النوم لساعات طويلة ... إلى ماذا يمكن أن يشير؟

الكاتب: فريق اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال:ما هو الإفراط في النوم؟ ما هي المشاكل التي قد تحدث بسبب النوم لساعات طويلة؟ ما هي الأسباب والمشاكل التي قد تقف وراء النوم المفرط لدى الإنسان؟

النوم لعدد ساعات طويلة ليس بالضرورة أن يكون بسبب وجود مشاكل صحية، فالنوم بطبيعة الحال أمر مهم وضروري لسلامة الإنسان الجسمية والعقلية، وهو يساعد على استعادة التوازن بعد يوم شاق، ويعيد النشاط للجسم، وكذلك يجدد القدرة على التفكير السليم والتخلص من النفايات العقلية.

وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال اليوم يمكن أن يعرض الإنسان للعديد من المشاكل الصحية، بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة وزيادة الوزن، ومرض السكري من النوع الثاني، والأمراض النفسية وغير ذلك من الحالات الصحية، والتي تطرقنا إليها باستفاضة على اقرأ فكرة في مقالات سابقة.

ولكن ما يجب معرفته هو أن النوم بكثرة ولعدد ساعات طويلة وبشكل مفاجئ ومختلف عن العادة ربما يكون إنذاراً يطلب منك العناية بجسمك بعض الشيء.

رجل نائم على سريره وبجانبه كتابان على الطاولة

 ما هي عدد ساعات النوم الصحي الموصى بها؟

إن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها كل شخص يختلف باختلاف عدد من العوامل الخاص بذلك الشخص بما فيها الجنس، والعمر، والحالة الصحية، والعمل وما إلى ذلك.

ولكن بشكل عام يُوصي الباحثون والخبراء بضرورة أن يحصل البالغون على سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة.

ويحذّر الخبراء من الاستمرار في الحصول على عدد ساعات أقل من 6 ساعات في اليوم، لما له من تأثير سلبي على صحة الإنسان وحياته بشكل عام، حيث أن حوالي ثلث الأشخاص البالغين يحصلون على عدد ساعات أقل من سبع ساعات في الليلة الواحدة. (المصدر)

وهناك على الجانب الآخر نسبة من البالغين تفرط في النوم، ويحصلون على عدد ساعات أكثر مما هو موصى به، وتسمى هذه الحالة بالنوم المفرط Oversleeping.

ماذا يعني الإفراط في النوم؟

من الناحية الطبية والتخصصية فإن النوم المفرط هو النوم لأكثر من 9 ساعات في غضون 24 ساعة. (المصدر)

كما أن النوم المفرط يمكن أن يظهر على شكل الحاجة إلى قيلولة طوال اليوم، والشعور بالنعاس الشديد والصداع أثناء النهار.

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن البعض من الناس ربما يحتاج بالفعل إلى ساعات إضافية من النوم خلال اليوم ليتمكن من العمل بجد ونشاط، والتركيز على ما يفعل، والتفكير السليم.

ولهذا إذا ما كنت تجد أن ساعة إضافية من النوم (على سبيل المثال) تمنحك الطاقة الكافية والنشاط اللازم لإتمام يومك فهذا ربما لا يكون أمراً سلبياً.

بينما إذا كان النوم لفترات طويلة يجعلك متعباً أكثر، أو لا ينقذك من النعاس الشديد خلال النهار، أولا يقلل حاجتك إلى أخذ قيلولة خلال اليوم، فهذا ربما يشير إلى وجود أمر ما يستحق البحث.

إن النوم المفرط يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحيحة، ويعتقد العديد من الخبراء بإن الإفراط في النوم لا يقل خطورة عن قلة النوم، بل ويعتقد البعض أنه ربما يكون أخطر بكثير.

بعض المشاكل الصحية التي تم ربطها بالنوم لساعات طويلة

وجدت إحدى دراسات التحليل التلوي في عام 2018 أن خطر الوفاة ازداد مع كل ساعة نوم إضافية، حيث ارتبط النوم لمدة تسع ساعات بزيادة خطر الوفاة بنسبة 14%.

في حين أن النوم لمدة 10 ساعات ارتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 30%، والنوم لمدة 11 ساعة ارتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 47%.

كما لاحظت بعد الدراسات أن خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية أيضاً يزداد مع زيادة عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الإنسان.

بالإضافة إلى هذا فإن بعض الأبحاث وجدت أن خطر الإصابة بمرض السكري أيضاً يزداد مع كثرة النوم (أكثر من ثماني ساعات). (المصدر)

كما وجد الباحثون أن مستويات CRP، وهو مؤشر على وجود التهاب في الجسم، كانت أعلى لدى الأشخاص الذين كانوا ينامون أقل أو أكثر من الوقت الموصى به. (المصدر)

إذ ترتبط المستويات العالية من بروتين سي التفاعلي CRP بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

كما أشارت بعض الدراسات والأبحاث إلى كثرة النوم يمكن أن يؤدي إلى إضعاف مناعة الجسم، وإلى زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وكذلك الإصابة بالسمنة والوزن الزائد.

ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا يمكننا الجزم بأن النوم المفرط يسبب كل المشاكل الصحية السابقة الذكر أو غيرها مما لم نذكره، وإنما فقط ما ذكرناه يشير إلى وجود ارتباط من نوع ما بينهما، أما نوع وطبيعة الارتباط فهو ما يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة لإثبات السبب.

إلى ماذا يمكن أن يشير النوم لساعات طويلة؟

ليس كون الإفراط في النوم يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية هو كل ما في الأمر، بل أن الإفراط في النوم يمكن أن يشير في الوقت نفسه إلى وجود مشاكل صحية بالفعل، وما النوم المفرط إلى نتيجة لتلك المشكلة.

1قد يكون تعويضاً لما فقدته من النوم

 في عدد كبير من الحالات يكون النوم الزائد نتيجة لمشاكل وقصور مؤقت في النوم، حيث أن قسم كبير من الناس يحاولون الإنقاص من ساعات نومهم ليتمكنوا من مواصلة العمل وتحقيق المطلوب والقيام بباقي واجباتهم خلال اليوم.

وفي مثل هذه الحالات قد يفرط الواحد منهم في النوم لعدّة أيام حتى يتمكن من تعويض النوم الذي فقده بسبب العمل أو أي شيء آخر، وهو ما يسمى بتعويض دين النوم.

ملاحظة: حتى وإن كان يمكن للإنسان أن يعوض النوم الذي فقده في عدّة أيام، إلا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يعوض الفوائد التي خسرها بسبب النوم لعدد ساعات قليلة، كما أنه لن يتمكن من التخلص من جميع المشاكل التي لحقت به بسبب ذلك بشكل كامل.

2قد يكون بسبب مشكلة عارضة ومؤقتة

 يمكن أن يكون كثرة النوم المفاجئ ليوم أو يومين أو أكثر بقليل نتيجة لحالة مرضية بسيطة مثل الرشح أو الزكام، أو نتيجة مرحلة التعافي من آثار العمليات الجراحية.

كما يمكن أن يعاني الإنسان من زيادة عدد ساعات النوم بسبب مشاكل متعلقة بالسفر مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويل Jet Lag.

في مثل هذه الحالات لا يتوجب عليك القلق، لأن المشكلة في الغالب ستكون مؤقتة وتنتهي بانتهاء الحالة المسببة لها والتي غالباً ما تستغرق عدة أيام قليلة.

3 قد يكون بسبب مشاكل واضطرابات في النوم

يمكن أن يجد الإنسان نفسه يغرق في النوم الطويل بسبب بعض المشاكل والاضطرابات المتعلقة بالنوم، أو التي تحدث أثناء النوم وذلك مثل: توقف التنفس أثناء النوم sleep apnea، الأرق insomnia، التغفيق narcolepsy.

توقف التنفس أثناء النوم

إن اضطراب توقف التنفس أثناء النوم sleep apnea يؤدي إلى توقف تنفس الشخص المصاب مؤقتاً خلال النوم، مما يؤدي إلى شخيره وشعوره بالاختناق أثناء النوم، وكذلك إلى شعوره بالنعاس الشديد في النهار.

وهذا ربما يدفع الشخص المصاب إلى أخذ قيلولات طويلة أثناء النهار، أو إلى النوم عدد ساعات أكثر ليلاً لتعويض النوم الذي يفقده أثناء الليل بسبب توقف التنفس المؤقت وحدوث انقطاع لمراحل النوم مما يمنع وصوله لمراحل النوم العميق المريحة.

وقد تشمل بعض الأعراض الأخرى لاضطراب توقف التنفس أثناء النوم: صعوبة في التركيز أثناء النهار، مشاكل في الذاكرة، صداع عند الاستيقاظ، جفاف الفم.

التغفيق

وهو أيضاً أحد اضطرابات النوم التي تجعل الشخص المصاب يشعر بنعاس شديد خلال النهار، حيث يعاني المصاب من صعوبة شديدة في البقاء في حالة يقظة لفترات زمنية طويلة خلال اليوم، إذ يسقطون في حالات نوم وغفوة مفاجئة تؤثر سلباً على حياتهم.

قد تشمل أعراض التغفيق على سبيل المثال ما يلي:

  • الشعور بنعاس شديد أثناء النهار
  • صعوبة الانتباه والتركيز خلال اليوم
  • النوم بشكل مفاجئ أثناء أداء المهام اليومية
  • الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي 

وإلى الآن لا يزال السبب الكامن وراء حدوث هذا الاضطراب مجهولاً، ويعتقد العديد من الباحثين أنه ربما يكون بسبب بعض المشاكل والحالات الوراثية.

4قد يكون بسبب بعض الأدوية

يمكن لبعض الأدوية كذلك أن تلعب دوراً في زيادة عدد الساعات التي ينامها الإنسان، حيث أن النوم المفرط والنعاس يعتبر عرض جانبي لعدد لا بأس به من الأدوية المستخدمة.

ومن هذه الأدوية على سبيل المثال لا الحصر: أدوية الحساسية، ومضادات الاكتئاب، وأدوية القلق، وبعض حبوب ضغط الدم، ومرخيات العضلات، وأدوية الصرع وغيرها.

لذلك هنا يتوجب الشخص أن يراقب جسمه واستجابته عند استخدامه لأدوية جديدة، وإذا ما وجد أي تأثير جانبي لها يجب عليه الإسراع في استشارة الطبيب المختص لتعديل الجرعة أو تبديل الدواء.

5قد يكون بسبب مشاكل وأمراض أخرى

تشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في النوم يمكن أن يكون أيضاً مؤشراً لبعض الأمراض والحالات الصحية المزمنة التي يعاني منها الشخص وذلك مثل: قصور القلب، فقر الدم، قصور الغدة الدرقية.

كما يشير الباحثون إلى أن السمنة والوزن الزائد كذلك يمكن أن تكون سبباً في أن ينام الإنسان ساعات أكثر مما هو موصى به.

بالإضافة إلى هذا يعتقد البعض أن نقص مستويات فيتامين ب في الجسم كذلك قد يكون سبباً لزيادة حاجة الإنسان إلى النوم ساعات أكثر.

6تعاطي الكحول

إن تعاطي الكحول المحرمة إلى جانب العديد من المشاكل الصحية والخطيرة التي يمكن أن تؤدي إليها، فإنها يمكن أن نؤدي أيضاً إلى زيادة شعور الإنسان بالنعاس، وزيادة الحاجة إلى النوم لساعات أكثر.

الخلاصة

 كما لاحظنا مما ذكر في الأعلى فإن زيادة عدد ساعات النوم التي ينامها الإنسان خلال اليوم على الرغم من أنها قد تكون بسبب مشاكل مؤقتة وعارضة إلا أنها في الوقت نفسه يمكن أن تكون إشارة لمشاكل صحية يجب معالجتها.

بالإضافة إلى هذا وجدن أن النوم المفرط مرتبط بالعديد من المشاكل والحالات الصحية.

ولهذا سبب يجب عليك أن تراقب نومك جيداً، وتحاول أن تحصل على عدد ساعات النوم التي تحتاج إليها فقط، دون إفراط أو تفريط.

ولضمان الحصول على نوم صحي ومريح خلال الليل ننصحك بالالتزام ببعض النصائح والتوصيات التي ذكرناها في مقال سابقة على اقرأ فكرة بعنوان: نصائح وإرشادات لنوم صحي ومريح

 

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

437731609850946060

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث