
توصلت دراسة جديدة نُشرت نتائجها على الإنترنيت في JNCI Cancer Spectrum إلى أن التعرض لهرمون الإستروجين خلال الحمل والرضاعة الطبيعية واستخدام حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني التعويضي قد يساعد على الوقاية من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم Colorectal Cancer (CRC).
ويعتبر سرطان القولون والمستقيم السبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفاة بالسرطان، فهي مسؤولة عن أكثر من مليون حالة وفاة على مستوى العالم وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عام 2019. ويعد سرطان القولون والمستقيم أكثر شيوعاً بين النساء، كما أن عدد النساء اللواتي يتوفين بسببه أقل بالمقارنة مع الذكور.
في هذه الدراسة التي استمرت 17 عاماً والتي شملت ما يقرب من 5000 امرأة، وجد الباحثون أن الحمل، والرضاعة الطبيعية، والعلاج الهرموني التعويضي، واستخدام حبوب منع الحمل، وانقطاع الطمث في سن الخمسين أو أكثر، ارتبطت جميعها بشكل كبير بانخفاض مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
قام الباحثون في هذه الدراسة بتحليل بيانات 2650 امرأة مريضة بسرطان القولون والمستقيم من 20 مركزاً ألمانياً للسرطان بين عامي 2003 و2020، واستخدموا استبيانات موحدة للحصول على التاريخ الإنجابي لهن.
كما قاموا باختيار مجموعة ضابطة متطابقة من 2175 امرأة ليس لديهن تاريخاً مرضياً سابقاً مع سرطان القولون والمستقيم، وذلك بشكل عشوائي من سجلات السكان.
وقد أخذ الباحثون عوامل الخطر المتعلقة بسرطان القولون والمستقيم بعين الاعتبار في جميع التحاليل التي تمت اجراؤها على البيانات، مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم، والمستوى التعليمي، والتاريخ العائلي مع السرطان، ومرض السكري، والتدخين.
وبعد تحليل البيانات ودراستها ومقارنتها بين المجموعتين وجد الباحثون أن الحمل كان مرتبطاً بانخفاض صغير ولكنه مهم في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وكان هذا التأثير مهماً بالنسبة لسرطان القولون القريب Proximal Colon Cancer على وجه الخصوص.
ووجدوا أيضاً أن الرضاعة الطبيعية لمدة عام وأكثر كانت مرتبطة بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بعدم الرضاعة الطبيعية مطلقاً، ولكن النتائج كانت مهمة فقط بالنسبة للقولون القريب أيضاً Proximal Colon Cancer.
كما ارتبط استخدام حبوب منع الحمل لمدة 9 سنوات أو أكثر بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ولكن الارتباط هذا كان مهماً فقط بالنسبة للقولون البعيد Distal Colon والمستقيم Rectum. وارتبط العلاج ببدائل الهرمونات بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بغض النظر عن مكان الورم.
وكان استخدام كليهما مرتبطاً بتقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 42%.
كما ارتبط انقطاع الطمث في سن الخمسين وما بعد بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 17%، في حين لم يكن العمر عند الحيض مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة به.
وبالنسبة للآلية التي تقف وراء التأثير الوقائي للتعرض لهرمون الإستروجين فلا تزال مجهولة وتشكل موضوع بحث العديد من الدراسات والأبحاث.
والغاية من التعرض لهذه الدراسة ليس التشجيع على استخدام حبوب منع الحمل أو التعرض للعلاج التعويضي الهرموني، بل الغاية هي التشجيع على احترام فطرة المرأة في الحمل والإنجاب والرضاعة الطبيعية.
وهذا بالتأكيد لا يعني الامتناع تماماً عن استخدام حبوب منع الحمل، ولكنه يعني تحقيق التوازن بين الفطرة الطبيعية والحاجة لتنظيم الأسرة لبناء أمة قوية ذو جودة عالية من حيث الكم والنوع.
يمكن الاطلاع على جميع تفاصيل الدراسة من هنا.
إرسال تعليق