابسهم عند الغسل.
- إذا كان أحد أفراد العائلة يعمل بأعمال يكون فيها على تماس مباشر مع مواد كيميائية خطرة قد تضر بصحة الطفل، فحينها يجب الحرص على غسل ملابس الطفل بمعزل عن ملابس ذلك الشخص.
التخلص من البقع أولاً
إن ملابس الأطفال تكون غالباً ملوثة ببقع كثيرة ناتجة عن إفرازات اللعاب و الحليب أو البول والبراز، ولذلك يجب على الأم أن تتعلم كيفية التعامل مع هذه البقع لضمان استخدام الملابس لأطول مدة ممكنة.
خروج إفرازات اللعاب من الفم أمر طبيعي عند معظم الأطفال، وهو يتوقف تدريجياً بين 6-12 شهراً.
وللتخلص من البقع بشكل جيد يُنصح بالتعامل معها قبل وضع الملابس في الغسالة.
إذ يُنصح أولاً بإزالة بقايا الحليب أو اللعاب أو البراز عن الملابس باستخدام منشفة ورقية.
وبعدها تنقع القطعة الملوثة في ماء فاتر لعدة دقائق. ثم يتم وضع مزيل بقع مناسب صناعي أو طبيعي على البقعة وفركها بفرشاة أسنان، وثم وضعها في الغسالة.
تستخدم الكثير من الأمهات صابون الأطباق المزيل للدهون للتعامل مع بقع الملابس،
وخاصة تلك الناتجة عن الحليب وزيوت الأطفال.
البقع الناتجة عن حليب الأم تكون إزالتها أسهل من البقع الناتجة عن الحليب الاصطناعي.
كما يستخدم البعض الآخر مزيلات بقع طبيعية مثل عصير الليمون، خاصة مع تلك البقع
الناتجة عن البراز، والخل الأبيض، خاصة مع تلك البقع الناتجة عن بعض الأدوية.
إذا كانت البقعة بسيطة فيمكن وضع مزيل البقع المناسب عليها وفركها بفرشاة فوراً. أما إذا كانت البقعة كبيرة وأعقد بعض الشيء فيمكن ترك مزيل البقع عليها لبعض الوقت (10-15 دقيقة أو حسب تعليمات المنتج) ثم فركها بعد ذلك بفرشاة أسنان.
كما يُنصح بالتأكد من زوال البقعة بشكل كامل قبل تجفيفها، وذلك لأن تجفيف القطعة ستزيد من ثبات البقعة وتجعل إزالتها أصعب بعض الشيء
درجة الحرارة المناسبة لغسل ملابس الأطفال
قد تتحمس الأم وتقوم بغسل ملابس أطفالها على درجات حرارة عالية لضمان التنظيف الكامل والتعقيم الأفضل لها، ولكن هل هذا ضروري فعلاً؟
في الحقيقة كلا، فليس من الضروري غسل ملابس الأطفال على درجات حرارة عالية جداً، إذ إن الدرجات العادية (30-40 درجة) كذلك تكون كافية للتخلص من معظم الأوساخ والجراثيم الموجودة عليها.
كما أن درجات الحرارة العادية ستحافظ على الملابس جديدة لأطول فترة ممكنة، على
عكس ما يمكن أن تفعله درجات الحرارة المرتفعة من انكماش الملابس وتلفها.
بالإضافة إلى هذا فإن استخدام درجات الحرارة العالية في تنظيف ملابس الأطفال قد
تؤدي إلى زيادة مصاريف الفواتير المنزلية، وتشكل مانعاً من غسل ملابس الأطفال مع
ملابس باقي أفراد الأسرة أيضاً.
ولكن في بعض الحالات قد يكون من الضروري غسل الملابس في درجات حرارة عالية، مثل:
- إذا كان الطفل شديد الحساسية ويعاني من مشاكل جلدية.
- إذا كانت الملابس شديدة الاتساخ وعليها بقع صعبة الإزالة إلا بدرجات الحرارة العالية.
- تنظيف الحفاضات القابلة لإعادة الاستعمال كذلك قد يتطلب استخدام درجات حرارة عالية لضمان التنظيف الكامل لها.
نصائح وتوصيات أخرى لغسل ملابس الأطفال
هنا مجموعة منوعة من التوصيات العامة لغسل ملابس الأطفال بأفضل شكل ممكن:
- يُنصح بالتحقق من ملصق العلامة التجارية لكل قطعة ملابس قبل الإقدام على غسلها، لأن هذا سيساعد على فهم المادة المصنوعة منها والطريقة الأفضل لغسلها.
- بشكل عام يُنصح بغسل الملابس الفاتحة والغامقة والبيضاء بشكل منفصل عن بعضها البعض.
-
بناءً على النصيحة السابقة، عند شراء ملابس الأطفال يُنصح باختيار الألوان
المناسبة مع بعضها عند الغسيل، لتقليل عبء تجميع القطع وفصلها عن بعضها، وتوفير
بعض الوقت والمال.
- يُنصح بقلب ملابس الأطفال من الداخل إلى الخارج، وذلك لحماية الإكسسوارات والأزرار وغيرها من الأمور التي يكثر وجودها على ملابس الأطفال.
- يُفضل وضع قطع الملابس الصغيرة مثل الجوارب ومرايل الطعام والقبعات والكفوف في كيس غسيل شبكي لضمان عدم فقدانها في الغسالة أثناء دورات الشطف أو التجفيف.
- يُفضّل تجفيف الملابس على منشر غسيل بدلاً من وضعها في المجفف، وذلك لأن ملابس الأطفال تكون قابلة للانكماش بسهولة.
-
يفضّل تجفيف الملابس في الشمس، للاستفادة من تعقيم أشعة الشمس للملابس.
- لضمان عدم انكماش الملابس في المجفف يُنصح باستخدام درجات حرارة منخفضة وإخراج الملابس منها فور انتهائها.
- يُنصح باستخدام دورات تجفيف قليلة أو حتى استخدام تلك المقابلة للتجفيف اليدوي عند تجفيف ملابس الأطفال.
إرسال تعليق