هل تقميط الطفل الرضيع صحي؟ هل التقميط أمر ضروري ويجب القيام به؟
هل يمكن أن يكون لتقميط الطفل فوائد؟ هل له أضرار على الطفل؟
ما هي طريقة تقميط الطفل الرضيع الصحيحة؟
متى يمكن البدء بتقميط الطفل؟ ومتى يجب التوقف عنه؟
الجواب على كل هذه الأسئلة، وغيرها الكثير من النصائح والتوصيات تجدها هنا في هذا المقال التفصيلي عن قماط الأطفال حديثي الولادة والرضع، فتابع القراءة لتعرف المزيد.

ماذا يعني تقميط الطفل الرضيع
التقميط عادة قديمة تتبعها معظم الأمهات في جميع أنحاء العالم لتهدئة أطفالهم وتحسين جودة نومهم.
والتقميط يكون عن طريق لف الأطفال بقطعة من القماش أو ببطانية رقيقة، وتكون الغاية منه خلق وسط مريح للأطفال حديثي الولادة والرضع، بحيث يحاكي بعض الشيء الوسط الذي كانوا فيه قبل الولادة داخل الرحم.
ويكون التقميط بشكل عام آمناً خلال أول شهرين أو ثلاثة أشهر من عمر الطفل الرضيع، وذلك إذا ما تم تطبيقه بالطريقة الصحيحة، مع التقيد بجميع توصيات النوم الآمن للأطفال الرضع.
فوائد تقميط الطفل الرضيع
قد يكون لقماط الطفل الرضيع عدة فوائد تدفع الأمهات لتطبيقها على أطفالهن، ومنها:
تقميط الطفل الرضيع يسهل النوم على الظهر
إن التقميط قد يساعد الطفل في الأشهر الأولى من عمره على النوم على ظهره.
حيث توصي جميع المؤسسات الطبية بأن ينام الأطفال الرضع على ظهورهم وخاصة خلال السنة الأولى من أعمارهم.
وسبب ذلك أن النوم على أحد الجانبين أو على البطن قد يزيد من مخاطر حدوث حالات الوفاة المفاجئة المرتبطة بالنوم، وخاصة تلك الناتجة عن الاختناق والمتعلقة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
مما يعني أن التقميط قد يكون له دور وقائي نوعاً ما في حماية الأطفال من حالات الموت المفاجئ أثناء النوم.
تقميط الطفل الرضيع يساعد على تهدئته وتقليل بكائه وتحسين نومه
كما يمكن للقماط أن يهدئ الأطفال الرضع، ويساعد على تقليل بكائهم، ويحسّن جودة نومهم ومدتها.
ولهذا يمكن أن يكون القماط مفيداً أكثر بالنسبة للأطفال الذين يعانون من
مشاكل عصبية، أو أولئك الذين يعانون بشكل مستمر من مشاكل المغص والغازات.
إذ يُعتَقد أن القماط يساعد في منع حدوث النفضات وردود الفعل المفاجئة، والحركات الآنية للطفل، والتي قد تتسبب في إيقاظه.
ففي دراسة أجريت على 16 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 16 أسبوعاً، تبين أن تقميط الأطفال الرضع يزيد من مقدار الوقت الذي يظلون فيه نائمين، ويقلل من عدد المرات التي يفزعون فيها ويستيقظون.
كما وجدت دراسة أخرى أجريت على 368 طفلاً كانوا يبكون بشكل مفرط، إنَّ تقميط الأطفال الرضع يمكن أن يساعد على تخفيف حدة البكاء قليلاً.
تقميط الطفل الرضيع يوفر الدفء اللازم له
بالإضافة إلى هذا يمكن أن يساعد القماط على توفير الدفء المناسب للطفل المولود حديثاً في الأيام شديدة البرودة.
حيث يمكن أن يتم استخدام القماط بدلاً من البطانيات الفضفاضة التي يمكن أن تزيد من خطر اختناق الطفل الرضيع.
فوائد التقميط على الأطفال الخدج
كما تبين أن القماط يمكن أن يدعم نمو الأطفال الخدج كذلك، حيث أظهر استعراض مجموعة من الدراسات عام 2007، أن قماط الأطفال المولودين قبل أوانهم يمكن أن يعزز النمو العصبي العضلي والتنظيم الحركي لديهم.
وبينت دراسة أخرى أن التقميط يمكن أن يساعد في تقليل الألم لدى الأطفال الخدج بعد
أخذ عيّنات الدم منهم. مما قد يعني وجود فائدة مسكنة للقِماط على الأطفال الخُدَّج.
طريقة تقميط الطفل الرضيع الصحيحة
ولكن مما يجدر الإشارة إليه إن تقميط الأطفال الرضع لكي يكون مفيداً لهم، ويساعد على تهدئتهم، ويحسن جودة نومهم، ويحميهم من الأضرار يجب أن يتم عملة بالطريقة الصحيحة.
وإلا فإنه قد يكون ضرره أكثر من نفعه عليهم، أما خطوات تقميط الطفل الرضيع بشكل صحيح فهي كالتالي:
كيفية تقميط الطفل الرضيع بالشكل الصحيح
- في البداية يتم فرد البطانية الرقيقة أو قطعة القماش المخصصة للتقميط على سطح مستو بشكل ماسة.
- يتم ثني الزاوية العلوية من البطانية للداخل مشكلة في الأعلى خط مستقيم.
- يتم وضع الطفل على البطانية ووجهه موجهاً للأعلى مع وضع رأسه أعلى الزاوية المطوية، بحيث يكون الخط المستقيم موازياً لكتف الطفل.
- يتم فرد ذراع الطفل الأيسر للأسفل ولف الزاوية اليسرى من البطانية على جسم الطفل، ويكون اللف بين ذراعه الأيمن والجانب الأيمن من جسمه.
- ثم يُفرد ذراعه اليمنى كذلك للأسفل، ويتم طوي الزاوية اليمنى من البطانية على جسم الطفل وتحت جانبه الأيسر.
- ثم يتم طي أو لف الجزء السفلي من البطانية بشكل غير محكم، وبترك مجال كافٍ لحركة الساقين والوركين نحو الأعلى والخارج، ووضعه تحت جانب واحد من جسم الطفل.
- بعد لف أحد جانبي القماط يمكن القيام بلف الجزء السفلي من القماط للأعلى، ووضعه تحت اللفة الأولى، مع ترك مساحة كافية لحركة الطرفين السفليين، ثم بعد ذلك القيام بلف الجانب الآخر المتبقي من القماط.
- يمكن التقميط مع ترك ذراعي الطفل خارج القماط أيضاً، وخاصة لأولئك الأطفال الذين ينزعجون من تقييد حركة أيديهم، عسى أن يكون ذلك أكثر راحةً لهم.
- يجب في النهاية التأكد من حركة الوركين وقابليتهما للثني نحو الأعلى والخارج، وكذلك التأكد من أن القماط ليس مشدود بقوة وخاصة عند منطقة الصدر، إذ يجب أن تكون هناك مسافة كافية لوضع أصبعين أو ثلاثة على الأقل بين صدر الطفل والقماط.
يجب أن تتجنبي استخدام بطانيات ثقيلة في تقميط طفلك، لأنها يمكن أن تضغط بشدة على صدر الطفل ورئتيه وتعيق تنفسه.
أضرار تقميط الطفل الرضيع وكيفية تجنبها
إن تقميط الطفل الرضيع يمكن أن يكون له بعض الأضرار والسلبيات أيضاً، ولكن لحسن الحظ يمكن تجنب السلبيات والوقاية من معظم الأضرار باتباع القواعد والتوصيات المتعلقة بالتقميط الصحيح.
فمن أضرار تقميط الطفل الرضيع:
تقميط الطفل الرضيع يمكن أن يزيد خطر الوفاة المفاجئة
إن التقميط ولاسيما بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من عمر الطفل الرضيع قد يزيد من خطر حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ.
وهذا الخطر يزداد كلما تقدم الطفل في العمر، وأصبح قادراً على التحرك والتدحرج لتغيير وضعيته إلى النوم على أحد الجانبين أو على البطن.
وللوقاية من خطر الوفاة المفاجئة التي قد تنتج عن تقميط الطفل الرضيع، يجب الحرص على أن ينام الطفل الذي تم تقميطه على ظهره دائماً، وأن يتم التوقف عن التقميط بمجرد بدء الطفل بالحركة والتدحرج.
كما يجب عدم لف القماط على الطفل بإحكام شديد بحيث يضغط على صدره بشدة ويعيق تنفسه السليم.
وفي الوقت نفسه يجب عدم لف القماط بشكل فضفاض أيضاً، فتزيد بذلك من خطر سقوط البطانية على فم أو أنف الطفل الرضيع فتعيق تنفسه.
تقميط الطفل الرضيع قد يرفع درجة حرارته
يمكن أن يزيد التقميط من درجة حرارة الطفل، وارتفاع درجة الحرارة من عوامل الخطر المهمة لحالات الوفاة المفاجئة المرتبطة بالنوم، ومنها متلازمة موت الرضع المفاجئ.
لذلك يجب تجنب تقميط الأطفال الرضع في درجات الحرارة العالية، ويُنصح أيضاً بفحصهم من وقت لآخر للتأكد من عدم وجود علامات تدل على ارتفاع درجة حرارتهم، مثل التعرق والشعر المبلل واحمرار الخدين والتنفس السريع.
كما يُنصح بتجنب تقميط الأطفال المرضى المصابين بالحمى.
وبشكل عام يُنصح بإلباس الطفل الرضيع طبقة واحدة أكثر مما يرتديه البالغون الموجودون في نفس الوسط والبيئة.
تقميط الطفل الرضيع قد يكون له تأثير سلبي على مفصل الورك
بينت التجارب والدراسات أن طريقة التقميط التقليدية التي تعتمد على لف كل جزء من جسم الطفل بشدة، بما فيه الساقين يمكن أن يكون عامل خطر للإصابة بخلل التنسج الوركي.
وخلل التنسج الوركي، هي حالة تنمو فيها مفاصل الورك بشكل غير سليم، مما يجعلها عرضة للخلع بسهولة.
ولذلك يجب تجنب تقميط الساقين بإحكام وهما ممدودتان، بل يجب ترك مساحة كافية لحركة الساقين، والمحافظة على الوركين بحالة ارتخاء يجعلهما قابلتين للحركة نحو الأعلى والخارج بسهولة، وذلك للسماح للنمو الطبيعي لمفاصل الوركين.
متى يجب تقميط الطفل الرضيع؟
بالنسبة للأطفال الذين يولدون في ميعادهم الطبيعي، يُفضّل أن تكون الأولوية في الساعات والأيام الأولى القليلة بعد الولادة هي تحقيق التلامس الجلدي المباشر بين الأم وطفلها، وذلك لتحفيز الرضاعة الطبيعية وزيادة فرص نجاحها، وكذلك تعميق الروابط بينهما.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2007 إن تقميط الطفل المولود حديثاً في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، من شأنها تأخير الرضاعة الطبيعية وتأخير التعافي من فقدان الوزن الأولي للطفل، حتى بين أولئك الأطفال الذين كانوا يرضعون حليباً صناعياً.
كما بينت دراسة أخرى أُجريَ في نفس العام، إن التلامس الجلدي بين الأم والطفل من شأنه تحفيز الرضاعة الطبيعية، وزيادة فرصة نجاحها.
متى يجب التوقف عن تقميط الطفل الرضيع؟
أما بشأن الوقت المناسب للتوقف عن تقميط الأطفال الرضع، فيجب على الأمهات أن تتوقفن عن تقميط أطفالهن بمجرد أن يبدؤوا بالحركة والتدحرج، أو بإظهار علامات تدل على ذلك.
ويبدأ الطفل بالحركة والتدحرج في العادة في الشهر 3 أو 4 من عمره، وقد يحدث أبكر أيضاً بالنسبة لبعض الأطفال.
وسبب ذلك أن الطفل الذي يتحرك ويتدحرج، ويقوم بتغيير وضعية نومه وهو مقمط من النوم على الظهر إلى النوم على أحد الجانبين، أو على البطن قد يتسبب بتفكك القماط، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أن يقوم القماش أو البطانية المستخدمة في التقميط بإغلاق أنف الطفل وفمه وبالتالي إعاقة تنفسه.
وقد كشفت الدراسات أن خطر الوفاة المفاجئة الناتجة عن الاختناق أو متلازمة موت الرضع المفاجئ يزداد لدى الأطفال المقمطين النائمين على بطونهم أو على أحد جانبيهم.
وأشارت الدراسات إلى أن ذلك يمكن أن يحدث بأن تضع أم تجهل هذا الأمر الطفل على بطنه، أو بأن يغير طفل قادر على الحركة وضعيته أثناء النوم.
ولذلك يُنصح بأن يوضع الطفل الذي تم تقميطه دائماً على ظهره، وأن تتم مراقبته لإعادته للوضعية الصحيحة إذا ما قام بتغيير وضعيته.
هل يجب تقميط جميع الأطفال الرضع؟
ليس من الضروري القيام بتقميط كل الأطفال، فإذا كان الطفل مرتاحاً وسعيداً دون القماط فلا داعي للقلق من عدم تقميطه.
كما أن بعض الأطفال قد لا يعجبهم البقاء ساكنين دون حراك داخل القماط، وهذا قد
يزعجهم بدلاً من أن يهدئهم، فحينها يُنصح بترك الذراعين خارج القماط عسى أن يكون
كافياً لتهدئتهم، وإلا فيجب الامتناع عن التقميط بشكل كامل.
هكذا نكون قد بحثنا معكم جميع التفاصيل المتعلقة بموضع تقميط الطفل الرضيع، وذكرنا الفوائد المحتملة له، كما وأشرنا إلى الأضرار التي يمكن أن تحدث إذ لم يتم الالتزام بالنصائح والتوصيات المذكورة في الأعلى.
كم قدمنا لكم المعلومات اللازمة للتمكن من تقميط الطفل الرضيع بشكل صحيح وسليم.
إرسال تعليق