ما هو الختان؟ وما هي الفوائد الصحية المحتملة لختان الأطفال الذكور؟
ما هو أفضل وقت يمكن فيه إجراء عملية الختان؟ وكم يستغرق إجراء العملية في العادة؟
كم يستغرق الشفاء التام من آثار عملية الختان؟
هل يتم تخدير جميع الذكور عند إجراء عملية الختان؟
هل هناك حالات لا يُنصح فيها بـ ختان الأطفال الذكور؟
هل يمكن ختان الذكور الكبار في العمر؟
ما هي المضاعفات الممكنة لـ ختان الأطفال الذكور؟
كل هذه الأسئلة وغيرها مما هو متعلق بموضوع ختان الأطفال الذكور، سنحاول أن نجيب عنها في هذا المقال الشامل لكل التفاصيل المتعلقة بختان الأولاد.

ما هو الختان؟
الختان هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة جلدة زائدة تغطي رأس العضو الذكري (القضيب) تسمى بالقلفة.
والقلفة هي جلدة قابلة للسحب وتعتبر استمراراً للجلد الذي يغطي القضيب بكامله.
ختان الذكور في الإسلام
إن الختان مشروع في الإسلام وهو من سنن الفطرة، والختان واجب في حق الرجال عند الشافعية والحنابلة واختاره ابن تيمية وبه صدرت فتوى اللجنة الدائمة وهو قول كثير من أهل العلم.
إذ لا يمكن للرجل الطهارة من البول بشكل كامل وسليم إلا بالختان، وذلك لأن قطرات من البول تتجمع تحت الجلدة (القلفة) فلا يُؤمن أن تسيل منه فتنجس ثيابه وبدنه.
وبناءً على هذا يقوم المسلمون بختان أطفالهم الذكور في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد الولادة بعدة أيام.
ولارتباط ختان الأولاد بالطهارة في الإسلام، فإنه يسمى في بعض البلاد بـ الطهور.
ما فوائد ختان الأطفال الذكور؟
كثيراً ما يتساءل الناس عن الفوائد المحتملة لختان الأطفال الذكور، وعن مدى صحته من ضرره، وهل يجب عليهم ختان أطفالهم أم لا.
وقد أثبتت الأبحاث والدراسات الكثير من الفوائد لختان الذكور، ومنها ما يلي:
ختان الأطفال الذكور يقلل مخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية
من أهم الفوائد الصحية المؤكدة لختان الأطفال الذكور، تقليله لمخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية لديهم.
حيث أنه بشكل عام تكون التهابات المسالك البولية شائعة عند الإناث أكثر من الذكور. وبين الذكور عادةً تكون شائعة عند الأطفال الرضع أكثر من الذكور الأكبر سناً.
ويمكن أن تؤدي عدوى المسالك البولية التي تصيب الأطفال الرضع الذكور إلى حصول مضاعفات ومشاكل في الكلية.
حتى أنه في بعض الحالات النادرة قد تتطور التهابات المسالك البولية في الأطفال الرضع الذكور إلى حالات تسمم في الدم وتتسبب بالوفاة.
والختان يقلل من مخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية لدى الرضع الذكور بنسبة كبيرة جداً.
وتظهر أهمية الختان أكثر لدى أولئك الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في المسالك البولية، حيث يكونون أكثر عرضة لمضاعفات التهابات المسالك البولية.
ففي مراجعة منهجية لـ 12 دراسة شملت بيانات أكثر من 400 ألف طفل ذكر أعمارهم أقل من عام واحد، لوحظ إن الختان قلل من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية لديهم بنسبة 90% تقريباً.
كما بينت دراسات أخرى أن الختان يقلل من مخاطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية حتى في الذكور البالغين.
ففي دراسة منهجية لعدة دراسات شملت الرجال البالغين، وجد الباحثون أن نسبة الإصابة بالتهابات المسالك البولية عند الرجال غير المختونين كانت 32% مقارنةً بـ 9% عند الرجال المختونين.
ختان الذكور يقلل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
إن ختان الذكور يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القضيب.
كما يمكن أن يقلل الختان من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى زوجات الذكور الذين تم ختانهم.
ختان الأطفال الذكور يسهل تنظيف الأعضاء التناسلية
إن الختان يسهل من عملية تنظيف الأعضاء التناسلية الذكرية، وهذا الأمر يزداد أهميته لدينا نحن المسلمون، حيث لا يمكن للرجال الطهارة والتخلص من آثار البول بشكل كامل وسليم إلا بالختان.
ختان الذكور يقلل مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً
هناك أدلة عديدة على أن الختان يقلل من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسياً، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس الورم الحليمي البشري، وفيروس الهربس البسيط من النوع 2.
وكذلك يمكن أن يقلل الختان من مخاطر الإصابة بداء المشعرات Trichomoniasis وعدوى القريح Chancroid infection.
ختان الأطفال الذكور يقلل مخاطر الإصابة بأمراض والتهابات القضيب
إن ختان الأطفال الذكور يقلل أيضاً من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية المتعلقة بالقضيب.
وذلك مثل: التهاب الحشفة والقلفة Balanoposthitis، والشبم أو ما يسمى بتضيق القلفة Phimosis، وانكماش جلد القلفة Paraphimosis.
متى يجب إجراء عملية ختان الأطفال الذكور؟
عادة يُنصح بأن يخضع الأطفال الذكور لعملية الختان خلال الأيام الأولى بعد الولادة، وغالباً خلال الأسبوع الأول منه، ويوصي الأطباء بألّا يتأخر إجراؤها إلى ما بعد عمر السنة.
إذ إن الإسراع بختان الأطفال الذكور أفضل من تأخيره، وذلك لأن التأخير قد يترتب عليه بعض السلبيات التي تجعل عملية الختان أكثر خطورة.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية تؤيد الأمر، إلا أنه يُنصح بتجنب إجراء عملية الختان لدى الأطفال الذكور في الفترة ما بين سن 3 إلى 6 سنوات منما لم يكن هنالك ضرورة طبية.
ويُنصح بتأجيل ختان الأطفال الذكور إلى ما بعد عمر 6 سنوات إذا لم يتم ذلك تحت عمر سنتين.
حيث يُعتقد أن إجراء عملية الختان خلال فترة 3 - 6 سنوات من عمر الطفل يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للطفل.
وفي حال الاضطرار لختان الطفل في هذه الفترة يُنصح بإجراء العملية تحت التخدير العام، وباستخدام مسكنات الألم المناسبة لتخفيف الألم قدر الإمكان، ولتقليل الأثر النفسي لهذه العملية على الطفل.
هل يمكن ختان الذكور الكبار؟
نعم، يمكن أن يتم ختان الذكور الذين لم يتم ختانهم وهم أطفال في أي مرحلة عمرية كانوا.
والإجراءات بشكل عام هي نفسها ولكن من المحتمل أن تتم عملية الختان في المستشفى وفي وسط جراحي أعقد، وأن تكون هناك الحاجة إلى تخدير عام، وأن تستمر العملية لفترة أطول (قد يصل إلى ساعة).
كما أن ختان الكبار يصاحبه في الغالب زيادة في معدل ظهور المضاعفات والمشاكل التالية للختان، وفي الشعور بالألم.
ومن الفروقات أيضاً، إن الذكور الذين يتم ختانهم وهم كبار يحتاجون إلى غرز بعد الختان لضمان شفاء الجرح بشكل سليم، في حين إن جروح الأطفال الناتجة عن الختان تتعافى بشكل عفوي دون الحاجة للغرز.
كما أن الذكور الكبار قد يضطرون للتوقف عن ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجاتهم لمدة معينة بعد الختان.
هل يتم تخدير جميع الأطفال عند إجراء عملية الختان؟
عندما يتم إجراء ختان الأطفال الذكور في المستشفى غالباً ما يتم إجرائه تحت تخدير موضعي، عن طريق حقنة تحت الجلد أو بوضع كريم مخدر على المنطقة، وذلك لتخفيف الشعور بالألم وتقليل التوتر عند الطفل.
أما في حالات الختان التي تتم خارج المستشفى قد لا يتم استخدام التخدير الموضعي فيها.
ومن الجدير بالذكر أنه كلما تقدم عمر الطفل ازدادت الحاجة إلى التخدير، وفي عمليات الختان التي تتم بعد عمر سنتين قد تتطلب العملية إجراء تخدير عام أيضاً.
كم تستغرق عملية ختان الأطفال الذكور في العادة؟
عادةً تستمر عملية الختان عند الأطفال الذكور ما بين 10 إلى 20 دقيقة.
ولكن كلما تقدم عمر الطفل كلما أصبحت العملية أكثر تعقيداً، واحتاجت لتدخلات جراحية أعقد، وإجراءات أكثر، وقد تستغرق عملية الختان ما يقارب ساعة واحدة عند الكبار.
هل ختان الأطفال الذكور يسبب الألم؟
الختان مثله مثل أي إجراء جراحي آخر يمكن أن يسبب بعض الألم للذكور، ولكن مع استخدام مسكنات الألم وإجراءات التخدير الحديثة يتم تقليل الألم بشكل كبير.
ويجب معرفة أن شدة الألم ستزداد كلما تأخرت عملية الختان وتقدم عمر الطفل.
هل لعملية الختان أي مضاعفات على الطفل؟
بشكل عام ختان الأطفال الذكور هو إجراء روتيني صغير وآمن، ولكن ككل العمليات والتدخلات الجراحية يمكن أن تظهر بعض المضاعفات والمشاكل بعد إجراء عملية الختان.
وهذه المضاعفات في الغالب تكون مضاعفات خفيفة يتم السيطرة عليها بإجراءات بسيطة، ونادراً ما تكون مضاعفات معقدة تحتاج لتدخل جراحي.
إلا أن نسبة ظهور هذه المشاكل والمضاعفات بعد عملية الختان صغيرة جداً، وهي لا تعد مانعاً من الإقدام على ختان الأطفال الذكور بأي شكل من الأشكال.
وبشكل عام تكون المضاعفات أكثر شيوعاً بين الأطفال الخدج، والأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من تشوهات خلقية.
كما تزداد نسبة ظهور المضاعفات عند إجراء عملية الختان من قبل أطباء غير متمرسين جيداً أو عند عدم اتباع مبادئ التعقيم أثناء إجراء العملية.
كما تزداد معدل ظهور المضاعفات مع تأخر إجراء عملية الختان، إذ إنه بالمقارنة مع الأطفال الذين تم ختانهم خلال السنة الأولى من أعمارهم يزداد معدل ظهور المضاعفات لدى الأولاد الذين تم ختانهم بين سن 1-9 أعوام بمقدار 20 ضعفاً، ولدى أولئك الذين تم ختانهم بعد عمر 10 سنوات بمقدار 10 أضعاف.
النزيف
يعد النزيف أكثر المضاعفات شيوعاً بعد عملية الختان، وهو في الغالب يكون نزيفاً خفيفاً يتم السيطرة عليه بالضغط اليدوي الموضعي.
إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد يكون النزيف شديداً ويتطلب تدخلاً طبياً.
العدوى
العدوى كذلك من المضاعفات التي قد تظهر بعد إجراء عملية الختان، وهي كذلك غالباً ما تكون خفيفة وموضعية يتم معالجتها بالمضادات الحيوية الموضعية.
ولكن في بعض الحالات النادرة قد تتطور إلى عدوى جهازية مثل تسمم الدم والسحايا وتؤدي إلى ظهور أعراض أشد مثل الحمى والخمول وسوء التغذية، ومثل هذه الحالات تتطلب استخدام مضادات حيوية جهازية.
الالتصاقات
قد تنشأ التصاقات في جلد القضيب نتيجة عملية الختان، وقد تتراوح شدة هذه الالتصاقات بين خفيفة وشديدة.
الالتصاقات الطفيفة في جلد القضيب تحدث بشكل شائع بعد الختان، وهي عادة ما تختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.
كم من الوقت يستغرق التعافي من جروح عملية الختان؟
قد يستغرق التعافي من آثار عملية الختان حوالي 7 إلى 10 أيام. وفي أثناء ذلك قد يبدوا رأس القضيب ملتهباً ويظهر منتفخاً أو محمراً بعض الشيء.
كما يمكن ملاحظة وجود سائل أصفر أو طبقة صفراء اللون على حافة قضيب الطفل، وهي تختفي من تلقاء نفسها مع الأيام.
بالإضافة إلى هذا قد يُلاحظ وجود قطرات من الدم على حفاضة الطفل المختون أو على مكان الجرح وهو أمر طبيعي ما لم يتحول لنزيف مستمر ومتكرر.
هل يمكن أن يؤثر الختان على العلاقة الحميمية بين الزوجين وعلى درجة الخصوبة؟
لم يثبت حتى الآن وجود علاقة بين الختان وضعف الإثارة الجنسية وضعف الحساسية في رأس القضيب وقلة الرضا الجنسي في العلاقة الحميمية بين الزوجين.
ومن المستبعد جداً أن يكون للختان أي تأثير سلبي على هذه الأمور.
ولا يوجد للختان أي تأثير سلبي كذلك على خصوبة الذكر وقدرته على إنجاب الأطفال.
هل هناك بعض الحالات التي لا يوصى فيها بختان الأطفال الذكور؟
في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بعدم إجراء عملية الختان أو بتأخيرها وذلك بحسب وضع الطفل بعد الولادة.
فمثلاً بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل وتشوهات خلقية في القضيب قد يحتاجون إلى جلدة القلفة أثناء عمليات التصحيح وما شابه، ولأجل هذا قد يمنعهم الطبيب من إجراء عملية الختان حتى يحين موعد إجراء عملية التصحيح.
وكذلك يُنصح بتأخير عملية الختان لدى الأطفال الخدج المولودون قبل أوانهم.
وهكذا نكون قد قدمنا لكم جميع التفاصيل المتعلقة بختان الأطفال الذكور بشكل علمي ودقيق.
ويمكنكم قراءة مقال (كيف تكون العناية بالقضيب غير المختون عند الأطفال)، لعلكم تستفيدون من معلومات الموجودة فيه للعناية بالعضو الذكري لطفلكم إلى حين موعد إجراء الختان له.
مصدر الصورة: Imagination illustrations by Storyset
إرسال تعليق