النوم على الظهر وأضراره أثناء الحمل والوضعية الأفضل للنوم

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:النوم على الظهر أثناء الحمل، وأضرار النوم على الظهر أثناء الحمل، والوضعية الأفضل للنوم أثناء الحمل.
النوم على الظهر وأضراره أثناء الحمل والوضعية الأفضل للنوم

مرحلة الحمل والإنجاب هي من أهم المراحل في حياة كل امرأة، ومنذ اللحظة الأولى للحمل تحاول كل أم مستقبلية أن تتقيد بجميع النصائح والتوصيات الطبية التي من شأنها أن تحافظ على صحة وسلامة الجنين وتقيه من جميع المشاكل والأمراض.

ولكن هناك بعض الأمور التي قد تجد الأمهات صعوبة في تنفيذها والتقيد بها، ومنها تجنب النوم على الظهر. هذه النصيحة التي تجدها الأم في كل تطبيق متابعة للحمل أو كتاب توصيات للحمل وغيرها من المصادر، فتنزعج الأم في كل مرة تستيقظ فيها وهي نائمة على ظهرها، فهل حقّاً يستحق الأمر كل هذا القلق والانزعاج؟ وهل حقّاً الأمر خطير كما قد يتصوره البعض؟

هذا ما سنتطرق إليه في موضوعنا اليوم.

ما السبب الكامن وراء هذه التحذيرات

مع تقدم أسابيع الحمل يزداد نمو الجنين، ويكبر حجم المشيمة والرحم، وبحلول الأسبوع 20 من الحمل (أي الشهر الخامس من الحمل) يصل مجموع حجم الرحم والجنين والمشيمة لدرجة كافية للضغط على الوريد الأجوف السفلي Inferior Vena Cava عند النوم على الظهر.

والوريد الأجوف السفلي، هو أكبر وريد دموي في الجسم يتموضع على الجدار الخلفي للبطن، ويقوم بنقل الدم الوريدي من الأحشاء والطرفين السفليين إلى القلب.

وبالتالي عند الضغط على الوريد الأجوف السفلي من قبل الرحم في القسم الأخير من الثلث الثاني والثلث الثالث من الحمل يقل تدفق الدم الوريدي من القسم السفلي من الجسم إلى القلب، وهذا بدوره يقلل من حجم الدم المتدفق من القلب إلى أعضاء جسم الأم والجنين، وبالتالي التأثير السلبي على صحة كل من الأم والجنين معاً.

إذ إن النوم على الظهر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم آلام الظهر، وزيادة شدة البواسير، كما يمكن أن يجعل من عملية الهضم أقل كفاءة، وربما يتسبب في انخفاض ضغط الدم لدى الأم وبالتالي التسبب بحدوث دوار.

كما وجدت بعض الدراسات المحدودة وجود علاقة بين وضعية نوم الحامل على الظهر ولا سيما في الثلث الثالث من الحمل وزيادة احتمالية ولادة طفل ميت، وذلك بسبب توقف التدفق المناسب للدم والمواد الغذائية إلى المشيمة بسبب الضغط الذي يضعه الرحم والجنين على الوريد الأجوف السفلي.

ولادة طفل ميت: يعني موت الجنين داخل الرحم في الأسبوع 20 وما بعد، والأسباب الكامنة وراءها تبقى مجهولة في حوالي ثلث الحالات. أما بالنسبة للثلثين الآخرين فتتنوع الأسباب بين مشاكل المشيمة والحبل السري وارتفاع ضغط الدم والالتهابات والعيوب الخلقية وغيرها. وتحدث ولادة جنين ميت في واحدة من كل 160 حالة حمل سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه هي باختصار النظرية التي يستند إليها الأطباء في نصحهم الأمهات الحوامل وخاصة اللواتي في القسم الأخير من الثلث الثاني أو في الثلث الثالث من الحمل بتجنب النوم على الظهر قدر الإمكان.

ولكن هل هذه المعلومات تكفي لأن تقلق الأم على وضعية نومها؟

إن الدراسات التي بحثت هذا الأمر ودرسته محدودة جداً، وحتى تلك التي جرت هي عبارة عن دراسات صغيرة ولها العديد من السلبيات التي تمنع اعتماد نتائجها كأدلة قطعية على ضرر نوم المرأة الحامل على ظهرها.

فإحدى الدراسات على سبيل المثال توصلت لنتائجها بدراسة النساء اللائي قضين الليل كله على ظهورهن ولم يقمن حتى للذهاب إلى الحمام، وهذا بكل بساطة لا يعبر عن الحالة الطبيعية والصحية في معظم النساء الحوامل، اللواتي غالبن ما يحتجن إلى الاستيقاظ عدة مرات أثناء النوم لقضاء حاجتهن أو لتغيير وضعية نومهن أو لغيرها من الأسباب.

كما أن بعض الدراسات الأخرى التي ربطت النوم على الظهر بعد الأسبوع 28 من الحمل بولادة جنين ميت كانت قد درست وضعية المرأة أثناء الدخول بالنوم، وهي غالباً الوضعية التي يقضي فيها الإنسان معظم وقته وهو نائم، ولم تدرس اللواتي يبدأن النوم وهن مستلقيات على أحد الجانبين ويستيقظن وهنّ على ظهورهن.

وبالتالي لا يمكن الاعتماد على نتائج هذه الدراسات في إصدار توصيات دائمة من شأنها أن تمنع وتحذر المرأة الحامل من النوم على ظهرها بتاتاً ولو لدقائق معدودة.

كما يعتقد بعض الخبراء أن الفترات الزمنية القصيرة التي تقضيها المرأة الحامل على ظهرها أثناء النوم لا يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على كل من صحة الأم والجنين، حتى تلك التي تتراوح بين الساعة والساعتين.

كما أن النساء الحوامل في المراحل المتأخرة من الحمل غالباً ما يشعرن بنوع من عدم الراحة عندما ينمن على ظهورهن لفترة طويلة، وهذا يدفع الجسم إلى الاستيقاظ أو تغيير وضعية الاستلقاء قبل أن يسبب ذلك أي تأثير سلبي على كل من صحة الأم والجنين.

بالإضافة إلى ذلك فإن نسبة ولادة جنين ميت بحد ذاته يعدّ أمراً نادراً، ولها العديد من الأسباب وبالتالي حتى وإن كانت هناك علاقة بين النوم على الظهر وولادة طفل ميت، فإن هذا سيكون نادراً جداً جداً.

وبالتالي وإن كان يُنصح بتجنب النوم على الظهر قدر الإمكان ولا سيما بعد الأسبوع 28 من الحمل، فإن كل هذه الأسباب المذكورة في الأعلى من شأنها أن تقلل من درجة القلق والخوف لدى النساء الحوامل إذا ما استيقظن ووجدن أنفسهن مستلقيات على ظهورهن، كل ما يجب عليهن القيام به في تلك الحالة هو تغيير وضعيتهن والبدء بالنوم من جديد.

يجب أن تُدرِك الأم أن القلق والتوتر النفسي الذي تضع نفسها فيه بخصوص موضوع النوم على الظهر يؤثر بشكل سلبي كذلك على صحة الحمل والجنين معاً، وبالتالي ليس من المنطق الهروب من مشكلة للدخول في مشكلة أخرى.

ما هي الوضعية الأفضل للنوم أثناء الحمل

 بسبب وجود الوريد الأجوف السفلي في الجانب الأيمن من الجسم يعتقد بعض الخبراء بأن أفضل وضعية للنوم بالنسبة للمرأة الحامل هو بالاستلقاء على الجانب الأيسر، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من الضغط على الوريد الأجوف السفلي بشكل أفضل مما هو عليه أثناء النوم على الجانب الأيمن.

ولكن الدراسات والأدلة الجديدة تظهر أن النوم على كلا الجانبين آمن للمرأة الحامل، وتدفق الدم يظل مستمراً في حالة النوم على كلا الجانبين.

وبالتالي وإن كان النوم على الجانب الأيسر الوضعية المثلى للنساء الحوامل، فلا داعي للقلق والخوف في حالة النوم على الجانب الأيمن. ففي كلتا الحالتين يتم تخفيف الضغط على الوريد الأجوف السفلي والأعضاء، وبالتالي يستمر تدفق الدم إلى أعضاء الأم المختلفة، ويستمر وصول الدم والمواد الغذائية إلى المشيمة مما يسمح بنمو سليم للجنين.

كما أن النوم على الجانبين والاستمرار السليم لتدفق الدم من شأنه تعزيز وظائف الكلى للتخلص من الفضلات، وتقليل تورم القدمين والكاحلين واليدين والبواسير.

أما بالنسبة لوضعية النوم على البطن، فلا بأس به في المراحل الأولى للحمل إذا كانت هي الوضعية المفضلة للمرأة الحامل، ولكن مع تقدم الحمل يصبح البطن في وضع لا يسمح بذلك، وعندها سيتعين على الأم تغيير وضعية نومها دون إرادتها.

أفضل طريقة لتجنب النوم على الظهر أثناء الحمل

بالنسبة لأولئك النساء الحوامل اللواتي يقضين الليل كاملاً نائمات على ظهورهن أو اللواتي لا يزلن يشعرن بنوع من القلق تجاه الأمر رغم أنهن لا يقضين معظم الليل على ظهورهن فيمكنهن تجنب النوم على الظهر بالاستعانة ببعض الوسائد لتهيئة الوضعية المناسبة للنوم.

فيُنصح بوضع وسادة بين الساقين، كما ينصح بوضع وسادة أخرى تحت الظهر وأخرى تحت البطن، وبالتالي حتى لو غيرت المرأة الحامل أثناء النوم وضعيتها فإن الوسادة الموجودة تحت الظهر ستمنع من تسطحها بشكل كامل على ظهرها وسيبقى جسدها مائلاً عن السرير بقدر كافٍ لمنع حدوث الانضغاط على الوريد الأجوف السفلي.

فبمجرد ألا تكون المرأة الحامل مستلقية بشكل كامل على ظهرها فذلك سيخفف من الضغط على الوريد الأجوف السفلي، حتى لو كانت مستلقية بزاوية 20-30 درجة فذلك كافٍ لمنع ذلك.

وبالتأكيد لا يمكن منع الاستلقاء على الظهر أثناء النوم بشكل كامل، ولكن وجود هذه الدعامات من الوسائد من شأنها أن تصعّب الأمر بعض الشيء.

كما ينصح البعض النساء اللواتي ذوات الشعر الطويل بربطه خلف الرأس بشكل يجعل من المزعج النوم على الظهر

الصورة: Free illustrations from Streamline

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث