ربما تكون قد سمعت سابقاً عن التدخين المباشر، والتدخين غير المباشر (التدخين السلبي)، وتعرفت على أضرارهما ومخاطرهما الكثيرة على الصحة.
ولكنك على الأغلب لم تسمع كثيراً بالتدخين التراكمي، أو ما يسمى أيضاً بالتدخين الثالثي أو التدخين السلبي الثالثي Thirdhand Smoke.
ولم تسمع أيضاً بأضرار التدخين التراكمي هذا على الصحة.

فما هو التدخين التراكمي؟وما هي أضراره؟ ومن هم أكثر الفئات المعرضة لمخاطره؟ وما هي الطرق الممكنة لتجنبه؟
هذه وغيرها الكثير من التفاصيل سنتعرف عليها معاً في هذه المقالة من اقرأ فكرة، التي فيها كل ما يجب عليك أن تكون على علمٍ به عن التدخين التراكمي Thirdhand Smoke.
التدخين التراكمي (التدخين الثالثي)

التدخين التراكمي مصطلح جديد ظهر خلال الأعوام الأخيرة، ليشير إلى التعرض المستمر لبقايا دخان السجائر وغيرها من منتجات التبغ الأخرى، والموجودة على الأسطح المختلفة في الوسط الذي تم التدخين فيه سابقاً.
أي أنه يشمل التعرض للمواد الكيميائية الضارة كالنيكوتين وغيرها، والتي تكون موجودة في دخان السجائر، وتلتصق بالأسطح الموجود في محيط الشخص المدخن، حتى بعد إطفاء المدخن لسيجارته بمدة طويلة جداً.
والتدخين التراكمي، والدخان الثالث، والتدخين الثالثي، والتدخين الثالث، والتدخين السلبي الثالثي والتدخين من طرف ثالث كلها تشير إلى نفس المعنى، ويقابلها في الإنجليزية مصطلح Thirdhand Smoke.
ويمكن أن تلتصق بقايا دخان السجائر ومنتجات التبغ الأخرى بجميع الأسطح الموجودة في الوسط الذي يتم التدخين فيه.
وهذا لا يقتصر على الجدران والأرضيات فقط، وإنما يشمل أيضاً الملابس، والستائر، والأثاث، والفراش والسجاد وألعاب الأطفال وغيرها من الأسطح.
ويزداد تراكم هذه المواد الكيميائية السامة والمسرطنة الموجودة في الدخان باستمرار التدخين في ذلك الوسط.
الفرق بين التدخين التراكمي والتدخين السلبي

ربما يعتقد البعض أن التدخين التراكمي (التدخين السلبي الثالثي Thirdhand Smoke) والتدخين السلبي (التدخين السلبي الثانوي Secondhand Smoke) يشيران إلى نفس الأمر.
إلا أنهما في الحقيقة مختلفان عن بعضهما، ويشيران لأوضاع مختلفة.
فالتدخين السلبي، أو ما يسمى أيضاً بالتدخين غير المباشر أو بالتدخين السلبي الثانوي، يُشير إلى التعرض لدخان شخص يدخن، في لحظة التدخين نفسها.
والتدخين السلبي ينتهي بمجرد إطفاء الشخص المدخن لسيجارته، وتبدد الدخان الناتج في الهواء.
أما التدخين التراكمي، أو ما يسمى أيضاً بالتدخين السلبي الثالثي، فإنه يشير إلى التعرض لبقايا الدخان بعد انقضاء لحظة التدخين.
ويستمر التدخين التراكمي لفترات طويلة، ولا ينتهي بمجرد إطفاء الشخص لسيجارته أو تبدد الدخان في الهواء.
وعلى عكس التدخين السلبي يمكن أن يزداد التدخين التراكمي سوءاً مع الأيام، حيث يزداد تشكل المواد السامة والمسرطنة بتفاعل النيكوتين وغير من المركبات الضارة الموجودة في الدخان والموجودة على الأسطح مع غيرها من العناصر الموجودة في الهواء.
إلى متى تبقى الأسطح ملوثة ببقايا الدخان

يمكن لبقايا التدخين أن تبقى متراكمة على الأسطح لأسابيع وشهور بل وحتى لسنوات، ويكون التخلص منها غاية في الصعوبة.
وقد وجد باحثون في قسم علم النفس بجامعة ولاية سان دييغو أن منازل المدخنين السابقين بقيت ملوثة ببقايا الدخان والمواد الكيميائية الضارة الناجمة عن التدخين لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد إقلاعهم عن التدخين.
وبناءً على نتائج هذه الدراسة، بقي
هؤلاء السكان الذين أقلعوا عن التدخين معرضين لآثار النيكوتين ومادة كيتون
نيتروزأمين الناتجة عن النيكوتين nicotine-derived nitrosamine ketone
(NNK) (وهي مادة مسرطنة خاصة بالتبغ) الضارة بالصحة عن طريق التدخين التراكمي (الدخان الثالث) حتى بعد إقلاعهم عن التدخين لعدة
شهور.
كما وجد بحث آخر أن التدخين التراكمي يمكن أن يستمر على بعض الأسطح ، وخاصة بعض أنواع الأقمشة، لمدة 19 شهرًا.
وتختلف هذه المدة باختلاف الأسطح والمواد.
كيف تنتقل المواد الكيميائية في التدخين التراكمي إلى الجسم

يمكن للناس أن تلتقط بقايا الدخان والمواد الكيميائية السامة الناتجة عن التدخين بإحدى الطرق الثلاثة التالية:
الابتلاع المباشر، إذ يمكن لهذه المركبات أن تنتقل إلى الجسم عن طريق ابتلاعها من الفم، وذلك بعد لمس الأسطح الملوثة بها ووضع الأيدي في الفم دون غسلها وتنظيفها بشكل جيد، أو بوضع المواد الملوثة بها في الفم بشكل مباشر.
أما الطريقة الثانية للتعرض لآثار التدخين التراكمي فيكون عبر استنشاق بقايا الدخان والمواد المتراكمة.
حيث أن هذه المواد الكيميائية الضارة المتراكمة على الأسطح، يمكن أن يتم إعادة إطلاقها إلى الهواء على شكل غازات يمكن استنشاقها.
ويمكن أن يتم ذلك عند محاولة إزالة الغبار نى الأسطح، وعند الكنس، وهز الوسائد، وتشغيل المراوح أو مكيفات الهواء.
أما الطريقة الثالثة للتعرض لآثار التدخين السلبي الثالثي فيكون عبر امتصاص هذه المواد عن طريق الجلد الملامس للهواء الملوث أو الأسطح الملوثة ببقايا الدخان.
ووجد الباحثون في دراسة جديدة نُشرت نتائجها عام 2022، أن أكثر طريقة يمكن من خلالها التعرض لآثار بقايا الدخان والمواد السامة المتراكمة على الأسطح كالنيكوتين وغيرها يكون بامتصاصها عن طريق الجلد.
بل وأكثر من ذلك، حيث يعتقد الباحثون في هذه الدراسة أن التعرض لهذه المواد عن طريق الجلد قد يكون أكثر مما لو كان الشخص يدخن بنفسه.
وتشير الدراسات الجديدة إن مجرد التعامل مع ملابس شخص مدخن أو مجرد الدخول في وسط تم فيه التدخين سابقاً، يجعل الشخص معرضاً لمخاطر بقايا الدخان والمواد الكيميائية الضارة الناجمة عن التدخين.
هل يمكن أن يكون التدخين التراكمي أخطر من التدخين المباشر والتدخين السلبي؟

لا يمكننا أن نؤكد في وقتنا الحالي أن التدخين التراكمي أو ما يسمى بالتدخين السلبي الثالثي أخطر من التدخين نفسه أو من التدخين السلبي الثانوي.
ولكن تُشير الدراسات إلى أن النيكوتين الناتج عن دخان السجائر يمكنه أن يتفاعل مع بعض المواد الضارة الأخرى الموجودة في الهواء الملوث، لتشكل مع بعضها البعض مواد أكثر خطورة.
حيث أشارت دراسة نُشرت نتائجها عام 2010 إلى أن النيكوتين الموجود في دخان السجائر والذي يتراكم على الأسطح، يمكنه أن يتفاعل مع مركب آخر موجود في الهواء يُعرف باسم حمض النيتروز Nitrous Acid (HONO)، فينتج عن ذلك مركب مسبب للسرطان يسمى بـ النيتروزامين الخاص بالتبغ Tobacco Specific Nitrosamines (TSNAs).
حمض النيتروز يمكن أن يتشكل عن طريق احتراق الوقود وانبعاثات مياه الصرف الصحي.
وباستمرار تراكم النيكوتين على الأسطح، يستمر تشكل مركب النيتروزامين الخاص بالتبغ، مما يزيد من مخاطر إصابة الأشخاص الموجودين في ذلك المكان بالسرطان وغيرها من الحالات الصحية الأخرى.
وعلاوة على ذلك، يمكن للمواد الكيميائية الضارة الموجودة في بقايا الدخان أن تتفاعل مع غاز الأوزون أيضاً، مما يؤدي إلى تشكل جزيئات دقيقة يمكنها أن تؤثر بشكل سلبي على مختلف أعضاء الجسم، وتؤدي إلى حدوث السرطان والعديد من الأمراض الأخرى.
أضرار التدخين التراكمي

ازدادت في الأعوام الأخيرة الدراسات والأبحاث التي تركز على دراسة موضوع التدخين التراكمي، وتهدف إلى كشف أضراره ومخاطره على صحة البشر.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى نتائج مؤكدة فيما يخص المخاطر والآثار الضارة للتدخين السلبي الثالثي على صحة الإنسان، إلا أن العديد من الأبحاث أشارت إلى بعض هذه الأضرار المحتملة، ومنها:
التدخين التراكمي يمكن أن يسبب تلفاً في الحمض النووي للخلايا البشرية
وجدت إحدى الدراسات والتي نُشرت نتائجها عام 2013، أن التعرض للتدخين التراكمي يمكن أن يسبب تلفاً في الحمض النوي للخلايا البشرية، وهو ما قد ينتج عنه الإصابة بالسرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة الأخرة.
ورغم أن هذه النتائج تم الوصول إليها بدراسة واختبار خلايا بشرية في المختبر فقط، إلا أن نتائجها لا تزال ذا أهمية علمية.
التدخين التراكمي يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان
ومن أضرار التدخين الثالثي الأخرى، أنها تزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.
حيث تشير دراسة إلى أنه يتم تشكل كميات كبيرة فوق الحدود الموصى بها من النيروزامين المسرطن في منازل 77% من المدخنين، وهو يتكون كما ذكرنا من التفاعل بين النيكوتين وحمض النيتروز الموجود في الهواء.
وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأنواع السرطان المختلفة وعلى رأسها سرطان الرئة، والكبد، والفم، والمعدة، والمريء.
كما يمكن للتلف الذي يسببه التعرض للتدخين التراكمي في الحمض النووي أن يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأنواع السرطان المختلفة.
التدخين السلبي الثالثي يمكنه أن يزيد من مخاطر الإصابة بمقاومة الأنسولين
ومن أضرار التدخين التراكمي أنها قد تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
حيث وجدت دراسة أُجريت على الفئران ونُشرت نتائجها عام 2016، أن التعرض للتدخين التراكمي يمكن أن يزيد من الإجهاد التأكسدي الخلوي عن طريق تنشيط بعض الأنزيمات، وإيقاف بعضها الآخر.
ولاحظ الباحثون في هذه الدراسة أن الإجهاد التأكسدي الناتج عن التعرض للتدخين السلبي الثالثي يؤدي بدوره إلى حدوث تغييرات جزيئية وخلوية يمكنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وبالتالي زيادة مستويات الغلوكوز والأنسولين في الدم.
وزيادة مقاومة الأنسولين في الجسم يعتبر من عوامل الخطر الأساسية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
التدخين السلبي الثالثي يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية
من المعروف أن التدخين المباشر والتدخين السلبي الثانوي غير المباشر يزيدان من مخاطر الإصابة بتجلط الشريان التاجي، وبالتالي زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.
ولكن هل الأمر نفسه بالنسبة للتدخين التراكمي أيضاً؟
هذا كان موضوع بحث لدراسة أجريت على الفئران، ونشرت نتائجها عام 2015، ووجدت أن الفئران التي تعرضت للتدخين التراكمي أظهرت زيادة في مستويات التخثر، وبالتالي زيادة في خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
وخلص الباحثون في جامعة ويسترن للعلوم الصحية في كاليفورنيا إلى أن هذا يزيد من خطر الإصابة بتجلط دم الشريان التاجي الحاد، والذي يمكن أن يعيق من تدفق الدم إلى القلب، ويسبب نوبة قلبية حادة.
فعلى ما يبدو أن الكثير من المخاطر الصحية مشتركة بين أنواع التدخين المختلفة.
التدخين التراكمي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني
أظهرت دراسة أجريت على الفئران ونشرت نتائجها عام 2014، أن التعرض لبقايا الدخان والمواد الضارة الناتجة عن التدخين والمتراكمة على الأسطح يحفز تراكم الدهون في خلايا الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
ومرض الكبد الدهني غير الكحولي يعتبر مقدمة للإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد.
كما يُعتقد أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي قد يكون عامل مساهم ومحتمل في أمراض القلب والأوعية الدموية.
التدخين السلبي الثالثي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحة الرئتين
حيث أشارت الدراسة السابقة إلى أن التعرض للتدخين التراكمي يمكن أن يزيد من إنتاج الكولاجين في الممرات الهوائية الصغرى (القصيبات) والحويصلات الهوائية في الرئيتين، مما يؤدي إلى زيادة سماكة الأنسجة والإصابة بما يسمى بالتليف الرئوي.
وأشار الباحثون إلى أن التدخين السلبي يمكن أن يزيد أيضاً من مستويات السيتوكينات الالتهابية في الرئتين بشكل كبير.
كل هذه التأثيرات يمكنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التنفسية المختلفة، ومن تعقيد مشاكل التنفس لدى الأشخاص المصابين ببعض الأمراض مثل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن وغيرها.
كما يُشير بعض الدراسات إلى أن التعرض لبقايا الدخان والمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن التدخين يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على نمو الرئة الطبيعي لدى الأجنة والأطفال.ملاحظة أخيرة بخصوص أضرار الدخان الثالث
إن الكثير من المخاطر والأضرار التي ذكرنها للتدخين التراكمي قائمة على أساس تجارب واختبارات حيوانية، وهي تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة على البشر للتأكد من صحة البيانات بالنسبة للبشر أيضاً.
خطر التدخين التراكمي على صحة الأطفال

يعتقد الباحثون أن الأطفال هم الفئة الأكثر تأثراً بأضرار التدخين التراكمي، وذلك لأنهم يقومون بملامسة الأسطح بشكل كبير، ويضعون أيديهم الملوثة ببقايا الدخان والمواد الكيميائية المتراكمة في أفواهم وأنفهم دون غسلها وتنظيفها.
كما أنهم يقومون بوضع كل شيء في أفواههم مثل الألعاب وغيرها من الأدوات والتي قد تكون ملوثة ببقايا الدخان.
كما أن بشرة الأطفال تكون اكثر قابلية لامتصاص هذه المواد الكيميائية المتراكمة بعد التدخين.
بالإضافة إلى هذا فإن الجهاز المناعي لدى الأطفال يكون غير مكتمل النمو بعد، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض بالمقارنة مع الكبار.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن الأطفال حديثي الولادة الذين يعيشون في منازل يتم فيها تدخين 10 سجائر أو أكثر يوميًا يكونون أكثر عرضة لدخول المستشفى مقارنةً مع أولئك الذين يسكنون في منازل يكون التدخين فيها ممنوعاً.
وفقًا للباحثين ، فإن المنازل التي تحتوي على أقل من 10 سجائر لديها أدنى مستويات من بقايا الدخان والمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن التدخين على الأسطح.
كما ويعتقد الباحثون أن التعرض للتدخين التراكمي من قبل النساء الحوامل، قد يؤثر بشكل سلبي على صحة الأجنة أيضاً.
كيف يمكن تجنب التدخين الثالثي والتخلص من بقايا الدخان المتراكم

إذا كان الشخص يملك الحرية الكاملة في الامتناع عن التدخين، وتجنب التعرض للتدخين السلبي الثانوي، إلا أنه لا يملك نفس القدرة على تجنب التعرض لآثار التدخين التراكمي، وخاصة إذا كان يصاحب أو يعيش مع أشخاص مدخنين.
فالتعرض للتدخين التراكمي أمرٌ يخرج عن نطاق سيطرة الإنسان نوعاً ما، وإن كان يمكن تقليل التعرض له باتباع بعض الاستراتيجيات والتوصيات،.
وبناءً على هذا فإن أفضل طريقة يمكن بها حماية أنفسنا، وحماية الناس من حولنا، وحماية جميع أفراد المجتمع من آثار التدخين المباشر والتدخين السلبي والتدخين التراكمي هي الإقلاع عن التدخين والامتناع عنه بشكل كامل.
أما فيما يخص التخلص من بقايا الدخان على الأسطح، فإنه يكون أمر غاية في الصعوبة، فهو لا يمكن التخلص منه كما يتم التخلص من التعرض للتدخين السلبي الثانوي بفتح النوافذ وتهوية الغرفة، أو باستخدام المراوح ومكيفات الهواء.
كما يُعتقد أن بقايا التدخين تكون مقاومة للطرق التقليدية والعادية في التنظيف، ولا يمكن التخلص منها بسهولة.
ولكن لتقليل التعرض قدر الإمكان للتدخين التراكمي، وتجنب أضراره الكثيرة المحتملة يمكن الالتزام بالتوصيات التالية:
- يُنصح بتنظيف الأسطح الصلبة والأنسجة المعرضة لدخان السجائر، وغسلها بانتظام.
- يُنصح بتجنب الجلوس مع المدخنين أو التواجد في أوساط يكون التدخين فيها مسموحاً قدر الإمكان.
- عدم السماح للآخرين بالتدخين بالقرب منّا أو من أطفالنا.
- عدم السماح للآخرين بالتدخين في منازلنا أو سياراتنا أو أماكن عملنا.
- الاستحمام جيداً بعد التواصل مع شخص مدخن، وتغيير الملابس وغسلها.
- ويمكن تقليل تعرض الأطفال للدخان السلبي الثالثي، بالحرص على أن يغسل المدخنون أيديهم بشكل جيد ويبدلوا ملابسهم التي دخنوا بها قبل أن يتصلوا بالأطفال ويلمسوهم.
إن الاقتصار على التدخين في مكان مخصص من المنزل لا يمنع تعرض الأفراد الآخرين لأضرار التدخين التراكمي، وذلك لأن الشخص المدخن سينقل معه بقايا الدخان والمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن التدخين إلى أي مكان يذهب إليه. فهي تكون معلقة بشعره وجلده وملابسه وكل ما يخصه.
الخلاصة من اقرأ فكرة
إن التدخين من أخطر وأسوأ العادات البشرية، وهي مسؤولة عن أعداد كبيرة من الوفيات والحالات الحرجة، رغم أنها من الأسباب وعوامل الخطر التي يمكن السيطرة عليها.
والشخص المدخن لا يؤثر فقط على نفسه، وإنما يتعدى أثره الضار على مَن حوله، بل على كل شخص يتواصل ويتعامل معه من المجتمع المحيط به.
فلو كان هو قد قبل بالأضرار التي قد تلحق به نتيجة التدخين، فإن الأشخاص الآخرون الذين لا يدخنون ليس لهم ذنب بتحمل تبعيات عادته السيئة هذه.
لذلك يجب أن نسعى جميعاً لأن نمتنع عن التدخين بشكل كامل، ونساهم في تثقيف الآخرين من حولنا بأضرار التدخين وآثاره السلبية، ونساعدهم كذلك على الإقلاع عن التدخين، والتخلص من قيد هذه العادة السيئة.
فبمساعدة الآخرين على الإقلاع عن التدخين نكون قد حمينا أنفسنا قبل أن نكون قد حميناهم.
إرسال تعليق