فيتامين د أثناء الحمل قد يحمي الأطفال الرضع من الأكزيما

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:تناول مكملات فيتامين د أثناء الحمل من قبل الأم قد يحمي الأطفال الرضع من الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية) وفقاً لدراسة جديدة

إن الكثير من عادات وسلوكيات الأم أثناء الحمل تؤثر على صحة جنينها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتلعب دوراً هاماً في تقرير مصير الأطفال الصحي بعد الولادة سواءً على المدى القريب أو البعيد.

 وقد أظهرت نتائج تجربة سريرية جديدة، إن تناول الأم لمكملات فيتامين د أثناء الحمل، وإرضاعها طفلها رضاعة طبيعية لمدة لا تقل عن شهر واحد بعد الولادة قد يقلل من مخاطر الإصابة بمرض التهاب الجلد التأتبي Atopic Dermatitis (الأكزيما التأتبية Atopic Eczema) لدى الأطفال الرضع خلال عامهم الأول.

فيتامين د أثناء الحمل قد يحمي الأطفال الرضع من الأكزيما

ما هو الأكزيما التأتبية (التهاب الجلد التأتبي)؟

والأكزيما التأتبية Atopic Eczema هو مرض التهابي جلدي مزمن، يكون شائعاً عند الأطفال، رغم إمكانية ظهوره في أي مرحلة عمرية. وهو يظهر على شكل احمرار في الجلد مع شعور متزايد بالحكة وأعراض أخرى. ويميل للحدوث على شكل نوبات من فترة إلى أخرى.

ومن المحتمل إن مجموعة من الأسباب المتنوعة تلعب دوراً في حدوث الإكزيما التأتبية، ولم يتم حتى الآن التمكن من تحديد سبب واحد مسؤول عنه بشكل مباشر.

ومن أهم هذه العوامل التي قد تلعب هاماً دوراً في حدوث اكزيما الجلد، جفاف الجلد والوراثة.

وهناك أدلة بحثية متزايدة على أن الإكزيما التأتبية تنشأ جزئياً في الرحم، إذ يمكن أن تؤثر القابلية الجينية والتعرضات البيئية خلال فترة الحمل على تطور الجهاز المناعي عند الأطفال، وتغيير بنية الحاجز الجلدي لديهم، مما يؤدي لحدوث التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما التأتبية).

وبالتالي يمكن أن يساعد الفهم الصحيح للدور الذي قد تلعبه بعض التعرضات البيئية المبكرة خلال فترة الحمل مثل مستويات العناصر الغذائية الدقيقة لدى الأم في إيجاد استراتيجيات فعالة تساعد على الوقاية من بعض الأمراض لدى الأطفال الرضع مثل التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية).

وهذا ما سعت إليه هذه التجربة السريرية التي نُشرت نتائجها في المجلة البريطانية للأمراض الجلدية British Journal of Dermatology، حيث حاولت فهم العلافة بين تناول النساء الحوامل لمكملات فيتامين د أثناء الحمل ومخاطر إصابة الأطفال الرضع بالتهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية).

تفاصيل الدراسة

حلل الباحثون في هذه الدراسة بيانات عائدة لأكثر من 1100 امرأة حاملة لأول مرة، أعمارهم 18 عاماً أو أكثر، شاركن ما بين عامي 2008 و 2014 في دراسة بريطانية متعلقة بترقق العظام Osteoporosis وفيتامين د.

تم اختيار المشاركات اللواتي تتراوح مستويات 25-هيدروكسي فيتامين د لديهم ما بين 25 - 100 نانومول/لتر، واللواتي كانت مستويات الكالسيوم في الدم لديهم أقل من 2.75 ميلي مول/ليتر.

وقد تم استبعاد النساء اللواتي كانوا يعانون من أمراض العظام الأيضية Metabolic Bone Disease، أو من حصوات الكلى Kidney Stones، أو من فرط نشاط جارات الدرق Hyperparathyroidism، أو من فرط الكالسيوم في البول Hypercalciuria، أو الذين كانوا يتناولون يومياً أكثر من 400 وحدة دولية من مكملات فيتامين د، أو الذين كانوا يتناولون أدوية معروفة بتأثيرها على الجنين، أو أولئك اللواتي أصيب جنينهن بتشوهات خلقية كبيرة.

قام الباحثون بتحديد نصف المشاركات بشكل عشوائي لتلقي 1000 وحدة دولية من مكملات فيتامين د يومياً، وذلك بدءاً من حوالي الأسبوع 14 من الحمل حتى الولادة. بينما تم تعيين النصف الآخر من المشاركات لتلقي العلاج الوهمي.

ومما يميز هذه الدراسة أنّ مواصفات وخصائص الأمهات المشاركات في كلتا المجموعتين كانت متقاربة، باستثناء أن مجموعة  العلاج (التي تلقت مكملات فيتامين د أثناء الحمل) ارتبط بفترات رضاعة طبيعية أطول.

في البداية، كان متوسط مستويات مستويات 25-هيدروكسي فيتامين د في مصل الأمهات في كلتا المجموعتين متقاربتين (في مجموعة العلاج 46 نانومول/لتر، وفي المجموعة الضابطة التي تلقت العلاج الوهمي 44.7 نانومول/لتر).

ولكن في مراحل الحمل الأخيرة كانت مستويات 25-هيدروكسي فيتامين د في مصل أمهات مجموعة العلاج التي تلقت مكملات فيتامين د أعلى (67.4 نانومول/لتر) مما هو عليه لدى أمهات المجموعة الضابطة (42.4 نانومول/ليتر).

وقد تم تقييم أطفال هؤلاء الأمهات بالنسبة لمرض التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية) وهم في عمر 12، و24، و48 شهراً.

وباستخدام نموذج الانحدار اللوجستي الإحصائي قام ن بتحليل العلاقة بين تناول 1000 وحدة دولية من مكملات فيتامين د يومياً أو العلاج الوهمي من قبل الأمهات أثناء الحمل، ومخاطر الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية) لدى الأطفال الرضع.

نتائج الدراسة

بعد التعديل على مدة الرضاعة الطبيعية من الثدي، وجد الباحثون أنه من بين 636 طفلاً رضيعاً تم تقييمهم في عمر 12 شهراً، كان لدى أولئك الأطفال الذين تلقت أمهاتهم 1000 وحدة دولية يومياً من مكملات فيتامين د احتمالية أقل للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية)، مقارنة مع الأطفال الذين تلقت أمهاتهم العلاج الوهمي.

وبالمزيد من البحث والتحليل لاحظ الباحثون أن خطر الإصابة بالتهاتب الجلد التأتبي (الإكزيما التأتبية) في عمر 12 شهراً انخفض فقط عند أولئك الأطفال الذين تلقت أمهاتهم مكملات فيتامين د أثناء الحمل، وأُرضعوا رضاعة طبيعية لمدة لا تقل عن شهر واحد بعد الولادة.

في حين أن أولئك الأطفال الذين تناولت أمهاتهم مكملات فيتامين د أثناء الحمل، وأُرضعوا رضاعة طبيعية لمدة تقل عن شهر واحد لم يظهروا أي انخفاض في خطر الإصابة بالأكزيما التأتبية، مقارنةً مع أطفال مجموعة العلاج الوهمي.

ووجد الباحثون عند تقييم 611 طفلاً في عمر 24 شهراً، و 640 طفلاً في عمر 48 شهراً، إن التأثير المشترك لكل من مكملات فيتامين د والرضاعة الطبيعية لمدة لا تقل عن شهر في حماية الأطفال الرضع من التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية) انخفض ولم يكن ذا دلالة إحصائية بعد عمر سنة واحدة.

وهو ما يبين أن تناول مكملات فيتامين د أثناء الحمل يقلل من مخاطر الإصابة بالأكزيما التأتبية لدى الأطفال الرضع خلال عامهم الأول  ولكن بشرط أن يرافقها على الأقل شهر واحد من الرضاعة الطبيعية بعد الولادة.

وهذا الأمر ربما يدل على أنّ الرضاعة الطبيعية تساهم في انتقال هذه العناصر ومن بينها فيتامين د من الأم إلى الأطفال الرضع بعد الولادة، فتحميهم لفترة محددة من بعض الأمراض ومنها التهاب الجلد التأتبي حيث تكون المستويات التي يتلقونها من حليب الثدي كافية لهم.

أما في الأشهر المتقدمة من أعمارهم ربما يحتاج الأطفال الرضع إلى كميات أعلى من مما يوفره لهم حليب الأم من هذه العناصر حتى يتمكنوا من الاستمرار في حماية أنفسهم، وهو ما ظهر في انخفاض مستويات الحماية من الأكزيما التأتبية عند الأطفال بعد عمر 12 شهراً.

نقص مستويات فيتامين د

ونقص فيتامين د مشكلة شائعة جداً، ولاسيما عند النساء في المجتمعات الإسلامية، وذلك بسبب قلة التعرض للأشعة فوق البنفسجية وبالتالي عدم التمكن من إنتاج فيتامين د في الجلد، وهي الطريقة الوحيدة التي ينتج بها الجسم فيتامين د.

ولذلك يُوصى بتناول مكملات فيتامين د، حتى في مرحلة الحمل (تحت إشراف طبيب)، وذلك لأن نقص فيتامين د أثناء الحمل قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة كل من الأم والجنين معاً.

كما إن المستويات الجيدة من 25-هيدروكسي فيتامين د في دم الأمهات أثناء الحمل ارتبطت بمستويات جيدة منه لدى الأطفال المواليد، والعكس أيضاً صحيح. مما يعني إن مستويات العناصر الغذائية الدقيقة في دم الأم تلعب دوراً مباشراً في مستوياتها عند الطفل الرضيع.

وقد أشارت العديد من الدراسات الأخرى -غير هذه الدراسة- إلى أن نقص مستويات فيتامين د لدى الأمهات أثناء الحمل يجعل الأطفال معرضين لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما التأتبية) وغيرها من الأمراض التأتبية كالربو.

 

وهذا كله يبين أهمية أن تسعى الأم إلى أن تحافظ على صحتها، وتنتبه إلى سلوكياتها وعادتها الصحية اليومية خلال الحمل، فهي في مرحلة الحمل لا تكون مسؤولة عن نفسها فقط وإنما تؤثر أيضاً وبشكل مباشر على صحة طفلها سواءً بعد الولادة أو في المستقبل.

يمكن الاطلاع على جميع تفاصيل الدراسة بالضغط هنا.

مصدر الصورة: freepik

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث