التلامس الجلدي المباشر بين الأم وطفلها

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:ما هو التلامس الجلدي المباشر بين الأم وطفلها وما فوائد ملامسة الجلد للجلد هذه ومتى يجب القيام بذلك وإلى متى يجب الاستمرار بتحقيق التلامس الجلدي

إن تحقيق التلامس الجلدي (Skin to skin contact) بين الأم وطفلها بعد الولادة، يبدو وكأنه أمر بسيط ويتم تجاهله كثيراً، ولكن في الحقيقة تكون الفوائد التي يجنيها كل من الأم والطفل من تلك العملية كثيرة جداً، وتؤثر على سير العلاقة بينهما بشكل مباشر.

حيث تم توثيق وتأكيد العديد من الفوائد للتلامس الجلدي بين الأم والطفل، مثل تحفيز الرضاعة الطبيعية، وتقليل معدلات وفيات الأطفال الرضع، وتسهيل تكيف الأطفال مع الحياة خارج الرحم، وتوفير التنظيم الحراري المناسب لهم.

كما أن تلامس الجلد للجلد يمكن أن يعزز النمو العصبي والدماغي والتوازن الأيضي لدى الأطفال، ويساهم في استقرار العلامات الحيوية لدى حديثي الولادة مثل معدل دقات القلب ومعدل التنفس، وأيضاً يقلل مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات وغيرها الكثير مما تم ذكره في الأسفل.

التلامس الجلدي المباشر بين الأم وطفلها

إن هذه الفوائد لملامسة الجلد للجلد بين الأم وطفلها موثقة بشكل جيد، وهو ما دفع الأطباء والعديد من المؤسسات الصحية والمستشفيات الكبيرة إلى اعتماد سياسات جديدة، ليست فقط لتساعد على تحقيق التلامس الجلدي بين الأم وطفلها، بل لتشجع عليه أيضاً، وتقوم بتأجيل الإجراءات الروتينية من القياس والاستحمام وارتداء الملابس وما شابه ذلك إلى ما بعد تحقيق التلامس الجلدي بينهما.

وأمر طبيعيٌّ أن يكون للتلامس الجلدي بين الأم ومولودها كل هذه الفوائد، فعندما كان الطفل جنيناً في رحم أمه، كانتا الرحم والمشيمة توفران له الدفء والحماية والتغذية والأكسجين، وكان على قرب دائم من دقات قلب الأم وصوتها.

وبعد الخروج للحياة الجديدة فلا شكّ أنه يخوض تجربة غريبة عليه، ويحتاج إلى دعم الأم له، وهذا يدفعه للتوتر والصراخ، ولكنه بمجرد وضعه على صدر أمه فأنه يشعر بالأمان من جديد، بعد أن يلامس جلده جلد من ستؤمن له الدفء والحماية بعد الآن، ويسمع صوتها المألوف بالنسبة له، ويشم رائحتها المحببة إليه، ويكون قريباً من دقات قلبها وهو الإيقاع الذي كان يسمعه طوال فترة بقائه في الرحم.

فلكي تضمني حصول طفلك على الفوائد الكثيرة المرجوة من التلامس الجلدي بينك وبينه، ننصحك بقراءة هذه الدليل الإرشادي الشامل حول الموضوع، للحصول على معلومات موثوقة وصحيحة.

ما هي عملية التلامس الجلدي بين الأم وطفلها المولود حديثاً

إن التلامس الجلدي (Skin to skin contact) هو عملية وضع الطفل عارياً بدون ملابس (باستثناء الحفاضة) بعد الولادة مباشرة على صدر الأم، ودون وجود أي حاجز بينهما، بحيث يتلامس جلد الطفل مع جلد الأم بشكل مباشر.

هذه العملية توفر الراحة والأمان لكل من الأم والطفل معاً، وتحفز مجموعة من العمليات الغريزية والفطرية لدى الطفل المولود حديثاً مثل: الاسترخاء والنشاط والزحف نحو الثدي والتعرف عليه والرضاعة منه.

والاسترخاء هو هدوء الطفل وتوقفه عن البكاء فجأة عندما يوضع على صدر أمه.

صرخة الولادة وهو البكاء الذي يحدث مباشرة بعد الولادة تعد أمراً طبيعياً، بل وتؤكد على سلامة الطفل الرضيع. وهي تحدث نتيجة تمدد رئتا الطفل وتنتهي فجأةً بمجرد وضع الطفل على صدر أمه.

والنشاط والزحف نحو الثدي يبدأ بتحريك الطفل لرأسه بحركات صغيرة، وفتح عينيه، وتحريك شفتيه، ومن ثم القيام بدفع نفسه قليلاً بقدميه فينزلق جسده نحو أحد ثديي الأم.

وبعد وصوله للثدي يبدأ الطفل بعملية التعرف عليه، وذلك بلعقه ولمسه وتدليكه، وهي قد تستمر لمدة تصل إلى 20 دقيقة.

ويجب على الأشخاص الذين يراقبون الطفل عدم التسرع لدفع الطفل نحو الثدي وإجباره على الرضاعة، لأن هذا قد يضر بالعملية كلها ويمنع الطفل من الاستمرار في العمليات الغريزية. بل يفضل ترك الطفل لغريزته الفطرية بشكل كامل والتي ستقوده نحو الثدي والرضاعة، وذلك لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من عملية ملامسة الجلد للجلد.

وثم تنتهي مرحلة التعرف بأن يقوم الطفل بفتح فمه على مصراعيه ويمسك بحلمة ثدي أمه بحركة التقاط صحيحة ويبدأ في الرضاعة. وهو ما يحدث غالباً بعد حوالي ساعة من الولادة.

هذا باختصار ما يجب أن تكون عليه عملية اتصال الجلد بالجلد المثالية بين الأم وطفلها، أما أهمية هذه العملية وفوائدها فسنتعرض لها في السطور التالية.

يجب أن تجري عملية التلامس بين الأم وطفلها المولود حديثاً تحت رعاية الطاقم التمريضي، تفادياً لأي مشاكل قد تحدث أثناء ذلك.

متى يجب القيام بالتلامس الجلدي بين الأم والطفل؟ وكم يجب أن تستمر؟

للحصول على فوائدها الكثيرة يُنصح بتحقيق ملامسة الجلد للجلد بين الأم وطفلها بعد الولادة مباشرة، وهما لا يزالان في غرفة العمليات، بحيث تقوم الممرضة بتجفيف المولود حديثاً وتحفّضه وتضعه على صدر الأم.

وبشكل عام يُنصح بأن تستمر ملامسة الجلد للجلد بينهما لمدة لا تقل عن ساعة واحدة، وكلّما زادت المدة زادت الفوائد التي يتم جنيها من عملية التلامس.

ولكن هذا لا يعني فقد الأمل تماماً عند عدم القدرة على تحقيق تلامس جلدي بين الأم وطفلها خلال اللحظات الأولى بعد الولادة، بل يجب الحرص على تحقيق ذلك متى ما توفرت الفرصة لذلك، فرغم ذلك لا يزال ممكناً الاستفادة من عملية التلامس.

التلامس الجلدي بعد الولادة القيصرية أو عند حاجة الطفل أو الأم إلى رعاية خاصة

 يجب السعي لتحقيق التلامس المباشر بين جلد الأم وجلد طفلها (Skin to skin contact) بغض النظر عن نوع الولادة، قيصرية كانت أو طبيعية، فللأمهات اللواتي أُجبرن على الولادة القيصرية لسبب ما كذلك الحق في الحصول على الفوائد العظيمة لهذه العملية خلال الدقائق الأولى بعد الولادة.

وتحقيق ذلك بعد الولادة القيصرية يكون في غالب الأحيان أمراً ممكناً لو كانت الأم مهتمة، وفريق التمريض والأطباء  مساعدين لها على ذلك، حيث يجب على المراكز الصحية أن تسعى لتحقيق التلامس الجلدي بين الأم وطفلها بعد الولادة القيصرية أيضاً كما تفعله مع الولادة المهبلية الطبيعية إذا لم يكن هناك أي داعٍ طبي يمنع ذلك.

وعند تحقيق التلامس الجلدي بين الطفل والأم بعد عملية الولادة القيصرية، سيندهش الطاقم الطبي من مدى استقرار الأمهات بعد العملية مباشرةً عندما يكون أطفالهن بجانبهن ويتلامس جسداهما معاً. حيث يتضاءل إدراك الأمهات للألم (ألم الولادة والعملية)، وتنخفض مستويات القلق لديهن بشكل كبير، مما يؤدي إلى استقرار معدلات ضربات القلب وضغط الدم لديهن. 

بالإضافة إلى ذلك، تقوم الأم والطفل بتدفئة بعضهم البعض، مما يؤدي إلى زيادة استقرار درجة الحرارة لكليهما.

ولكن رغم مجانية الأمر وبساطته وسهولته إلا أنه قد لا تتمكن جميع الأمهات من الحصول على فرصة عيش لحظات تلامس الجلد بالجلد بينها وبين طفلها خلال الساعات الأولى بعد الولادة.

ومن ذلك بعض حالات الولادة القيصرية المستعصية، أو بعض الحالات التي قد تحتاج فيها الأم أو طفلها إلى الحصول على رعاية خاصة في قسم العناية المشددة أو غيرها لسبب طبي طارئ.

في مثل هذه الحالات التي لا تستطيع فيها الأم أن تحتضن طفلها بعد الولادة مباشرة، يُنصح بالقيام بالتلامس الجلدي بمجرد أن تتمكن من ذلك، فالقيام به متأخراً أفضل بكثير من عدم القيام به بتاتاً.

كما ينصح بعض الخبراء بإمكانية تحقيق التلامس الجلدي بين الأب والطفل إذا كان ذلك غير ممكناً مع الأم. حيث يُعتقد أن الطفل قد تعود على صوت والده كذلك أثناء الحمل، وأن التلامس الجلدي مع والده يمكن أن يكون طريقة بديلة للتلامس الجلدي المباشر مع الأم، وأن ذلك قد تعود بالفائدة على الأب والطفل معاً.

ولذلك يجب على كلا الوالدين أن يهتما بهذا الموضوع، ويحرصا على حصول طفلهما على قدر كافي من الوقت في التلامس الجلدي المباشر.

فوائد التلامس الجلدي بين الأم وطفلها بعد الولادة

إن تحقيق ملامسة الجلد للجلد بين الأم وطفلها المولود حديثاً بعد الولادة مباشرةً يقدم العديد من الفوائد المؤكدة والمثبتة علمياً للأم والطفل معاً.

التلامس الجلدي بين الأم وطفلها الرضيع يحفز الرضاعة الطبيعية

من أهم فوائد تحقيق التلامس الجسدي المباشر بين الأم وطفلها هو تأثيرها الإيجابي على عملية الرضاعة الطبيعية، حيث إنها تحفز الرضاعة الطبيعية، وتسهل الرضاعة المبكرة، وتزيد من إدرار حليب الأم، ومن فرص الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة أطول.

ويزداد التأثير الإيجابي للتلامس الجلدي المباشر على عملية الرضاعة الطبيعية كلّما حصلت أبكر بعد الولادة، وكلّما زادت مدة التلامس.

وقد أظهرت مجموعة كبيرة من الدراسات البحثية المختلفة أن تحقيق ملامسة الجلد للجلد بين الأم وطفلها الرضيع يساهم في زيادة فرص الرضاعة الطبيعية، وفي زيادة فرص استمرارها لفترة أطول بعد الولادة. وقد وجدت دراسة أن النساء اللواتي مارسن التلامس الجلدي المباشر مع أطفالهن بعد الولادة مباشرة، كنّ يرضعن ما متوسطه ثلاثة أشهر أطول من اللواتي لم يمارسنه.

إضافة إلى هذا يُعتقد أن التلامس الجسدي المباشر بين الطفل والأم يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين والذي يساهم بدوره في زيادة إنتاج الحليب، إلى جانب دوره الكبير في تقليص عضلات الرحم، وإعادته لحجمه الطبيعي.

ويُنصَح بتشجيع المحاولة الأولى للرضاعة من الثدي خلال عملية التلامس الجلدي المباشر بعد الولادة، وتأخير باقي الأعمال الروتينية التي كانت تتم في العادة بعد ولادة الطفل، مثل الوزن والقياس وأخذ عينات الدم وما شابه ذلك، إلى ما بعد انتهاء عملية ملامسة الجلد للجلد بين الأم وطفلها، أو أن تتم خلالها إن كان الأمر ممكنا.

ولكن حتى ولو لم تتمكن الأم من إرضاع طفلها المولود خلال عملية اتصال الجلد بالجلد الأولى بينهما، فإن التأثير الإيجابي لعملية التلامس الجسدي المباشر على الرضاعة الطبيعية لا يزال موجوداً.

 التلامس الجلدي يساهم في استقرار العلامات الحيوية للطفل الرضيع

لاحظ الباحثون أن تحقيق ملامسة الجلد للجلد بين الأم والطفل المولود حديثاً يمكن أن يساهم في استقرار العلامات الحيوية للمولود حديثاً بشكل أسرع.

إذ يساهم في استقرار معدل ضربات قلب الطفل، ومعدل تنفسه، وفي استقرار مستويات الأكسجين لديه.

كما أن التلامس الجسدي المباشر قد يساهم في ضبط متوسط مستويات الغلوكوز في دم الطفل المولود حديثاً، ومنع حدوث انخفاض في مستوياته خلال الأيام الأولى له.

ملامسة الجلد للجلد يساعد على تكيف الطفل بشكل أفضل مع الحياة خارج الرحم

حضن الأم هو أفضل مكان بعد الرحم يمكن أن يساعد في تهدئة الطفل المولود حديثاً، وتقليل حدّة توتره عند الخروج للحياة الجديدة.

فمن أهم فوائد التلامس الجلدي بين الأم والطفل فور ولادته هي أنها تساهم في تسهيل تكيف الطفل مع العالم الخارجي.

وهو ما أكدته بعض الدراسات التي وجدت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً في تلامس جسدي مباشر مع أمهاتهم يكونون أكثر دفئاً وهدوءاً من غيرهم، كما تقل عدد مرات البكاء وشدّته لديهم. 

فقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين تم فصلهم عن أمهاتهم فور ولادتهم كانت لديهم عدد مرات بكاء أكثر ب 10 أضعاف، ومدة بكاء أطول ب 40 ضعفاً مما لدى الأطفال الذين تم وضعهم على صدر أمهاتهم، وسُمح لهم بمعايشة ساعات ملامسة الجلد للجلد الذهبية.

كما أنّ شعور الطفل فور ولادته بوجود شخص يعرف صوته وتعوّد عليه بجانبه، وملامسة جلده مع جلد أمه يُشعره بالأمن والأمان بعد الخروج من الرحم.

التلامس الجسدي يمكن أن يساهم في تقوية العلاقات والروابط بين الأم وطفلها

من أهم فوائد تلامس جلد الأم مع جلد طفلها بعد الولادة أنها تساهم في تقوية مشاعر الأمومة لدى الأم، وتعمّق العلاقة بينها وبين طفلها المولود حديثاً.

حيث أثبتت الدراسات والأبحاث أن الأمهات اللواتي تعرضن للتلامس الجلدي المباشر مع أطفالهن خلال فترة وجيزة بعد الولادة كنّ أكثر ثقة وراحة في رعاية أطفالهن والتعامل معهن في نهاية فترة الإقامة في المستشفى مقارنةً مع الأمهات اللواتي انفصلن عن أطفالهن بعد الولادة.

كما ولاحظ الباحثون أن التأثير الإيجابي للتلامس الجلدي بين الأم وطفلها  الرضيع استمر لفترة طويلة بعد الولادة، حيث وجدوا أن الأمهات اللواتي حققن التلامس الجلدي قبَّلنَّ أطفالهن أكثر، وقضين وقتاً أطول في النظر إلى وجوههم، كما واظهرن سلوكيات أكثر من اللمس والاحتضان والتحدث إليهم.

وأيضاً لوحظ أن تلك الأمهات كن أكثر متابعةً لمواعيد مراجعات أطفالهن عند مقدمي الرعاية الأولية، وكنَّ أكثر إصراراً على إرضاعهم رضاعة طبيعية.

التلامس الجلدي المباشر قد يعزز من النمو العصبي والدماغي

أشارت دراسة كندية إلى أن الأطفال الخدج الذين تلقوا فرصة لتحقيق التلامس الجلدي بينهم وبين أمهاتهم كانت لديهم وظائف دماغية أفضل في سن ال 15 عاماً مقارنةً مع أولئك الذين وضعوا في حاضنات.

ويُعتقد أن الدور الذي يلعبه التلامس الجلدي بين الأم وطفلها في استقرار العلامات الحيوية للطفل يعزز من النمو العصبي والدماغي، فاستقرار معدل ضربات القلب، واستقرار مستويات الأكسجين، وتحسين جودة النوم لدى الأطفال الخدج الناتج عن ملامسة الجلد للجلد ربما يساهم في أن يكون الدماغ أكثر قدرة على النمو.

التلامس الجلدي يعزز المحافظة على الوزن الصحي

يعتقد الباحثون أن من فوائد التلامس الجلدي بين الطفل الرضيع والأم أنها تساهم بشكل كبير في زيادة وزن الأطفال حديثي الولادة، وفي المحافظة على الوزن الصحي لديهم.

ويُعتقد أن السبب في ذلك قد يكمن في أن الأطفال الذين يحظون بالتلامس الجلدي مع أمهاتهم يكونون أكثر دفئاً، وبالتالي لا يحتاجون إلى استخدام طاقتهم لتنظيم درجة حرارة أجسامهم، فيستخدمونها بدلاً عن ذلك في النمو بشكل أفضل.

كما أن التلامس الجلدي يساهم في زيادة فرص الرضاعة الطبيعية، وهو عامل مهم آخر في تعزيز الوزن الصحي لدى الأطفال المولودين حديثا.

وأشارت مراجعة لعدة دراسات إلى أن التلامس الجلدي بين الأم وطفلها قد يساهم أيضاً في تقليل مخاطر الإصابة بالمشاكل الصحية وتقليل حالات الوفاة بين الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من نقصٍ في الوزن.

ملامسة الجلد للجلد يساهم في تقليل الألم والإجهاد لدى الطفل الرضيع

يعتقد الباحثون بأن مجرد 10 دقائق من التلامس الجلدي بين الأم وطفلها من شأنه أن يقلل من مستويات هرمون الإجهاد والتوتر (الكورتيزول) لدى الأطفال، ويزيد من مستويات هرمون الاحتضان والحب (الأوكسيتوسين) والذي يحفز الجهاز العصبي اللاودي parasempatic ليجعل الأطفال يشعرون بالهدوء والأمان أكثر.

كما وأشارت دراسة إلى أنه عندما يتم حمل الأطفال الخدج في وضعية التلامس الجلدي فإن هذا يقلل تفاعلهم مع عملية سحب الدم من كعبهم، ويقلل من شعورهم بالألم الناتج عن ذلك.

فبذلك قد يكون التلامس الجلدي بين الطفل والأم طريقة مثالية لتخفيف الشعور بالألم لدى الأطفال الرضع أثناء بعض الإجراءات الطبية المؤلمة.

التلامس الجسدي من شأنه تحقيق نوم أفضل للأطفال الخدج

أشارت دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال إلى أن الأطفال الخدج الذين حظوا بفرصة تحقيق التلامس الجلدي بينهم وبين أمهاتهم ينامون بعمق أكبر ويستيقظون بوتيرة أقل بالمقارنة مع أولئك الذين ناموا في الحاضنات.

التلامس الجلدي يقلل مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات

تظهر دراسات مختلفة أن تحقيق التلامس الجلدي قد يقلل من مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات.

حيث يتأثر النشاط في محور الغدة الكظرية للأم سلباً بعملية الولادة، وقد يعيد تلامس الجلد بالجلد تنشيط المسارات المتأثرة، فتقلل بذلك من مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

كما ويُعتقد أن هرمون الأوكسيتوسين الذي يزداد إفرازه عند التلامس الجلدي يساهم في تقليل قلق الأم، ويعزز الارتباط بين الأم وطفلها، مما قد يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

إلى متى يمكن القيام بالتلامس الجلدي بين الأم وطفلها؟

يجب على الأم الاستمرار في تحقيق التلامس الجلدي بينها وبين طفلها خلال الساعات والأيام الأولى التالية للولادة، إذ لا يقتصر الأمر على الساعة أو الساعتين التاليتين للولادة فقط.  

وينصح بالاستمرار بتحقيق التلامس الجلدي حتى بعد الخروج من المستشفى أيضاً، حيث يظل حضن الأم المكان المفضل للطفل.

كما أن فرصة تحقيق الفوائد المذكورة في الأعلى لا تزال ممكنة حتى بعد الخروج من المستشفى، ولا سيما زيادة إدرار حليب الأم، وتهدئة الطفل الرضيع، وتقوية العلاقة بين الأم وطفلها وغير ذلك.

الخلاصة

وهكذا نكون قد تعرفنا في هذا المقال على جميع الفوائد المحتملة للتلامس الجلدي بين الأم والرضيع، وقدّمنا دليلاً شاملاً وأجوبةً لكل الأسئلة التي قد تخطر ببالك بهذا الخصوص.

وننصحك ألّا تحرمي طفلكِ من حضنك، ومن ملامسة جلده لجلدك، فلحظة التلامس الجلدي، إلى جانب كونها لحظة تواصل رائعة بينكما، فإنها تقدم العديد من الفوائد لطفلك.

ويجب أن تأخذي ما ذكرناه لك هنا بعين الاعتبار عند تعيين المستشفى الذي تخططين أن تلدي فيه، وعند تقييمك خدماته وسياساته فيما يخص التلامس الجلدي بين الأم وطفلها.

ولا تظنّي أنه يمكن أن تستغني بالرضاعة الطبيعية عن القيام بهذا التلامس الجلدي، ولو كانت الرضاعة الطبيعية وسيلة من وسائل تحقيق هذا التلامس.


مصدر الصورة: Free illustrations from Streamline

التصنيفات

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث