التهابات المسالك البولية هي من الالتهابات الشائعة جداً، وهي تحدث عند تمكن البكتيريا الضارة المسببة للعدوى من الدخول إلى المجاري البولية، وخاصةً من الجلد أو المستقيم، وصعودها نحو الأعلى باتجاه المثانة والكلى.
ويمكن أن تصيب العدوى جميع أجزاء المسالك البولية والتي تشمل الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل، إلّا أن النوع الأكثر شيوعاً هو التهاب المثانة، والنوع الأكثر خطورة هو عدوى الكلى (التهاب الحويضة والكلى).

عوامل الخطر للإصابة بعدوى المسالك البولية
إن عدوى المسالك البولية تكون أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الذكور، وذلك لأن الإحليل عند الإناث يكون أقصر ، وفتحة البول تكون أقرب إلى فتحة الشرج، وبالتالي فإن الطريق يكون أقصر أمام البكتيريا المسببة للعدوى لتشق طريقها إلى المجاري البولية.
وتشير الإحصائيات إلى أن النساء يصبن بالتهابات المسالك البولية بمعدل 30 مرة أكثر من الذكور.
ومن عوامل الخطر الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية ما يلي:
- الإصابة السابقة بعدوى المسالك البولية، فوفقاً للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، فإن 30-44% من الأشخاص المصابين بالتهاب المسالك البولية يصابون بها مرة أخرى في غضون ستة أشهر من أول إصابة.
- الحمل
- العمر، حيث يزداد خطر الإصابة لدى الأطفال الصغار في السن، والأشخاص الكبار في السن.
- وجود مشاكل تشريحية وبنيوية في المسالك البولية، مثل تضخم البروستات.
- سوء الاهتمام بالنظافة الشخصية، على سبيل المثال يزداد الخطر لدى أولئك الأطفال الذين يتدربون على استخدام الحمام، لأنهم لم يتعلموا بعض العناية بنظافة مناطقهم الحساسة بشكل جيد.
- انقطاع الطمث كذلك من عوامل الخطر الأخرى للإصابة بعدوى المسالك البولية، لأنها تؤدي إلى انخفاض نسبة هرمون الإستروجين في الجسم، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث تغيرات في المسالك البولية.
أعراض عدوى المسالك البولية
أما بالنسبة لأعراض عدوى المسالك البولية، فإنها قد تختلف باختلاف المنطقة المصابة بالعدوى، وقد تظهر بدون أية أعراض.
فبالنسبة لالتهاب المثال (النوع الأكثر شيوعاً من عدوى المسالك البولية) فإن الأعراض قد تشمل:
- ألم أو حرقة أثناء التبول
- كثرة التبول
- الشعور بحاجة ملحة إلى التبول رغم كون المثانة فارغة من البول
- وجود الدم في البول (وهو ما يمكن أن يسبب تغيراً نحو الأحمر في لون البول)
- الشعور بألم أو ضغط أسفل البطن
أما بالنسبة لعدوى الكلى فقد تشمل أعراضها ما يلي:
- حمى
- قشعريرة
- آلام أسفل الظهر أو في جانب الظهر
- الغثيان والإقياء
نصائح للوقاية من التهابات المسالك البولية
هنا في هذه المقالة سنلقي الضوء على مجموعة من النصائح والتوصيات المقدمة من أطباء مختصين في المسالك البولية، والتي يمكن أن تساعد على الوقاية من هذا المرض.
التبول فوراً وبكثرة
إن السبب الرئيسي لالتهاب المسالك البولية هو انتقال الجراثيم عبر مجرى البول (من الخارج) إلى المسالك البولية الداخلية، ولذلك فإن إحدى الطرق الأساسية لتقليل مخاطر الإصابة بالتهاب المسالة البولية هو التبول في الوقت المناسب فور إطلاق الجسم التنبيه لذلك، أي فور الشعور برغبة في التبول.
ففي كل مرة يتبول فيها الإنسان، فإنه يقوم بطرد البكتيريا من المجرى البولي إلى الخارج، ولذلك يُنصح بتجنب حبس البول في المثانة لفترات طويلة، إذ يُنصح بالذهاب إلى الحمام كل أربع إلى ست ساعات، لكي لا تحصل عالبكتيريا على فرصة مناسبة للنمو في المثانة.
ومن الأهمية بمكان تذكر هذا الأمر مع الكبار في السن ومساعدتهم على الذهاب إلى الحمام بشكل دوري ومنتظم للوقاية من التهابات المسالك البولية، وكذلك يُنصح بتذكير الأبناء كذلك لأنهم قد لا يعرفون الوقت المناسب للذهاب إلى الحمام أو أنهم قد يتجنبوا ذلك كثيراً لكسب الوقت في اللعب.
شرب كميات كافية من الماء
حيث إن شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم يبقي الجسم رطباً، ويساعد على الوقاية من التهاب المسالك البولية بطريقتين، الأولى في أنها تساعد على ملء المثانة بسرعة وبذلك تزيد من الحاجة إلى التبول خلال اليوم.
والثانية في أنها تساهم في تخفيف تركيز البول، وهو ما يمكن أن يساعد في إبعاد البكتيريا.
وفي دراسة نٌشرت نتائجها عام 2018 في JAMA Internal Medicine والتي أجريت على أشخاص أصيبوا بعدوى متكررة في المثانة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين زادوا من استهلاكهم للسوائل بمقدار 1.5 ليتر من الماء كل يوم ولمدة عام كامل أُصيبوا بعدوى المسالك البولية بنسبة أقل بكثير من أولئك الذين لم يغيروا من سلوكياتهم المتعلقة باستهلاك السوائل.
يجب الامتناع عن تناول الكحوليات، وتقليل المشروبات الحاوية على الكافيين أو تجنبها والتي قد تؤدي إلى تهيج المثانة.
يمكنكم معرفة كمية المياه التي تحتاجون إليها يومياً من خلال: حاسبة كمية المياه اليومية
مسح المناطق الحساسة من الأمام إلى الخلف وليس العكس
إن أحد أهم أنواع الجراثيم المسؤولة عن قسم كبير من عدوى المسالك البولية هي الإشريكية القولونية، والتي توجد بكثافة حول فتحة الشرج، والتي غالباً ما تنتقل إلى المسالك البولية عن طريق مسح المنطقة بشكل خطأ أي من الخلف إلى الأمام.
ولذلك ولتجنب الإصابة بعدوى المسالك البولية يجب تعلم تنظيف المنطقة الحساسة من الأمام إلى الخلف بعد الحمام منذ مراحل الطفولة الأولى، وذلك لتجنب نقل البكتيريا المسببة للعدوى بشكل خاطئ من فتحة الشرج إلى المجرى البولي.
وتزداد أهمية تطبيق هذه الخطوة في حالات الإسهال، لإن الإسهال يصعّب السيطرة على عملية التبرز، ويسبب انتقال البراز إلى المناطق الأخرى بنسبة أكبر.
التبول قبل وبعد ممارسة العلاقة الزوجية
إن ممارسة العلاقة الزوجية من شأنها أن تزيد خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية بشكل من الأشكال، إذ أنها يمكن أن تساهم في بعض الأحيان بدفع بكتيريا الأمعاء المسببة لالتهاب المسالك البولية عن طريق الخطأ إلى مجرى البول.
ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال تجنب العلاقة الزوجية بشكل كامل للوقاية من عدوى المسالك البولية، وإنما يٌنصح بالتبول قبل وبعد ممارسة العلاقة الزوجية لابعاد البكتيريا عن المسالك البولية قدر الإمكان وتجنب الإصابة بالعدوى.
وليس بالضرورة النهوض من الفراش مباشرةً بعد الانتهاء من العلاقة الزوجية، وإنما يُوصى بالذهاب إلى الحماء في غضون 30 - 45 دقيقة بعد ممارسة العلاقة الزوجية.
تناول مكملات التوت البري
رغم أن الدراسات والأبحاث بخصوص استخدام عصير التوت البري أو مكملات التوت البري للوقاية من عدوى المسالك البولية لا تزال غير مؤكدة بشكل كامل، إلا أن بعض الدلائل تشير إلى أنها يمكن أن تكون مفيدة في تقليل مخاطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
والسبب في ذلك هو أن مكملات التوت البري تحتوي على كمية مركزة من مادة تسمى proanthocyanidin-A (PAC)، والتي تظهر الأبحاث أنها تزيد من صعوبة التصاق البكتيريا بجدار المثانة، مما يقلل من مخاطر الإصابة بالتهابات المسالة البولية.
ويُعتقد أيضاً أن فيتامين سي الموجود في التوت البري قد يؤدي إلى زيادة حموضة البول، مما يساهم بدوره في تقليل نمو البكتيريا السيئة داخل المجاري البولية.
وقد وجدت مراجعة منهجية نُشرت نتائجها في مجلة جراحة المسالك البولية عام 2017 بأن منتجات التوت البري يمكنها أن تقلل بشكل كبير من حدوث عدوى المسالك البولية، وخاصة لدى أولئك الأشخاص المعرضي للإصابة بها بشكل أكبر.
ومن الجدير بالذكر بأنه يُوصى بتناول مكملات التوت البري بدلاً من عصيرها، لأنها تحتوي على تراكيز أعلى من مادة proanthocyanidin-A (PAC) مقارنة بالعصير، ولا يوجد أي جوانب سلبية في استهلاكها.
تجنب استخدام المنتجات المهيجة في غسل المهبل
من الجدير بالذكر بأن بعض المواد والمنتجات الأنثوية التي يتم استخدامها في تنظيف المهبل يمكن أن تسبب خللاً بتوازن البكتيريا في منطقة المهبل، وتخلق بيئة مناسبة لنمو الجراثيم السيئة التي تسبب عدوى المسالك البولية.
حيث يحتوي المهبل في الحالة الطبيعية على أكثر من 50 نوع من البكتيريا
المفيدة، والتي تساعد في الحفاظ على صحة المهبل، وحمايته من البكتيريا
الضارة. إلا أن العديد من المنتجات النسائية ولا سيما المعطرة منها يمكن أن
تخل بهذا التوازن، مما يسمح للبكتيريا الضارة بالتكاثر والذي يؤدي بدوره
إلى أنواع مختلفة من العدوى.
حتى أن حمامات الفقاعات يمكن أن تكون مهيجة إلى حد ما للغشاء المخاطي المهبلي.
تذكري أن كل ما تحتاجه المرأة لإبقاء المهبل نظيفاً هو الماء الدافئ، فالمهبل يقوم بعملية تنظيف نفسه بنفسه، ولا يحتاج إلى استخدام أي مواد أو منتجات خاصة.
تناول البروبيوتيك
البروبيوتيك هي كائنات حية دقيقة تساعد على إعادة التوازن في طبيعة البكتيريا الموجودة في الأمعاء، فتزيد البكتيريا النافعة، وتقلل البكتيريا الضارة.
ويعتقد البعض في أنها قد تساعد أيضاً في تعزيز نمو البكتيريا الجيدة في المسالك البولية، مما قد يساهم في الوقاية من الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
ويمكن الحصول على البروبيوتيك من العديد من المصادر ومنها:
- تناول الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي أو الكفير أو مخلل الملفوف
- تناول مكملات البروبيوتيك
إرسال تعليق