إن التخطيط للحمل بعد الانتهاء من الدورة الشهرية يزيد من احتمالية التقاء الحيوانات المنوية مع البويضة، مما يزيد بدوره من فرص التخصيب وحصول الحمل.
ولتتمكن المرأة من التخطيط للحمل بعد الدورة الشهرية، يجب أن تعرف جيداً أيام التبويض الخاصة بها، وتعرف كيفية تنظيم العلاقة الزوجية خلال تلك الأيام.
ولهذا نضع هنا بين يديك دليلاً شاملاً لكل ما يخص أيام التبويض، من طريقة التحديد والحساب، والأعراض والعلامات المميزة، وكذلك ما يخص تنظيم العلاقة الزوجية، وتوزيعها على أيام التبويض بشكل مناسب لزيادة فرص الحمل.
وننصحك أيضاً بقراءة مقال: التخطيط للحمل ونصائح لزيادة فرص الحمل. والذي كنا قد تطرقنا فيه إلى بعض النصائح والتوصيات العامة التي يُنصح باتباعها خلال فترة ما قبل الحمل، لزيادة الخصوبة، وضمان الحصول على حمل صحي قدر الإمكان.

هل توجد أيام من الدورة الشهرية تكون فرصة الحمل فيها مرتفعة؟
الجواب هو نعم، هنالك عدّة أيام في كل دورة شهرية للمرأة تكون فرصة الحمل فيها أعلى من غيرها.
وتسمى هذه الأيام بأيام التبويض (أو أيام الإباضة)، وهي أسبوع من الدورة الشهرية، تكون الخصوبة فيها عالية، وفرصة الحمل فيها مرتفعة بشرط حصول العلاقة الزوجية خلالها.
إذ أنه من الأمور الأساسية التي يجب مراعاتها عن التخطيط للحمل بعد الدورة الشهرية هو ممارسة العلاقة الزوجية خلال أيام التبويض هذه.
وتبدأ فترة التبويض (فترة الخصوبة) قبل يوم الإباضة بخمسة أيام.
ويوم الإباضة، هو اليوم الذي تخرج فيه البويضة من المبيض، لتسير إلى قناة فالوب، وتنتظر فيه الحيوانات المنوية التي ستقوم بإلقاحها وتخصيبها.
وتعيش البويضة بعد حصول الإباضة لمدة تتراوح من 12 إلى 24 ساعة، وإذا لم يحصل الإلقاح خلال هذه الفترة ستتلاشى، وستنتهي فرص الحمل.
وأفضل وقت للعلاقة الزوجية لزيادة احتمالية حصول اللقاء بين الحيوانات المنوية والبويضة هما اليومان اللذان يسبقان يوم الإباضة مباشرةً.
وذلك لأن الحيوان المنوي يعيش ما متوسطه ٣ إلى ٥ أيام داخل الجهاز التناسلي للمرأة، وعند القيام بالعلاقة الزوجية خلايا اليومان اللذان يسبقان يوم الإباضة ستكون الحيوانات المنوية قد وصلت إلى قناة فالوب في الوقت المناسب قبل الإباضة منتظرةً البويضة، مما يزيد من فرصة التخصيب وحصول الحمل.
وبناءً على هذه المعلومات إذا تمت العلاقة الزوجية قبل يوم الإباضة بستة أيام أو أكثر، ستكون فرصة الحمل معدومة غالباً، وذلك لأن الحيوانات المنوية ستموت خلال 5 أيام على أفضل احتمال، مما يعني أنها لن تعيش ليوم الإباضة.
كيف يتم حساب أيام التبويض ومعرفة يوم الإباضة؟
ومن أجل التمكن من التخطيط بشكل جيد لزيادة فرص الحمل بعد الدورة الشهرية، يجب على المرأة أن تتعلم حساب أيام التبويض الخاصة بها.
حيث تحدث الإباضة عند معظم النساء قبل 14 يوم من موعد بداية الدورة الشهرية التالية.
وبالتالي المرأة التي لديها دورة شهرية منتظمة مدتها 28 يوم، يكون يوم الإباضة المتوقع هو يوم 14 من الدورة الشهرية.
وتكون فترة التبويض والخصوبة هي الأيام 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15 والتي ينصح بممارسة العلاقة الزوجية عدة مرات خلالها.
ومثال آخر، إذا كانت المرأة لديها دورة شهرية منتظمة مدتها 30 يوم، يكون يوم الإباضة المتوقع هو يوم 16 من الدورة، وتكون فترة التبويض هي الأيام 11، 12، 13، 14، 15، 16، 17.
ولكن يجب معرفة أن الدورة الشهرية قد تكون أطول أو اقصر من الشهر الذي قبله، حتى ولو كانت المرأة لديها عموماً دورة منتظمة، مما يعني إن حساب أيام التبويض قد يكون به هامش من الخطأ في كل مرة.
ولمن تجد صعوبة في حساب أيام التبويض خاصتها، يمكنها الاستعانة أيضاً بالعلامات والأعراض التي تظهر خلال هذه الأيام لتتمكن من حسابها وتحديدها بشكل أكثر دقة.
يمكن الاستعانة أيضاً ببعض التطبيقات والجداول التي تساعد على حساب أيام التبويض بسهولة أكثر. كما يمكنكم الاستعانة بحاسبة أيام التبويض الخاصة بموقع WebMD الطبي المشهور.
هل توجد علامات وأعراض خاصة بأيام التبويض؟
نعم، هنالك بعض العلامات والتغيرات التي تطرأ على جسم المرأة خلال أيام التبويض، ويمكن التنبؤ بوقت الإباضة من خلال ملاحظة هذه الأعراض والعلامات.
ولكن تتبع هذه العلامات ليس بتلك السهولة عند معظم النساء، حيث يتطلب ذلك منك وقتا وجهدا لمعرفة طبيعة جسمك، وملاحظة التغيرات الطفيفة التي تطرأ عليها.
ومن أهم علامات وأعراض أيام التبويض:

ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية بعد الإباضة
درجة حرارة الجسم الأساسية، عبارة عن معيار يُشير إلى درجة حرارة الجسم أثناء وقت الراحة.
وللهرمونات تأثير كبير على هذه الحرارة، والتغيرات الهرمونية التي تحدث في يوم الإباضة وبعدها تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية قليلاً.
وبملاحظة هذا التغير في درجة حرارة الجسم الأساسية يمكنك أن تتنبئي بيوم الإباضة الخاص بك، ولكن هذا الأمر يتطلب منك بعض المتابعة والاهتمام.
إذا يجب عليك قياس درجة حرارة جسمك يومياً باستخدام جهاز خاص بقياس درجة حرارة الجسم حتى تتمكني من ملاحظة التغيرات التي قد تطرأ عليها.
ولضمان الحصول على درجات دقيقة وثابتة، يُنصح بقياس درجة حرارة الجسم بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل النهوض من الفراش.
والأيام التي تسبق اليوم الذي ترتفع فيه درجة حرارة جسمك هي أيام التبويض، التي تزداد فيها خصوبتك وفرص حملك.
زيادة الإفرازات المهبلية خلال أيام التبويض
تزداد الإفرازات المهبلية خلال أيام التبويض، وتكون شفافة اللون، ومطاطية القوام، وشبيهة ببياض البيض.
وحصول هذه الإفرازات المهبلية خلال أيام التبويض تساعد على حركة الحيوانات المنوية داخل الرحم، للوصول إلى البويضة وتخصيبها.
بعد حصول عملية الإباضة مباشرة تقل إفرازات عنق الرحم هذه، ويتغير قوامها إذ تصبح أكثر سماكة من سابقتها.
ألم في أسفل البطن عند الإباضة
تشعر بعض النساء بمغص وألم تتراوح شدته بين الخفيف والشديد في منتصف الدورة، وهو ما يسمى بألم الإباضة.
عادةً ما تشعر المرأة بهذا الألم في أحد جانبي البطن من الأسفل، ويستمر لعدة ساعات، ويمكن في بعض الأحيان أن يستمر أكثر من هذا (يوم إلى يومين).
ويمكن أن تكون علامة مميزة للمرأة لتعرف أيام خصوبتها من خلالها.
يمكن استخدام اختبارات التبويض المنزلية، والتي يمكن الحصول عليها من الصيدليات، لمعرفة أيام التبويض. حيث تعتمد هذه الاختبارات على وجود بعض الهرمونات في البول.
هل توجد توصيات بعدد مرات محددة للعلاقة الزوجية بعد الدورة الشهرية؟
قد تتساءل بعض النساء عن عدد المرات الموصى بها للعلاقة الزوجية سواءً بعد الانتهاء من دم الحيض، أو خلال أيام التبويض.
وفي الحقيقة ليس هناك عدد مرات محددة للعلاقة الزوجية يجب التقيد بها من قبل جميع الأزواج، وإنما هناك بعض النصائح والتوصيات التي قد تزيد من فرص الحمل، وما سوى ذلك فهو يعتمد على تفضيلات الزوجين وظروفهم الخاصة.
حيث تزيد العلاقة الزوجية المنتظمة يوميا أو كل يومين خلال أيام التبويض من فرصة الحمل بشكل كبير.
وبالنسبة للنساء اللواتي لديهن دورة شهرية غير منتظمة، ولا يستطيعون تحديد أيام التبويض الخاصة بهن بدقة، يجب عليهن القيام بالعلاقة الزوجية كل يومين أو ثلاثة أيام طيلة الشهر لزيادة فرص الحمل.
وبالطبع اتباع هذا النظام من قبل النساء اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة أيضاً سيزيد فرص الحمل أكثر، وذلك لأن الدورة الشهرية قد تطول أو تقصر قليلا من شهر لآخر، أو قد تخطأ المرأة في حساب أيام التبويض الخاصة بها.
كما يمكن لهذا النظام أن يقلل من الضغط النفسي الناتج عن صعوبة معرفة أسبوع الخصوبة وأيام التبويض، والحرص على ممارسة العلاقة الزوجية خلالها.
وينصح المختصون بتجنب ممارسة العلاقة الزوجية لأكثر من مرة في اليوم الواحد، وذلك لأن ممارستها أكثر من ذلك وعلى عكس ما يعتقده البعض يمكن أن يقلل من فرص الحمل وذلك لأنها تتسبب في تقليل عدد الحيوانات المنوية السليمة.
متى يجب علي مراجعة الطبيب عند عدم حدوث الحمل؟
يجب عليك أن تعلمي أنّ سرعة حدوث الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى، فبعض النساء يحدث الحمل لديها بسرعة وخلال الأشهر الأولى من تخطيطها للحمل، في حين أن العملية قد تطول وتستغرق وقتاً أطول عند البعض الآخر.
ويقترح الباحثون الانتظار سنة كاملة بعد التخطيط للحمل، والتقيد بالنصائح والتوصيات، والالتزام بعلاقة زوجية منتظمة قبل استشارة الطبيبة المختصة بخصوص تأخر الحمل بالنسبة للنساء اللواتي تكون أعمارهن أقل من 35 سنة.
أما بالنسبة للنساء الأكبر سناً، أي 35 سنة فما فوق، يُنصح بأن يقوموا بمراجعة الطبيبة المختصة بعد ستة أشهر من العلاقة الزوجية المنتظمة إذا لم يحصل الحمل.
وذلك لأنه بتقدم المرأة في العمر تقل الخصوبة لديها أكثر وأكثر، ولهذا إذا لم يحصل الحمل خلال ستة أشهر من العلاقة المنتظمة عليها أن تراجع الطبيبة، لضمان بقاء وقت كافٍ للقيام بالإجراءات والتدخلات اللازمة لحصول حمل صحي وسليم.
وبناءً على هذا إذا كنت قد قمتي باستشارة أخصائية النسائية عند بداية تخطيطك للحمل، وكنت تعلمين أنك لا تعانين من أي أمراض ومشاكل صحية، وكانت دورتك الشهرية منتظمة، وكنت قادرة على تحديد أيام التبويض الخاصة بك، وتقيدتي بجميع النصائح والتوصيات المذكورة هنا والمذكورة في مقال التخطيط للحمل ونصائح لزيادة فرص الحمل، حينها يجب عليك الصبر والانتظار لسنة كاملة إذا كنت تحت 35 سنة أو ستة أشهر إذا كنت أكبر من 35 سنة قبل مراجعة الطبيبة المختصة بخصوص تأخر حصول الحمل.
ويعتقد الباحثون أن احتمالية حدوث الحمل كل شهر عند المرأة التي عمرها 25 سنة، والتي لا تعاني لا هي ولا زوجها من أية مشاكل صحية، هي 20%.
و15% من الأزواج يتمكنون من الحمل خلال الشهر الأول، وتزداد هذه النسبة تدريجياً لتصل إلى 50.6% بحلول الشهر الثالث، وإلى 85-90% في نهاية العام.
بعض الأسئلة الشائعة حول العلاقة الزوجية
هنا نورد أجوبة مختصرة على بعض الأسئلة الشائعة بخصوص العلاقة الزوجية.
هل يوجد وقت معين من اليوم يُنصَح فيه بالعلاقة الزوجية لزيادة فرص الحمل؟
بشكل عام يعتمد اختيار الوقت المناسب للعلاقة الزوجية على ما يفضله الزوجين، ولكن تقترح بعض الدراسات الصباح الباكر كوقت أنسب لها، حيث تكون عدد الحيوانات المنوية وجودتها أفضل قليلا مما هي عليه في المساء.
ما الذي يجب القيام به بعد الانتهاء من العلاقة الزوجية؟
بعد الانتهاء من العلاقة الزوجية ينصح بالبقاء في وضعية الاستلقاء على الظهر لمدة 15 دقيقة على الأقل.
هل يمكن استخدام المزلقات؟
يفضل عدم استخدام المزلقات عند التخطيط للحمل، وذلك لأن أغلبها تؤثر بشكل سلبي على وظيفة الحيوانات المنوية.
وفي حال الضرورة يجب اختيار الأنواع الآمنة والصحية منها.
الخلاصة ونصيحة أخيرة
هكذا نكون قد ذكرنا النصائح والتوصيات التي يجب على المرأة الالتزام بها عند التخطيط للحمل بعد الدورة الشهرية، وذكرنا طرق معرفة أيام التبويض، وتطرقنا إلى كيفية توزيع وتنظيم العلاقة الزوجية خلال هذه الأيام.
وبالتقيد بهذه التوصيات، إلى جانب النصائح التي ذكرناها في مقال التخطيط للحمل ونصائح لزيادة فرص الحمل، يمكن أن تزداد احتمالية حدوث الحمل بشكل كبير إن شاء الله.
وكنصيحة أخيرة، ننصحك بأن تكون مرتاحة وتتوكلي على الله، وتبتعدي عن القلق والتوتر قدر الإمكان في هذه المرحلة، وذلك لأن القلق والتوتر يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على حصول الحمل.
إرسال تعليق