
إن النشاط البدني، والالتزام بجدول منتظم لممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يساعد على الوقاية من العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، مثل الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك السرطان وغيرها.
بالإضافة إلى هذا فإن النشاط البدني والرياضة يمكن أن تساهم أيضاً في تحسين الحالة الصحية للمرضى المصابين بهذه الأمراض، وفي تخفيف حدة الأعراض وشدة المرض، وإطالة العمر -إن شاء الله-
وهذا ما أكدته ولا تزال تؤكده العديد من الدراسات والأبحاث الطبية، ومنها دراسة جديدة نُشرت نتائجها في المجلة الأمريكية لأبحاث السرطان American Journal of Cancer Research، والتي أكّدت على أن النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تساهم في إطالة أعمار الأشخاص المصابين بسرطان القولون -بإذن الله-.
وقد كنا قد تطرقنا سابقاً لبعض هذه الدراسات، منها:
ممارسة التمارين الرياضية تساعد على الوقاية من سرطان الثدي
النمط الحياة الصحي قد يوازن المخاطر الوراثية للإصابة بالسكتة الدماغية
النشاط البدني قد يحمي الوظائف المعرفية الإدراكية
سرطان القولون
سرطان القولون هو ما يطلق اختصاراً على سرطان القولون والمستقيم، والقولون هو الأمعاء الغليظة من الجهاز الهضمي، والمستقيم هو القسم الذي يربط بين القولون والشرج.
بشكل عام يكون سرطان القولون أكثر شيوعاً لدى البالغين الأكبر سناً، رغم أنه يمكن أن يظهر في أي عمر، وهو يبدأ في العادة على شكل زوائد لحمية حميدة، والتي يمكن أن تتحول بمرور الوقت إلى أورام سرطانية خبيثة.
ويمكن الكشف المبكر عن هذه الزوائد اللحمية ليتم إزالتها والتخلص منها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية يصعب السيطرة عليها.
ويعد تمط الحياة المستقرة، والسمنة من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بسرطان القولون والوفاة بسببها.-رسالة معلومات بعنوان-
دراسة تؤكد على أهمية النشاط البدني والرياضة لمرضى السرطان
أظهرت نتائج الدراسة الحديثة هذه أن النشاط البدني والتمارين الرياضية مفيدة لمرضى سرطان القولون، حيث يمكن أن تساهم في إطالة أعمارهم -بإذن الله- وذلك لأنها تقلل من مستويات الالتهاب في الجسم وتحسن من التجمعات البكتيرية الموجودة في ميكروبيوم الأمعاء.
والالتهاب كما نعلم من العمليات الأساسية التي تساهم في حدوث السرطان بما فيها سرطان القولون والمستقيم، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم BMI يتسبب بزيادة الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
وبالتالي فإن النشاط البدني والرياضة يمكن أن تساعد مرضى سرطان القولون والمستقيم على تقليل حالة الالتهاب في الجسم، وتحسين صحة الأمعاء، والعيش لفترة أطول -إن شاء الله- حتى ولو كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث وجد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تنطبق على مرضى سرطان القولون بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم لديهم.
تفاصيل الدراسة
قام الباحثون في هذه الدراسة بتقييم عينات البراز لـ 179 مريضاً مصاباً بسرطان القولون في المراحل من 1-4، ما بين عامي 2010 و 2018، فوجدوا أن مستويات النشاط البدني المرتفعة ارتبطت بتنوع أكبر في ميكربيوم الأمعاء، وهو ما قد يكون مؤشراً على صحة الأمعاء.
لاحظ الباحثون أن المريض النشط بدنياً والذي يمارس الرياضة كان لديه ميكروبيوم أكثر تنوعاً، والتي تشمل كميات أعلى من البكتيريا التي تساعد على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وكميات أقل من البكتيريا التي تلعب دوراً في حدوث السرطان.
ومما أشار إليه الباحثون في هذه الدراسة، أنه لا يتطلب الأمر أن يكون الإنسان رياضياً محترفاً حتى يتحصل على هذه الفوائد، وإنما يكفي أن يكون الإنسان نشطاً بدنياً، ويمارس بعض التمارين المعتدلة سهلة الأداء.
أهمية الدراسة
وإن كانت الدراسة لم تثبت العلاقة السببية الأكيدة بين التمارين الرياضية والوقاية من الإصابة بسرطان القولون، إلا أن نتائجها لا تزال مهمة من حيث إنها لفتت الأنظار إلى طريقة بسيطة ومتوفرة للجميع قد تساعد على الوقاية من السرطان، أو حتى تساهم في تخفيف حدته والمساهمة وزيادة العمر - بإذن الله-.
وتفتح هذه الدراسة الباب أمام الدراسات المستقبلية لتقوم بتقييم العلاقة وحجم التأثير بين هذين العاملين، وفي تحديد التأثير بحسب نوع التمرين وشدته وغير ذلك من العوامل.
ولكن كما قلنا هذه الدراسة مع غيرها من الدراسات السابقة، التي أشارت إلى أهمية النشاط البدني والرياضة في الوقاية من الأمراض المختلفة، بما فيها الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وكذلك السرطان وغيرها، والتي أشارت إلى فائدتها أيضاً في تحسين الحالة الصحية للمرضى، وتخفيف شدة المرض وتحسين العمر المتوقع، كلها تؤكد على ضرورة البقاء نشطاً والالتزام بجدول معتدل لممارسة التمارين الرياضية.
حيث توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC الأشخاص البالغين بضرورة الحصول على 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة أسبوعياً.
وفي النهاية وبعد أن اتخذتم قراراً بممارسة الرياضة والالتزام بها قد ترغبون بقراءة المواضيع التالية:
هل يجب تجنب ممارسة الرياضة قبل النوم؟
أفضل الطرق وأسهلها لمعرفة الوزن المثالي للجسم
أضغط هنا-المصادر-
إرسال تعليق