هل مرض باركينسون هو مرض وراثي؟

الكاتب: اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:إجابة تفصيلية عن السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين وهو هل مرض باركنسون مرض وراثي؟ هل مرض باركنسون ينتقل من الآباء للأبناء؟ هل يمكن الكشف المبكر عنه؟

مرض باركنسون هو اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي يؤثر على أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.

عندما يتم تشخيص أحد الأشخاص بمرض باركنسون، فإنه سرعان ما يتبادر إلى ذهنه وذهن أطفاله وأقاربه السؤال التالي: هل مرض باركنسون مرض وراثي؟ هل يمكن أن ينتقل من الآباء للأبناء؟ هل إصابة أحد الأشخاص بمرض باركنسون يزيد من خطر إصابة أقاربه بنفس المرض؟

وفي الحقيقة الإجابة على هذا السؤال ليس بتلك السهولة، ولا يمكن أن نجيب عليه بنعم أو لا، فالأسباب المؤدية للإصابة بمرض باركنسون معقدة ومتشابكة مع بعضها البعض.

حتى أن السبب الأكيد المسؤول عن ظهور المرض لا يزال مجهولاً إلى الآن، ورغم أن بعض الدراسات والأبحاث تشير إلى أن 15% من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة (المصدر)، إلا أن المكون الجيني والوراثي المرتبط بالمرض لا يزال غير مفهوماً بشكل جيد.

لذلك هنا في هذه المشاركة المقدمة من اقرأ فكرة سنحاول معكم أن نبحث في تفاصيل هذا الموضوع، ونتعرف على العلاقة بين الوراثة ومرض باركنسون، وما يجب القيام به عند إصابة أحد أفراد العائلة بذلك المرض.

هل باركنسون مرض وراثي يمكن أن ينتقل من الآباء للأبناء

ما هو مرض باركنسون؟ وما هي أعراضه؟

مرض باركنسون، والذي يعرف أيضاً باسم الشلل الارتعاشي، هو اضطراب تنكسي عصبي يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الحركي في الجسم، يتسبب في موت الخلايا العصبية، وهو مرض يزداد سوءاً مع مرور الوقت.

وتبدأ أعراض المرض ببطء، لتتطور وتزداد شدتها تدريجياً، حيث يمكن أن يكون أول الأعراض ظهور رعاش لا يكاد يتم ملاحظته في يد واحدة فقط.

ووفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، فإن المرض يعد ثاني أكثر أمراض التنكس العصبي شيوعاً بعد مرض الزهايمر.

في كل عام يتم تشخيص حوالي 60 ألف شخص أمريكي مصاب بمرض باركنسون، ورغم أن المرض أكثر شيوعاً بين كبار السن، إلا أنه يمكن حتى لمن هم في سنة 18 الإصابة به أيضاً.

والسبب الكامن وراء الإصابة بمرض باركنسون لا يزال غير معروفاً إلى الآن، وقد تختلف أعراض ومظاهر مرض باركنسون من شخص لآخر، ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بداء باركنسون من الأعراض التالية:

  • الرعاش
  • صعوبة في تحقيق التوازن والمحافظة عليه
  • تيبس العضلات (يمكن أن يحدث التيبس في أي جزء من الجسم)
  • الاكتئاب
  • صعوبة الكلام والأكل
  • تغيرات في السلوك
  • الإمساك
  • مشاكل في المسالك البولية
  • بطء الحركة (يمكن أن يصل بطء الحركة إلى درجة تعيق حركة الشخص المصاب، بحيث يصبح يجر قدميه محاولاً المشي)

والسبب الكامن وراء معظم هذه الأعراض هو فقد الدماغ للخلايا العصبية التي تقوم بإنتاج الناقل العصبي المسمى بالدوبامين، والذي يؤدي انخفاض مستوياته إلى حدوث نشاط غير طبيعي في الدماغ، وبالتالي ظهور الأعراض السابقة الذكر.

كما أن الخرف يعد من الأعراض الشائعة التي تظهر في المراحل المتقدمة من المرض، بالإضافة إلى أن بعض الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب كذلك تظهر في الكثير من المرضى المصابين بمرض باركنسون.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بمرض باركنسون

رغم أن الأسباب المؤكدة للإصابة بمرض باركنسون لا تزال مجهولة لدى العلماء والباحثين، إلا أنهم تمكنوا من تحديد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، والتي تشمل:

  1. العمر: عادةً ما يبدأ مرض باركنسون في منتصف العمر أو في المراحل المتأخرة منه، ويزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم في السن.
  2. الوراثة: فوجود قريب مصاب بالمرض يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض ولو كان بنسبة منخفضة.
  3. الجنس: حيث ينتشر مرض باركنسون بين الرجل بنسبة أكبر من النساء.
  4. العوامل البيئية: مثل التعرض للسموم كالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب واستخدام بعض الأدوية وتلقي إصابات على الرأس.

مرض باركنسون والوراثة

كما ذكرنا فإن نسبة 10-15% من مرضى باركنسون فقط لديهم تاريخ عائلي سابق مع المرض (المصدر)، وهذا يؤكد على أن أسباب حدوث المرض أعقد من أن يتم تقييدها بعامل وراثي محدد أو أي عامل آخر.

بل الأصح هو أن عدّة عوامل تلعب دوراً في حدوث المرض وظهوره، والتي قد تشمل العوامل الوراثية والعوامل البيئية والعوامل الشخصية وغير ذلك، وتأثير كل عامل من العوامل في ظهور المرض يختلف من شخص لآخر.

والوراثة لا تلعب سوى دوراً صغيراً في زيادة مخاطر الإصابة بالمرض، فعلى الرغم من وجود بعض العوامل الجينية الخاصة بمرضى باركنسون، إلا أنها لا تضمن إصابة الشخص بالمرض مئة في المئة.

أي أن مجرد وجود طفرة في جين معين لديك أو إصابة قريب من أقربائك بمرض باركنسون لا يعني أنك أيضاً ستصاب بالمرض، بل هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك كما ذكرنا.

 ويمكن لنا أن نصنف العوامل الوراثية التي قد تلعب دوراً في مرض باركنسون إلى قسمين: العوامل الوراثية المسببة، والعوامل الوراثية المرتبطة

العوامل الوراثية المسببة

إن العوامل الوراثية المسببة، هي العوامل الوراثية التي إذا ما وجدت في الشخص تسبب إصابته بالمرض.

هذا النمط من العوامل الوراثية المرتبطة بالإصابة بمرض باركنسون نادرة جداً، حيث أنها تمثل أقل من 2% من حالات الإصابة بالمرض.

وأحد الأمثلة عن هذا النوع من العوامل والتي حددتها الدراسات توجد في جين SNCA، فوفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب فإن الباحثون يعرفون ما لا يقل عن 30 طفرة في هذا الجين المحدد يمكن أن تسبب مرض باركنسون (المصدر)، وخاصة عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.

وجين SNCA هو جين مسؤول عن إخبار الجسم بكيفية صناعة بروتين يسمى بـ Alpha-Synuclein.

وعندما تحدث طفرة في هذا الجين فإن الجسم إما أن يقوم بإنتاج هذا البروتين بكميات كبيرة زائدة عن الحاجة، وإما أن يقوم بإنتاجها بشكل خاطئ.

وتؤدي كلتا الحالتان إلى تراكم مجموعة من البروتينات في الجسم والتي تدعى أجسام ليوي Lewy Bodies، والتي تقوم بدورها بتعطيل وظائف الدماغ الطبيعية وترتبط بمرض باركنسون وحالات أخرى مختلفة.

العوامل الوراثية المرتبطة

وهناك أيضاً نوع ثانٍ من العوامل الوراثية، والتي تسمى بالعوامل الوراثية المرتبطة، هذا النوع من العوامل الوراثية تزيد من خطر الإصابة بحالة معينة إلا أنها لا تكون مسؤولة بشكل مباشر عن ذلك.

أي أن هذا النوع من العوامل تزيد من خطر الإصابة بالمرض، إلا أن حدوث المرض يحتاج إلى وجود عوامل أخرى تساعد على حصوله وقد تكون عوامل وراثية أخرى أو عوامل بيئية أو غير ذلك.

وقد ربطت الأبحاث والدراسات العديد من الطفرات الجينية بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، ومنها الطفرات في جين GBA1، وهو أحد أكثر الطفرات الجينية شيوعاً المرتبطة بمرض باركنسون، فإن حوالي 5% من مرضى باركنسون يملكون طفرة في هذا الجين.

كما أن حدوث طفرة في جين LRRK2، وهو جين نشط في الدماغ، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 30%.

وحوالي 1-2% من جميع حالات باركنسون يملكون طفرة في جين LRRK2. 

قد ترغب أيضاً بقراءة: هل السكري مرض وراثي ينتقل من الآباء للأبناء؟ -رسالة معلومات-

إذاً هل ينتقل داء باركنسون من الآباء للأبناء؟

 من النادر أن ينتقل مرض باركنسون من الوالدين إلى أطفالهما، فمعظم حالات مرض باركنسون ليست وراثية.

إلا أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في مراحل مبكرة من حياتهم يكون أكثر عرضة لتوريث المرض إلى الأبناء.

ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض باركنسون يزيد من خطر الإصابة به بحد معين.

هل يجب إجراء اختبارات الكشف عن العوامل الوراثية للإصابة بمرض باركنسون؟

رغم وجود بعد الاختبارات والتحاليل التي تساعد في الكشف عن بعض العوامل الوراثية المرتبطة بمرض باركنسون، إلا أنه لا يُنصح بالقيام بها من قبل جميع الناس.

وذلك لأن معظم الأشخاص الذين يعانون من الطفرات الجينية المرتبطة بمرض باركنسون لا يصابون بالمرض أبداً، وبالتالي فإن معرفتهم بوجود تلك الطفرات لن تفيدهم في شيء سوى أنها ستزيد من مستويات القلق والتوتر لديهم.

إلا أن بعض الخبراء ينصحون من لديه تاريخ عائلي سابق مع المرض بأجراء مثل هذه الاختبارات، وذلك ليبقى تحت المراقبة الطبية ويتلقى التدخل الطبي المناسب في الوقت المناسب.

بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بمرض باركنسون

هنا مجموعة من الأسئلة الشائعة مع إجابات مختصرة عليها متعلقة بمرض باركنسون.

هل يمكن الوقاية من مرض باركنسون؟
لأن سبب مرض باركنسون وكما ذكرنا في الأعلى غير معروف إلى يومنا هذا، فلا توجد طرق مثبتة الفعالية للوقاية منه أيضاً.
هل هناك علاج أو دواء يقضي على مرض باركنسون نهائياً؟
إلى يومنا الحالي لم يتم اكتشاف أو إيجاد علاج مناسب يقضي على المرض بشكل كامل، فكل الأدوية والعلاجات المتوفرة حالياً تساهم في تخفيف الأعراض فقط.
لماذا يصاب مرضى باركنسون بالإمساك كثيرا؟
السبب في إصابة المرضى بالإمساك هو تباطؤ حركة الجسم بشكل عام، وحركة الجهاز الهضمي بشكل خاص.
هل مرض باركنسون مرض وراثي؟
تلعب الوراثة دوراً في زيادة مخاطر الإصابة بمرض باركنسون في بعض الأشخاص، ونادراً جداً ما تكون السبب الرئيسي في حدوث المرض.

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث