استخدام اللهاية مع الأطفال الرضع يحيط به العديد من المخاوف والتساؤلات، وكثيراً ما تقلق الأمهات وتترددن قبل اتخاذ القرار الأخير بخصوص استخدام اللهاية من عدمه.
وقد كنا تعرضنا في مقال سابق بعنوان: (إيجابيات وسلبيات استخدام اللهاية مع الأطفال الرضع) لجميع الفوائد والأضرار المحتملة لاستخدام اللهاية للطفل الرضيع.
وهنا سنحاول أن نقدم بعض النصائح والتوصيات العامة لاستخدام اللهاية بشكل سليم، كما سنضع بين يديك أيتها الأم معايير مهمة تساعدك على اختيار اللهاية المناسبة لطفلك.
وسنجيب كذلك عن السؤال الذي يحير بال الكثير من الأمهات وهو متى يجب فطام الطفل الرضيع من اللهاية، وسنقدم أيضاً بعض النصائح التي قد تعينك على مساعدة طفلك على ترك استخدامها بشكل سريع.

نصائح وتوصيات عامة لاستخدام اللهاية
ذكرنا في مقال (إيجابيات وسلبيات استخدام اللهاية للأطفال الرضع)، إن استخدام اللهاية لها العديد من الفوائد والإيجابيات، وذكرنا أيضاً أن لاستخدامها بعض السلبيات والأضرار كذلك.
ولأجل ذلك نقدم لكم في الأسفل مجموعة من القواعد والتوصيات التي قد تساعد على تحصيل فوائد السكاتة، وتجنب أضرار استخدامها وسلبياتها قدر الإمكان.
- يجب على الأمهات تجنب استخدام اللهاية خلال الشهر الأول بعد الولادة، وذلك لأن استخدامها في تلك الفترة قد يؤثر بشكل سلبي على علاقة الطفل مع أمه، وعلى قدرته على مص الثدي، وكذلك على سير عملية الرضاعة الطبيعية نفسها.
- يُنصَح باستخدام اللهاية بشكل خاص عند وقت النوم، حتى وإن كان الطفل لا يستخدمها خلال الأوقات الأخرى، وذلك لأنه ثبت بالدراسات والأبحاث أن استخدام المصاصة عند النوم يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (حتى وإن سقطت المصاصة من فم الطفل أثناء النوم).
- إذا سقطت اللهاية أثناء النوم ولم يستيقظ الطفل أو لم يبك فلا داعي لإعادة اللهاية إلى فمه، أما إذا بدء بالصراخ والبكاء فالأفضل عندها إعادتها إليه.
- يجب على الأم تجنب وضع اللهاية في رقبة الطفل أو ربطها بملابسه أو يديه أو حتى بسريره لأن ذلك من شأنه زيادة خطر الاختناق وحدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ.
- يجب تجنب استخدام لهاية طفلٍ ما مع طفل آخر.
- إذا كان الطفل يمتنع عن استخدام اللهاية فيجب عدم القيام بنقعها بالسكر أو العسل أو أي مواد سكرية أخرى لتعويده عليها، وذلك لأن تلك المواد يمكن أن تؤدي إلى تسوس أسنانه، مع العلم أنه يُنصح بتجنب إعطاء العسل للأطفال قبل عمر السنة.
- يجب الحفاظ على اللهاية نظيفة قدر الإمكان. فخلال فترة الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع يُنصح بالحفاظ على نظافة اللهاية بغليها عدة دقائق أو بوضعها في غسالة الأطباق إلى أن ينضج جهاز الطفل المناعي بشكل جيد (يجب إفراغ الماء الساخن من اللهاية بأيدٍ نظيفة قبل تقديمها للطفل لكي لا تتسبب في حرق فمه)، أما بعد عمر ستة أشهر فيمكن الاكتفاء بغسلها بالماء والصابون.
- يجب ألّا تلجأ الأم إلى استخدام حلمة زجاجة الرضاعة كلهاية، وذلك لأنها قد تخرج من مكانها وتتسبب في اختناق الطفل ولا سيما إذا كان الطفل يمص بشدة.
- يجب الحرص على بقاء اللهاية سليمة واستبدالها فوراً إذا بدأت بالتلف، إذ إنّ بعض اللهايات قد تخرب وتتلف بمرور الوقت. ولذلك يجب الانتباه إلى تواريخ انتهاء الصلاحية الخاصة بها إذا كانت متوفرة، أو فحصها من وقت لآخر لملاحظة إذ ما كان المطاط قد تغير لونه أو تمزق أو حصل أي شيء آخر.
- يجب عدم الاعتماد على اللهاية وحدها في تهدئة الطفل الرضيع، ويجب ألّا تكون اللهاية السلاح الأول للوالدين في ذلك، ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون هز طفلك أو تغيير وضعيته أو غير ذلك من الأمور البسيطة كافياً لتهدئته.
- يجب عدم استخدام اللهايات كوسيلة بديلة للوجبات أو لتأخيرها، وإنما يجب إعطاؤها للطفل فقط عندما يكون قد شبع بالفعل من حليب أمه. ولذلك يجب أن تحرصي على تقديم اللهاية لطفلك بعض إرضاعه أو خلال الفترات التي تفصل بين الرضعات.
- يجب عدم الإصرار على إعطاء اللهاية للطفل الرضيع عندما يكون غير راغب بها، بل يجب ترك الحرية له لتحديد وتيرة استخدامه للهاية
نصائح لاختيار اللهاية المناسبة للطفل الرضيع
إن اختيار اللهاية المناسبة للطفل الرضيع أمر مهم جداً من أجل تحصيل فوائد استخدامها، وتفادي أضرارها. وهنا مجموعة من النصائح التي قد تساعدك على اختيار مصاصة مناسبة لطفلك:
- يُنصَح باختيار اللهايات التي تأتي على شكل قطعة واحدة للطفل الرضيع. وذلك لأن تلك المكونة من قطعتين أو أكثر قد تزيد من خطر حدوث الاختناق لدى الأطفال الرضع إذا ما تفككت القطع عن بعضها أثناء مص الطفل لها.
- يُفضل أن يكون عرض درع لهاية طفلك كبيراً بما فيه الكفاية لمنعه من وضعها بأكملها في فمه. ويُنصَح عادةً بأن يكون عرض درع السكاتة 1.5 بوصة أي حوالي 3.80 سم.
- كما يُنصح بأن يكون الدرع مصنوعاً من البلاستيك القوي (وليس الناعم) وأن يحتوي على فتحات تهوية مناسبة تسمح بمرور الهواء.
- يُفضل اختيار لهاية يمكن غسلها في غسالة الأطباق، وذلك لضمان القدرة على تعقيمها بطريقة سهلة.
- عادة تأتي اللهايات بمقاسين، أحدهما مخصص لاستخدامها مع الأطفال خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، والآخر يكون مخصصاً للاستخدام في الفترة التي تلي ذلك. فيجب أن تحرص الأم على أن تكون اللهاية مناسبة لعمر الطفل.
- يُنصح بأن تتجنب الأمهات استخدام اللهايات التي تكون لها ملحقات إضافية كمخزن للسوائل وما شابه.
- يجب الحرص على إعطاء لهايات مصنوعة من مواد آمنة على الصحة للرضع، ويجب ألّا تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل بيسفينول أ BPA.
- لم يثبت فعلياً وجود أي فرق ملحوظ من حيث الإيجابيات والسلبيات بين اللهايات التقليدية واللهايات التقويمية التي يُعتقد في أنها قد تساعد على المحافظة على سلامة الأسنان.
- إذا ما كان يتم إرضاع الطفل بالزجاجة فيُنصح باختيار لهاية من نوع ماركة الزجاجة نفسها له، لأنه غالباً ستكون حلمتهما متشابهتين إلى حدٍّ ما، مما يسهل استخدام الطفل لها.
الفرق بين مصاصات السيليكون ومصاصات اللاتكس
إن اللهاية المصنوعة من السيليكون تكون أقوى وتدوم لفترة أطول ولا تحتفظ بالروائح كما أنها تكون آمنة لغسلها في غسالة الصحون.
أما تلك المصنوعة من اللاتكس فعلى الرغم من كونها أكثر مرونة إلا أنها تتلف بشكل أسرع ويمكن قضمها من خلال أسنان الأطفال ولا يمكن غسلها في غسالة الصحون.
كما أن بعض الأطفال قد يكون لديهم حساسية تجاه اللاتكس.
بالإضافة إلى هذا لوحظ أن اللهايات المصنوعة من السليكون تكون أقل عرضة لتجمع الميكروبات والأحياء الدقيقة عليها مقارنة بتلك المصنوعة من اللاتكس.
متى يجب فطام الطفل عن اللهاية
إنّ استخدام اللهاية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل مفيد جداً، ولها العديد من الإيجابيات التي قد تفوق سلبياتها القليلة في تلك الفترة، لذلك يُنصح باستعمالها مع الأطفال في تلك المرحلة العمرية.
أما بعد ذلك فيُفضَّل التوقف عن استخدامها لتقليل مخاطر الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى المتكررة، أو على أقل تقدير يُنصح بالتقليل من استخدامها قدر الإمكان.
أما الوقت المناسب للتوقف عن استخدامها بشكل كامل، فيُنصَح بذلك قبل أن يبلغ الطفل عامين من عمره، لأن الاستمرار في استخدامها بعد ذلك لها العديد من السلبيات التي تفوق إيجابياتها في هذه المرحلة.
كما يُنصح بالتوقف عن استخدام اللهاية بمجرد بدء الطفل بمضغها والعض عليها بغض النظر عن عمره. وإحدى العلامات التي تدل على أن الطفل يقوم بمضغ السكاتة بدلاً من مصها هو اللعاب المستمر الذي يسيل من فمه أثناء استخدامه لها.
نصائح وتوصيات لمساعدة الأطفال على الفطام عن اللهاية
إن أكثر ما يمكن أن يقف حاجزاً أمام استخدام الأمهات للهاية مع الأطفال الرضع، هي خوفهم وقلقهم من تعوّد أطفالهم عليها لدرجة لا يستطيعوا معها فطامهم منها بسهولة.
ولكن غالباً ما يتوقف معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 4 سنوات عن استخدام اللهاية من تلقاء أنفسهم، دون أي حاجة إلى طلب أو تشديد من الأهل عليهم.
ولكن ربما يحتاج بعض الأطفال الآخرين إلى مساعدة الوالدين لهم للتوقف عن استخدام السكاتة والفطام عنها. ولأجل ذلك نذكر هنا بعض النصائح والتوصيات التي يمكن اتباعها لمساعدة طفلك على الفطام عن اللهاية:
- يُنصَح الوالدان باتباع أسلوب المدح مع أطفالهم بدلاً من الذم لتشجيعهم على ترك اللهاية.
- كما يمكن اتباع أسلوب المكافآت أيضاً في حال نجاح الطفل بعدم استخدام المصاصة خلال يوم كامل، أو خلال أي مدة زمنية يتم تحديدها لهم.
- يلجأ بعض الأطفال إلى استخدام اللهاية لأنهم يشعرون بالملل، ولذلك يمكن أن يكون إشغال الطفل ببعض الألعاب والأنشطة اليدوية وسيلة مناسبة للتوقف عن استخدام اللهاية المرتبطة بالملل.
- استخدام طرق وأساليب أخرى (كهزّه أو التربيت عليه) لتهدئة الطفل بدلاً من إعطائه اللهاية في كل مرة يمكن أن يساعد في تسريع عملية الفطام منها.
- البدء بالتوقف عن استخدام اللهاية بشكل تدريجي واقتصاره على بعض الأوقات المعينة خلال اليوم كالنوم مثلاً يمكن أن يساعد أيضاً على التوقف عن استخدام المصاصة في النهاية.
- يجب على الأم أن تصبر على بكاء طفلها وإزعاجه لها خلال الأيام الأولى بعد الفطام عن اللهاية، ويجب أن تمتنع عن إعطائه إياها بمجرد طلبه لها. إذ إنه بعد فترة من الوقت سيتعود طفلك على أن يهدأ بدونها.
- اختيار التوقيت المناسب لعملية الفطام عن اللهاية لا تقل أهمية عن باقي التوصيات. إذ يُنصح بعدم إجبارهم على ترك اللهاية خلال الأوقات التي قد تسبب إرباكاً وقلقاً لهم مثل ولادة طفل جديد، أو وجود مشاكل في العائلة أوغير ذلك.
- يجب الاتفاق بين أفراد العائلة جميعاً على قرار التوقف عن استخدام اللهاية، لكيلا يقوم أحدهم بمنعها والآخر بتقديمها في نفس الوقت.
إرسال تعليق