أهم سببين للشعور بالتعب وقلة الطاقة خلال اليوم (مع نصائح لزيادة الطاقة)

 هل تشعر بالتعب أو الخمول طوال اليوم؟ 

هل تواجه صعوبة في الحفاظ على مستويات الطاقة لديك مستقرة؟

إن كنت ذلك، فهل فكرت يوماً أن ما تتناوله أو تشربه قد يكون سبباً في ذلك؟

بالطبع هناك العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى ظهور مثل هذه المشاكل، ولكن في معظم الاحوال يتم تجاهل (بعلم أو بدون علم) دور النظام الغذائي في ذلك.

ففي الحقيقة إن الكثير من الأطعمة والمشروبات التي نستهلكها خلال اليوم، والتي ربما نعتقد أنها تمنحنا الصحة والطاقة، قد تسبب العكس، قد تكون السبب في حدوث أضرار ومشاكل مثل الخمول والتعب المستمر على المدى الطويل.

هنا سنلقي لكم الضوء على أهم عاملين من عوامل النظام الغذائي التي قد تكون السبب في عدم استقرار مستويات الطاقة لديك خلال اليوم، وثم سنمر على بعض الأسباب الشائعة الأخرى غير النظام الغذائي مع تقديم بعض النصائح التي قد تساعدكم على تجاوز هذه المشكلة.

الاستهلاك الزائد لمشروبات الطاقة

إن مشروبات الطاقة مثل ريد بول وغيرها تعد من أكثر المنتجات شهرة واستهلاكاً من قبل المجتمع، وهي في معظمها تحتوي على مستويات عالية من الكافيين، بالإضافة إلى مكونات أخرى مثل السكر، وفيتامينات ب، وأحماض أمينية مثل التورين.

وعلى الرغم من أن استهلاك مشروبات الطاقة قد تساعد على الشعور بالنشاط وزيادة الرغبة في العمل على المدى القصير، إلا أن المداومة على استهلاكها قد تكون ضارة أكثر بكثير من هذه المنفعة الصغيرة.

فإن مشروبات الطاقة في معظمها كما ذكرنا تحتوي على نسب عالية من السكر البسبط، والذي يتم امتصاصه إلى الدم بسرعة مقارنة مع السكريات المعقدة، وهذا يؤدي إلى زيادة سريعة وآنية في مستويات السكر في الدم عند استهلاك هذه المشروبات، وهو السبب في الشعور بالنشاط والحيوية بعد استهلاكها.

إلا أن الآمر لا يستغرق الكثير قبل أن يتم التعامل مع هذا السكر الزائد من قبل الجسم بإفراز كميات كبيرة من الأنسولين بنفس السرعة، مما يؤدي إلى التخلص من السكر الزائد في الدم بتخزينه على شكل دهون وغيرها، وهو ما يستنزف بدوره الطاقة مرة أخرى،ويعيد الشعور بالتعب والإرهاق.

هذا بالإضافة إلى الآثار السلبية الطويلة الأمد لهذه العملية، والتي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

فهذا الارتفاع المفاجئ في سكر الدم، والذي يعقبه ارتفاع مفاجئ وسريع أيضاً في إفراز الأنسولين، قد يؤدي مع مرور الزمن إلى حصول ما يعرف بمقاومة الأنسولين، وهي حالة تصبح فيها الخلايا عديمة الاستجابة للأنسولين، وبالتالي لا يتم التخلص من السكر الزائد في الدم بالشكل السليم، وهذا كما ذكرنا يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية عديدة منها السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى هذا فإن هذه المشروبات تحتوي على كميات كبيرة جداً من الكافيين، والاستهلاك الزائد للكافيين أو المستمر له على المدى الطويل له الكثير من الأضرار المحتملة ومن أهمها:

• الأرق ومشاكل النوم: فهو في النهاية منشط، والاستهلاك الزائد له ولاسيما في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على نوعية النوم، ويمنع الجسم من الحصول على الراحة الكافية.
• زيادة القلق والتوتر: ولا سيما في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق والتوتر، وذلك بسبب زيادته لإفراز الأدرينالين في الجسم.
• ارتفاع ضغط الدم: ولنفس السبب السابق وهو زيادة افراز الأدرينالين يمكن أن يسبب زيادة مؤقتة في ارتفاع ضغط الدم، مما قد يكون ضاراً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب.
• الإدمان ومشاكل الإنسحاب: فالكافيين من المركبات المسببة للإدمان، وعندما يعتاده الجسم يمكن أن يؤدي عد استهلاكه إلى ظهور أعراض انسحاب مثل الصداع والتعب.

ربما يرغب في الإطلاع على المقالات التالية لتحصيل المزيد من المعلومات المتعلقة بهذا:

ما هي السعرات الحرارية الفارغة وما الأطعمة التي تحتوي عليها

تناول الحلويات والوجبات الخفيفة المصنعة

العامل الثاني من عوامل النظام الغذائي التي قد تؤثر سلباً على نشاط الإنسان وحالته الذهنية خلال اليوم هو استهلاك الحلويات ورقائق البطاطس والوجبات الخفيفة المصنعة.

إذ يعتقد الكثير من الناس، وهو اعتقاد صحيح نسبياً، أن استهلاك هذه المنتجات في منتصف اليوم يزيد من شعور الإنسان بالطاقة والرغبة في العمل.

إلا أنه ولنفس السبب الذي سبق ذكره وهو الارتفاع المفاجئ لسكر الدم، لا يلبث أن يعود هذا التأثير بالسلب على طاقة الإنسان ونشاطه، بل وقد يتجاوز الأمر هذا إلى التأثيرات السلبية الكثير لذلك على حالته الصحية على المدى الطويل.

نصائح لتحسين مستويات الطاقة خلال اليوم

بعد التعرف على أهم عاملين من عوامل النظام الغذائي التي قد تؤثر سلباً على نشاط الإنسان ومستويات الطاقة لديه، هنا نقدم لكم مجموعة من النصائح والتوصيات الموثقة والعلمية التي تساعدكم على تحسين الحالة المزاجية، وزيادة مستويات الطاقة لديكم بشكل سليم دون القلق من العواقب السلبية والضارة، سواءً على المدى القصير أو على المدى البعيد.

تناول أطعمة مغذية وغنية بالعناصر الغذائية

إن تضمين الأطعمة الغذائية ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض والغنية بالفيتامينات والمعادن في النظام الغذائي يمكن أن يحسن من حالتك الصحية والمزاجية، ويزيد من مستويات الطاقة لديك.

فعلى سبيل المثال استبدال الوجبات الخفيفة التي يتم استهلاكها في منتصف اليوم بوجبات من الفاكهة والزبادي يمكن أن تكون خياراً أفضل.

فالفواكه مثلاً تحتوي على السكريات التي ستمنحك الطاقة اللازمة، ولكنها في الوقت نفسه تحتوي على الألياف، والتي تساعد على تباطؤ عملية هضم هذه السكريات، مما يمنع الارتفاع المفاجئ، وإنما يؤدي إلى حدوث زيادة متوازنة ومتدرجة في مستويات السكر في الدم، مما يساعد على توفير الطاقة لفترات زمنية أطول، ودون إلحاق ضرر قصير المدى ولا طويل المدى بصحة الإنسان.

بالإضافة إلى هذا فإن الزبادي أيضاً تشكل مصدراً مثالياً للبروتين والدهون التي يحتاجها الجسم.

وبهذا تكون قد حصلت على العديد من الفوائد التي من المستحيل أن تتحصل عليها من استهلاك مشروب طاقة أو تناول وجبة خفيفة وغير ذلك.

ممارسة الرياضة

أن ممارسة الرياضة هي من العوامل الأساسية التي تساعد على تحسين نشاط الإنسان، وتزيد من مستويات الطاقة لديه.

كما أنها تساعد على تحسين المزاج، وزيادة جودة النوم.

إدارة التوتر والسيطرة على مشاعر الغضب

إن التوتر والقلق الزائد، وكذلك حالات الغضب المفاجئة هي من العوامل المهمة التي قد تسبب الخمول والتعب لدى الإنسان، وتقلل من رغبته في العمل والإنتاج.

لذلك التعامل مع مثل هذه المشاعر باستشارة المختصين، وتحسين علاقة الإنسان بالله، وزيادة ارتباطه بالتعاليم والإرشادات النبوية يمكن أن تحسن من حالته الصحية والعقلية، وتزيد من مستويات الطاقة لديه، وتساعدىة على تحسين الإنتاج اليومي.

الحصول على قدر كافٍ من النوم

الحصول على قدر كافٍ من النوم الجيد يعد عاملاً لا يمكن الاستغناء عنه في معادلة الحفاظ على الصحة، وتحسين مستويات الطاقة في الجسم.

ويمكنكم الاطلاع على المشاركات والمقالات التالية لتحصيل المزيد من المعلومات المتعلقة بالنوم الصحي:

فوائد القيلولة بعد الظهر وأضرارها 

ما هي عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان

شرب كميات كافية من الماء والسوائل الصحية

فالجفاف بدوره يمكن أن يؤدي إلى شعور الإنسان بالتعب والخمول، لذلك يمكن أن يساعد شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم في الحفاظ على مستويات الطاقة في الجسم.

في النهاية يمكنكم الاطلاع على مقال: أسباب كثرة الشعور بالنعاس والخمول في النهار وعلاجها للحصول على المزيد من المعلومات التي قد تساعدكم على تجاوز هذه المشكلة والتخلص منها بشكل صحيح.